سجون 5 نجوم


باتت السجون عندنا مراكز للترفيه والتسلية وتدليل المجرمين وتوفير كل وسائل الراحة لهم وما يجدونه من كل وسائل الرعاية مما يشجعهم على المضي في اجرامهم وغيّهم وضلالهم . فالسجين الذي يتناول ثلاث وجبات دسمة باليوم متبوعة بالفاكهة الطازجة وتتوفر لديه كل الخدمات الفندقية ويستطيع التواصل مع العالم الخارجي لا بل ويمكنه تقديم شكوى لمنظمات حقوق الانسان ضد ادارة السجن كل ذلك يغريه ليبقى مستمتعا بهذه البحبوحة من العيش والتي هي قطعا غير متوفرة له خارج السجن ولدى الاسرة .

الاصل في السجون ان تكون اماكن للردع واعادة التربية وكسر المنافس واذلال اصحاب الاسبقيات وهو عكس ما نراه ونسمع عنه الان اذ ان المجرمين يتسابقون لتكرار جرائمهم من اجل العودة الى آجوائهم وشللهم حيث الحياة الرغيدة.

في السابق كان السجن ( عيب ) وكان السجين يهان ويلتعن فاطس أهله .. لقد حدثني صاحب اسبقيات عن تجربته في السجن وكيف انه مبسوط على الآخر وان السجن بالنسبة له افضل بكثير من الحياة في الخارج لأن كل ما يحتاجه متوفر وبلا انقطاع .

مشكلة الدول الفقيرة والتي تعتمد على المعونات الخارجية انها لا تملك قرارها والمسؤولون فيها يدركون ذلك جيدا لا بل يشعرون بالخيبة وهم يتعاملون بكل لطف وانسانية وتهذيب مع مجرمين قتلوا وسرقوا واساؤا وهي معاملة لا يستحقونها ولا اتحدث هنا المسجون بسبب حادث سير او عدم قدرتهم على دفع قيمة شيك او دفع اجرة المنزل بل اتحدث عن مجرمين عتاولة عاثوا الفساد في المجتمع وهاهم يبرعطون ويقضون اجمل ايامهم في سجون 5 نجوم.

ان العدالة تقتضي ان يعامل القاتل وبائع المخدرات وقاطع الطريق واللص بكل قسوة واهانة وان يضرب ويهان لانه فقد انسانيته وبغير ذلك سيكون السجن المكان المفضل لديه وان تدخّل منظمات حقوق الانسان في السجون وتقديم الشكاوى على القائمين عليها للدول المانحة يشكل اهانة لهيبة الدولة مع ان الشائع ان كثيرا من دول العالم المتقدم تعامل السجناء الخطيرين بكل قسوة وشدة ليكونوا عبرة لغيرهم ولانفسهم ..

هناك مبدأ تربوي واخلاقي يقول ابدأ بالناس من حيث هم فلا يعقل ان يعامل المجرمون باللين واللطف بل لا بد من ( أن نهري وبرهم ) ونذيقهم صنوف الالم ليشعروا بفداحة وبشاعة جرائمهم وبغير اساليب البهدلة والشدة فلن يرتدعوا...

أتمنى ان يعاد النظر بمنظومة السلوك والتعليمات التي تنظّم آليّة التعامل مع المساجين الخطرين بحيث تتحول السجون الى زنازين يدخلونها ولا يخرجون منها أبدا الّا الى القبور وبذلك نتخلص من شرور الهمل الذين لا يقيمون وزنا لحياة البشر وننظف شوارعنا وحاراتنا من قطعان الزعران الذين لا يطيقون مغادرة شققهم المفروشة والتي بتنا نسميها مجازا مراكز الاصلاح والتأهيل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات