تعرية الإرهاب أولوية قصوى


أقول كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي ، باسمي واسم كافة أبناء محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي : إن تعرية الإرهاب أولوية قصوى أشد من إعلان الحرب عليه ، سيما بعد أن نزعت القوى الصهيو ـ أمريكية آخر الأقنعة التي تخفت خلفها ، ومثل هذا الأمر في تقديرنا يعيد فتح كل مغاليق أبواب الخلاف بيننا كإنسانيين ، وبين التحالف الغربي الذي يزعم محاربة الإرهاب ، لهذا إذ نطرح اليوم تعرية الإرهاب من منطلق مسؤولياتنا الإنسانية والأمنية على المستوى العالمي ، فإننا نطرحه لفضح صانع الإرهاب الأول من ناحية ، ومن ناحية ثانية لتشكيل وعي مضاد مقاوم للهجمة الإرهابية على المنطقة ، والتي تنتقل من خطة إلى خطة ، بهدف تفريغ المنطقة من قوتها واستعمارها لقرن جديد قادم ، و لنسد أيضاً على ذلك التحالف فلم السجال الإعلامي العربي والإسلامي والذي يحضر له عربياً وغربياً بين أطراف من المفترض أن تجمعها غاية الحرب على الإرهاب لا خدمة سيد الإرهاب ، ولو من أجل ضمانة حياتها وأمنها واستقرارها ، تلك الأطراف التي ما زالت للأسف تبدو وكأنها محكومة على نحو قدري أو فلسفي يخدم السيد الأمريكي المشغل والصانع الأول للإرهاب الإقليمي والعالمي الذي يجتاح المنطقة والعالم ، المشغل الذي يحتاج الآن إلى تغطية على جرائمه الموثقة من قبل القوى الإنسانية في المنطقة والعالم ، لهذا سيلجأ إلى تلك السجالات الإعلامية المصطنعة للتمهيد إلى حرب الجيوش في المنطقة ، نتحدث عن سجالات إعلامية تسبق إعادة نشر الإرهاب عبر الجيوش النظامية هذه المرة ، وبطريقة تسرع في إسقاط أنظمة ضمن التحالف الأمريكي ، لتنتشر الفوضى ، ويعاد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد ، وهذا يشي بأن الحرب على سورية لن تنتهي بمجرد وأد الجماعات الإرهابية على يد المقاومة الإسلامية والجيش العربي السوري بمساندة القوى الإنسانية الروسية وإيران ، وهذا ما تلمح له أمريكا رسمياً وتتبناه بصراحة دول إقليمية تلوح بالتدخل العسكري في سورية ، وإذا كان التحالف الغربي بقيادة أمريكا جاء بمكر سياسي لتتبادل الأدوار بين التنظيمات الإرهابية وإسرائيل في المنطقة العربية والإسلامية ، على قاعدة الاحتراب الدامي بين كافة المكونات الدينية والعرقية لتحقيق المآل الإسرائيلي الرامي إلى الاختلال في التوازن المقاوم لهذا السرطان ، فإننا نذكر الجميع بما فيهم أولئك الذين يدورون في الفلك الأمريكي نفسه ، ونقول : إذا كانت المقاومة الإسلامية ، والنظام في سورية الهدف المعلن للقوى الصهيوـ أمريكية ، فإنكم قلب الهدف المخفي ، هل تعلمون لماذا ؟! لأنكم المخرج الوحيد من هذه المعادلة ، معادلة هزيمة الأدوات الإرهابية في سورية ، والتي من شأنها أن تسدل الستارة على الوجود الإرهابي في سورية ، وتعلن بذات الوقت بداية الحرب الإرهابية الجديدة على المنطقة كاملة وبجيوش المنطقة ذاتها ، ودعوني أقول لكم اليوم كلمة سيتوقف عندها العالم طويلاً ، وستذكرونها وأنتم تتحدثون عن ذلك المصير الأمريكي الأسود في الجامعات ودور العلم والعبادة والمؤسسات السياسية والعسكرية : ما تقوم فيه أمريكا في منطقتنا ستكون نتيجته الحتمية (ضرب أمريكا نووياً ، وما الاستعداد النووي للجيش الكوري الشمالي عما نقول ببعيد ) ..!!
نعود إلى تعرية الإرهاب ونقول : مخطئ من يظن أن هؤلاء الإرهابيين ينتمون إلى الجنس البشري ، لأنه ما من إنسان يستطيع قتل أخيه الإنسان بهذه البشاعة ، وبلا أي رحمة ، إنها ـ ثقافة الرعب ـ التي تضخ في الأذهان عنفاً بصرياً عبر كل الوسائل الإعلامية ، التي غدت مسخرة لخدمة هذه الثقافة ، لكن لماذا ؟! علينا أن ندرك أن الإرهاب منتج تم تحضيره من أجل الترويج لمنتجات أخرى ، مثل تجارة الأسلحة ، و تجارة السيارات ، و تجارة الطائرات ، و تجارة المخدرات ، وتجارة الأعضاء ، وتجارة البشر ، والدعارة ، وتجارة الأفلام ، وغيرها الكثير من تجارة رؤوس الأموال والمافيا التي تتغذى على الدم ، وتعتبر من أهم قواعد الرأسمالية المتوحشة ، تلك التي صنعت مجموعة القمصان السوداء الفاشية ، والقمصان البنية النازية ، والبلاك ووترز ، وداعش ، والنصرة ، وبول بوت ، وبينوشيه ، ودعمت إرهاب الدول التي تمتلك نزعة الدمار غرباً وشرقاً والمؤمنة بما تسميه ( الفوضى الخلاقة ) ، وهذا ما يفسر دعمها لأنظمة الاستبداد في المنطقة والعالم ، ومع ذلك يتساءل البعض ، لماذا يدعمون أنظمة الاستبداد ، وماذا يستفيدون منهم ؟! وللإجابة نرد قائلين : يدعمون أنظمة الاستبداد لأنهم يشكلون قواعد الإرهاب المنظم ، في الوقت الذي يدركون فيه مسبقاً أن الناس حين تشعر بالخوف الشديد يتقبلون الظلم والاستبداد ، وعملياً الناس يدفعون حريتهم وديمقراطيتهم وحقوقهم الإنسانية مقابل الحياة أو النجاة من العذاب ، وفي ظل تلك الظروف تجدهم قادمين بثياب الملائكة من أجل الخلاص البشري ، عندها لن تنفذ منهم حتى تلك الأنظمة التي خدمتهم وبكل إخلاص وتفاني لكون دمائها ستكون زيت عجلاتهم في العالم الجديد ..!!
نتحدث عن حالة الاستلاب المبرمجة للأمن الإنساني في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع ، والتي يتم تنفيذها عبر أدوات تعاني من هوس مرضي شديد ، ووحشية بدائية لا تتوقف عند قطع الأيدي والأرجل والرؤوس بالسكاكين والسيوف ، ولا عند حرق البشر أحياء ، كما حدث مع الشهيد الأردني الطيار معاذ الكساسبة أبن محافظة الكرك ، محافظة سيدنا جعفر الطيار عليه السلام الذي اغتاله الإرهاب الأعمى في صدر الإسلام الأول ، ليعود اليوم ويغتال شبابنا بعدة طرق ، ولا نجده يتوقف عند الحرق أو الغرق أو القتل بالرجم بالحجارة ، وإنما أخذت دوائر ومؤسسات الإرهاب العالمي تخترع ، طرق تعتمد على الإبهار البصري ضمن وسائل أكثر عصرية وانتشارا على المستوى العالمي ، وها هو داعش البدائي المتخلف يرسل جرائمه عبر تقنيات متقدمة جداً في التصوير والإضاءة وإمكانية رؤية الصورة من عدة جوانب ، واستخدام المؤثرات الصوتية المتقدمة جداً ، إضافة إلى العرض البطيء في تقديم صور الجرائم ، ولكن لماذا كل هذا ؟! لأنهم لا يحاربوننا فقط بل يعملون على تدمير أنفسنا وذاتنا المقاومة من الداخل ، وإلا لماذا تجد أن مجرد ذكر المقاومة يجعلهم بحالة من الهستريا ؟!! لأنها الحالة الوحيدة التي تذكر بوجودنا كمواطنين عرب ومسلمين ومسيحيين و كأصحاب حق شرعي وقانوني في إدارة البلاد والعباد ، وإعطاء الناس حقوقهم في الثروات والنفط والغاز ، وحقهم في التحرر والأمن الإنساني الجماعي والاجتماعي والعام ، نعم هستريا عنفيه تدفع بهم إلى إظهار داعش بالزى الإسلامي وهي تنفذ الجرائم ، داعش يا سادة التي تجد أتباعه يرتدون أثمن الأقمشة الغربية ، ويضعون على معصمهم ساعات رولكس الثمينة ، ويخفون وجوههم بلثام إسلامي ، يحملون السلاح المتطور جداً والحراب البدائية حديثة الصنع وبتقنيات عالية ، ليعطي المشاهد منظر يجمع الماضي بالحاضر عبر مزيج يوحي بأن هنالك علاقة أرضية سماوية جاءت لتنفذ ـ إرادة الله ـ ، والدليل بحسب فكرهم المنحط والقذر هذه الثقة بالمجرم الداعشي التي لا تتوفر في المجرمين ، ثقة قوية متفوقة على الحدث الإجرامي نفسه على الرغم من بشاعته ودمويته ، فإن هذه الثقة تكون طاغية عليه ، وكأنها صاحبة شرعية سماوية ، والطامة الكبرى أنهم يتلذذون في التعذيب الذي يوقعونه على الضعفاء ، أولئك الذين نجدهم دائماً منصاعين لتلك الأحكام الشيطانية وكأنها أحكام ربانية بإمتياز، وهذه الأزياء البرتقالية أليست هي ذاتها التي استخدمت في معتقل غوانتينامو ؟! وتلك الأقفاص التي يضعون فيها الضحايا اليوم ، أليست ذات الأقفاص التي كانت تضمهم بالأمس القريب ؟!
