يعتبر الأزهر أهم المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي وأعرقها وطالما كان له الدور الأكبر في نشر الرسالة الإنسانية والقيم العليا والمُثُلْ الأخلاقية النبيلة التي يحملها الدين الإسلامي والمحافظة عليها وتطويرها لمواكبة العصر عملاً بالقاعدة الفقهية «لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الزمان».

إلا أننا نجده الآن قد انجرف خلف النظام وأصبح رهناً لسياساته يُفصل الفتاوى حسب الطلب ولو كان ذلك يتنافى مع أبسط قواعد العقيدة التي تحث على ترابط المسلمين وتعاضدهم كالجسد الواحد.

الأزهر بقيادة شيوخه «الكبة» كما وصفهم صديقي أبو محمود ليس المقصود هنا «الكبة اللبنية أو النيئة أو المشوية» التي تؤكل ولكنها ورقة اللعب التي إذا ما تورط بها لاعب الورق في لعبة معينة فإنها تسبب له خسائر مدمرة تقوده إلى التهلكة.

آخر فتاوى شيوخ «كبة» جواز بناء الجدار الفولاذي على حدود قطاع غزة المحاصر صهيونياً بالتواطؤ مع أسيادهم في النظام الذي اختلق لهم الذرائع  ليزيدوا معاناة شعب عربي مسلم يفترش الأرض ويلتحف السماء وجعلت الشيوخ «الأجلاء» يتناسون تعاليم ديننا الحنيف الذي يقومون على أهم مؤسساته التي ردعت قادة عظاما أثناء الفتوحات الإسلامية وجعلتهم يرفعون الحصار عن شعوب غير مسلمة جيوشها تقاتلهم حتى ينفذوا وصية رسولهم الكريم بعدم إيذاء الشيوخ والأطفال والبهائم وحتى الأشجار من الأعداء فما بالك إذا كان الشعب المحاصر عربي مسلم وجار لصيق مظلوم.

لكم الله يا أهل غزة - يا وحدكم - فقد تخلى عنكم الأخ والصديق وأعطاكم ظهره وأنتم بأمس الحاجة لقبضة يده.

esmel68@yhoo.com