أسهل واطيب وجبة صباحية يتناولها العاملين والمغادرين لمنازلهم وقت الصباح وقوفا أم بائع الكعك بالزعتر، ويبدوأن هناك إصرار لغوي يؤدي الى إنتفاء وجود أشياء أخرى بخلاف الزعتر مع الكعك ، وهذه الأشياء يقوم البائع بإستعراضها للمشتري الجائع صباحا ويقول له ؛ يوجد كعك بالبيض وكعك بفلافل وكعك بجبنه ، ويبقى الكعك والزعتر هو الفيصل .

وهذه الوجبة تقدم لمن مازل يؤمن بأن حياته مختصرة جدا بوصف واحد هو ؛ من الفرشة للورشة وبالعكس ، وهذا الوصف وهذه القناعة هي التي تجعل من وجبة الكعك بالزعتر الصباحية أداة لتوثيق هذه الحياة لديه ، وبالعودة لأصل الكعك بالزعتر فهي وجبة قديمة بمكوناتها الأصلية " كعك وزعتر " ، وتم التحديث عليها نتيجة لدخول منتجات أخرى ومتعددة كالبيض والجبنة والفلافل لتصبح جزءا غائب ثقافيا عن عرباية البائع مما يجبره على ذكرها للمشتري ، وهذه الثقافة المقيدة بالكعك والزعتر أصبحت تنتفي نتيجة لتواجد أجيال جديدة من العاملين الذين فتحت عيونهم على مكونات العرباية بخلاف الزعتر .

ولكن يبقى هناك من يصر من الجيل القديم أن العرباية لايوجد بها سوى الكعك والزعتر ، وينفي في نفس الوقت وجود البيض والفلافل والجبنة ، وإلى أن ينتهي هذا الجيل المتمسك بقصة الزعتر فقط سنبقى نبحث عن موروث ثقافي يخرجنا من قالب الكعك والزعتر فقط ، وكل ما سبق كان جواب على سؤال لأحدهم عن ما جرى في مدينة أربد وعن جنسيات الإرهابيين وبمعنى أخر عن أصولهم ، مما جعلني أوكد له أن الدولة الأردنية أذكى من أن تسير وطننا بعقلية " الكعك والزعتر تلك " والدليل أنها قالت أن جميع هؤلاء الأرهابيين يحملون الجنسية الأردنية لأننا وبكل بساطة كلنا أردنيين وعدونا واحد وجميعنا بكل مكوناتنا نمثل وطن .