ضحية الأمس أصبح جلاد اليوم وبأمر من المشغل ، ذلك الضحية الذي تمت معاملته بدونية أدنى من الحيوانية نجده اليوم سيداً ويجرد الخلق من أدنى قيمة إنسانية ، وبخاصة المسيحيين ، هذا عدا عن مشاهد سبي النساء وبيعهم والاغتصاب الجماعي للفتيات القاصرات ، لا بل واغتصاب الرجال والأطفال دون سن العاشرة من الذكور ، ولكن ما مضمون كل تلك الرسائل ، يريدون وأد ـ إنسانية وأمن الإنسان ـ ووأد كل ما جاءت به الشرائع السماوية ، وحتى الأرضية من احترام حقوق وحرية الإنسان ، إنه مبدأ الصهيونية العالمية ( الجويم ) ، نعم ، المبدأ الذي يعتبر كل المخلوقات عدا اليهود عبارة عن حيوانات خلقت لتركب ، ولعل هذا يبين بوضوح لماذا حقد داعش على المسيحية تحديداً ، إنه عداء يهودي صهيوني قديم ومتعفن في الرؤوس العفنة ..!!
وبالله عليكم لو لم يكن داعش مدعوم أمريكياً وإسرائيلياً هل يستطيع أن يستولي و خلال ساعات على الترسانة العسكرية العراقية التي كلفت 10 مليارات دولار ، داعش الذي ما زال يرتكب أبشع وأفضع وأقذر وأحط الجرائم في سورية ، داعش ( لعبة الغرب الكبرى ) والتي لن ننتهي منها إلا بعد أن تختفي أمريكا من على وجه الأرض ، أمريكا التي تصنع قدرها ونهايتها بيدها ، وللأمريكان أقول : أي حرب الكترونية تخوضون في المنطقة والعالم ؟! حرب ستكلفكم وجودكم ، نعم ، أتحدث عن الحرب التي حققت مواقعها بسبب الحرفية والتخصص التقني والمهني عالي المستوى نجاحات في استقطاب آلاف المتطوعين والمتطوعات ومن مختلف الجنسيات الأوروبية والأمريكية لداعش ولباقي التنظيمات الإرهابية ، وباعتبار هذه الإستراتيجية الأمريكية هي الرافعة للإرهاب في منطقتنا والعالم ، فإننا نحذر وعبر تعريتنا للإرهاب من مغبة الانسياق في المشروع الأمريكي الذي يبشر بسقوط الأنظمة التي خدمت وما زالت تخدم أمريكا ، لأن الفوضى في المنطقة ليست مجرد نبوءة أمريكية ، بل هي إستراتيجية أمريكية تنفذ بنودها بشكل صارم وغير قابل للتأجيل تحت أي بند أو حجة ، وفي تقديرنا أن مثل هذا المشهد على خطورته يجب أن يشكل مناخاً هاماً لوعي الأنظمة التي لم تنتبه لما يخطط لها ، وبخاصة من خلال التدخل العسكري في سورية ، والذي يعطي الحق للروس السوريين والمقاومة الإسلامية وإيران بضرب تلك الدول وفي عقر دارها ،والنتيجة ماذا ؟! هل بمقدور تلك الدول الوقوف بوجه هذه القوى المقاومة ؟! والسؤال الأخير هل تستطيع أمريكا صانع الإرهاب والمشغل الأول له أن تصد الصواريخ النووية القادمة من كل الجهات المقاومة على المستوى العالمي بعد تعرية الإرهاب وافتضاح أمر الأمريكان كإرهابيين وفاسدين ومفسدين ومجرمين وأعداء لله وللإنسانية جمعاء ، وعبر هذه الحقيقة أو المفهوم المؤطر لوجهة السياسة الأمريكية ، نقول كإنسانيين ما يحدث يا سادة هو عبارة عن ( صراع خطط ) بين قوى السلم وقوى الحرب ، وبين قوى الأمن والإرهاب ، وبين رجال المنطقة والمستعمرين والمرتزقة ، إنها حربنا جميعاً التي لا ولن نمل منها حتى تملنا ، ولن نتركها حتى تتركنا صاغرة ورغم أنوف مشغليها . خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات