لنقرأ مجددا كتاب التكليف الاستثنائي


عدت لقراءة كتاب التكليف السامي الى حكومة رئيس الوزراء سمير الرفاعي وهو بحق وثيقة تصلح برنامج عمل للدولة وليس فقط لحكومة اذ انه لخص حاجات الاردن للعقد المقبل في جميع المجالات.

ومن الاهمية بمكان الاتيان على ذكر الاصلاح السياسي بوصفه عنوان المرحلة اذ ورد في مقدمة اهتمامات الوثيقة بحيث تصدر المقاربات الملكية التي حفل بها التكليف، غير ان الاستثنائي في الامر هو طريقة تناول مفهوم الاصلاح وتأطيره في جملة محكمة في المبنى والمعنى: الإصلاح منظومة سياسية اقتصادية إدارية اجتماعية متكاملة لا تصل مداها إلا إذا تقدمت بشكل متواز في جميع المجالات وهي حقيقة قفزت عنها جميع الحكومات التي حاولت انتاج مقاربات للاصلاح السياسي خلال السنوات القليلة الماضية الامر ؟ ربما ؟ الذي دفع المقام السامي الى انتاج تعريف واضح للاصلاح لا يسمح بالقفز عن مضامينه ويحدد بصورة قاطعة المفهوم الملكي للاصلاح ليكون المسطرة التي يقاس بها الانجاز المتحقق وما ينبغي انجازه.

التعريف الملكي للاصلاح لم يقف عند انتاج تعريف محدد بل اضاف شرحا لهذا التعريف يلغي اية مساحة رمادية قد تتشكل بين المفاهيم وتطبيقاتها اذ قالت الوثيقة:ونحن إذ نعتبر الإصلاح الاقتصادي أولوية لما له من أثر مباشر على حياة مواطنينا الذين يشكل تحقيق الأفضل لهم هدفنا الأساس، فإننا نؤمن أن هذا الإصلاح لن يحقق أهدافه إذا لم يقترن بإصلاح سياسي يضمن أعلى درجة من المشاركة الشعبية في صناعة القرار، عبر مؤسسات قادرة فاعلة تعمل بشفافية وموضوعية على تعظيم الانجاز والتصدي للقصور والتقصير والخلل وفقا للدستور والقانون. هنا يأتي دور الماكنة او الاداة السياسية التي يقع على عاتقها تحويل الرؤية الملكية الى شيء ملموس قابل للقياس والمحاكمة ، وهنا ايضا يمكن للمراقب ان يعقد مقارنته للتأكد من مدى تطابق الاجراء او القانون او السياسات مع الرؤية الملكية وهي هنا مهمة الاعلام الوطني الذي يرى نفسه شريكا في المسؤولية من موقع الاستقلال كما هي مسؤولية مراكز الابحاث والدراسات والمؤسسات الاهلية التي تعنى بالشأن العام.

لقد رسم كتاب التكليف علامات طريق الاصلاح السياسي واوضح انه عملية متكاملة تتداخل بها الابعاد الاقتصادية والسياسية والتنموية والاجتماعية والتربوية بحيث تجعل من الاصلاح عملية مجتمعية شمولية تستدعي فريقا متجانسا ومتفاهما يعمل وفق منهج واضح في ذهن الفريق.

حتى الان ثمة تفكير بصوت مسموع او لنقل مهموس في هذا الصدد لكن الحكومة تقدمت خطوة اضافية حين دعت الى لقاء موسع مع العديد من الفعاليات السياسية والاعلامية والاقتصادية على مدى يومين السبت والاحد المقبلين لمناقشة مضامين الاصلاح وهي الخطوة الاولى للخروج الى الناس واشراكهم في ورشة التفكير المسموع وهذا يسجل للرئيس ولحكومته .

الغاية هي تطبيق روح كتاب التكليف الذي اضحى الاطار المعياري لمفهوم الاصلاح الذي لن يتحقق الا بتوسيع قاعدة صانعيه.

الرأي

Sami.z@alrai.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات