إسرائيل ترحل هموم 2009 لـ2010 .. وتبقي لمسألة جهوزية جيشها وحالة التأهب الامني اهمية بالغة


جراسا -

مع بداية عام 2010 تبدو إسرائيل كمن يدفع مشاكل العام الآفل على عربة أمامه، فعلاقتها مع بعض العرب ممن يسمون "معتدلين" تأثرت بالحرب على قطاع غزة، وهو وضع لا يمكن حله إلا بحل القضية الفلسطينية.

كما أن الأتراك يتوغلون في الشرق الأوسط من بوابة فلسطين، وإيران لا تزال متشبثة بمفاعلاتها النووية، وينضاف إلى ذلك كله رأي عام أوروبي بدأ يتغير تجاه السياسات الإسرائيلية.

هاجس أمني

ويقول مصدر عسكري إسرائيلي رسمي لوكالة يونايتد برس إنترناشونال -طلب عدم ذكر اسمه- إن هناك أربعة اهتمامات مركزية لإسرائيل في 2010، وهي الوضع الفلسطيني بصفة عامة، وإيران ومشروعها النووي، وسياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الشرق الأوسط، وتسلح ما سماها "الجهات الراديكالية" في المنطقة، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله.

وأوضح أن إسرائيل تبعا لذلك تولي "أهمية بالغة" لمسألة جهوزية جيشها وحالة التأهب الأمني، وأشار إلى تأثير حرب غزة وحرب لبنان الثانية على المنطقة عبر ما سماها "رسالة الردع" التي أدت بنظره إلى "هدوء" على الحدود الإسرائيلية مع لبنان وقطاع غزة.

ويؤكد المصدر أن حزب الله جمع كميات كبيرة من الأسلحة وخزن قسما منها في مناطق تقع جنوب نهر الليطاني، بينما خزن الغالبية العظمى في مناطق شمال الليطاني.

وأضاف أن حماس بدورها "ملأت مخازنها بالأسلحة حتى بات مخزونها أكبر مما كان عليه" قبل الحرب على غزة، مشيرا إلى "أهمية" النشاط الذي تمارسه مصر في منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، ومشاركة الولايات المتحدة ودول أوروبية في منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله.


جمود السلام

أما على مستوى عملية السلام فقد تميز عام 2009 بجمود في المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والسلطة الوطنية الفلسطينية، وكذا في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا بوساطة تركية، خصوصا أن الحرب على غزة أثرت على علاقة إسرائيل بتركيا وبالدول العربية "المعتدلة".

ويرى المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس شلومو أفنيري أن هناك "جمودا" في عملية السلام رغم "المفاوضات الصادقة" التي أجرتها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت مع السلطة الفلسطينية على مدار عامين، لكن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق.

واعتبر أن هذا "الجمود" يرجع إلى كون القضايا التي يشملها التفاوض مثل الحدود والقدس واللاجئين هي "قضايا عميقة جدا"، مشيرا في المقابل إلى بعض "المكاسب" مثل "الاستقرار الداخلي" في الضفة الغربية.

ويقول أفنيري إن رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوجود "سلطة واحدة وقانون واحد وبندقية واحدة" تتقدم نوعا ما، وإن قدرة السلطة الفلسطينية على "لجم" المقاومة هي "إنجاز كبير".

وانتقد السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة قائلا إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل "فشل" في مهمته لأنه طرح فكرة تجميد الاستيطان وأقنع الفلسطينيين بها دون أن ينجح في تحقيقها.

عرب الاعتدال

أما الباحث في معهد الأمن القومي بجامعة تل أبيب شلومو بروم فقال إنه "لا يوجد سبب للأزمات الدبلوماسية مع الدول العربية المعتدلة وتركيا"، وفسر "تراجع وتدهور" علاقات إسرائيل مع الأردن وتركيا بكون الأردنيين والأتراك لديهم "حساسية كبيرة" تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

واعتبر أن العلاقات التركية الإسرائيلية جاءت نتيجة عملية السلام مع الفلسطينيين، وعبر عن عدم استغرابه "لانهيار" العلاقات مع تركيا بشكل تدريجي "عندما انهارت" عملية السلام مع الفلسطينيين.

وعلى الصعيد الأوروبي يرى بروم أن علاقات إسرائيل مع الدول الأوروبية في تحسن مستمر، مقارنا بين مستوى العلاقات الحالي مع فرنسا وإيطاليا وما كانت عليه من قبل.

أما أفنيري فأقر بأن هناك مشاكل مع الرأي العام بسبب القضية الفلسطينية، وأن إسرائيل "تواجه مشاكل صعبة" في ما يتعلق بصورتها، لكنه قال إنها "قوية إستراتيجيا".


نووي إيران

الموضوع النووي الإيراني بدوره سيبقى حاضرا في الاهتمام الإسرائيلي، وستظل اختيارات إسرائيل فيه رهينة لتوجهات الإدارة الأميركية الجديدة.

وفي هذا السياق يقول أفنيري إن الحديث عن أن عام 2010 هو عام الحسم في هذا الموضوع "غير دقيق"، مؤكدا أنه "إذا عدنا سنوات إلى الوراء سنجد أن القيادة السياسية في إسرائيل وبعض الدول العربية أعلنت كل عام أنه عام الحسم".

وقال إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهجت "سياسة الحوار" مع إيران، واعتبر أن ذلك "أفضل من سياسة الصراع" التي انتهجتها إدارة سلفه جورج بوش، لكن سياسة أوباما بنظره "فشلت" وعبر عن اعتقاده بأنه في الشهور المقبلة ستضطر الإدارة الأميركية إلى اتخاذ "قرارات صعبة".
 
 
المصدر: يو بي اي



تعليقات القراء

باسم / حيفا
الجيش الإسرائيلي جبان جدا والذي ينفي ذلك واهم لايعرف شيء/ الذي يقوي الجيش هم العرب العملاء والحكام / عندما هزمت اسرائيل في حرب تموز في لبنان وانهارت معنوياتها سارع العرب الخونة وانقذوا اسرائيل في مؤتمر وزراء الخارجية في بيروت وجلبوا اليونيفل / أعداء العرب هم حكامهم العملاء وجيوشهم المهزومة
01-01-2010 03:01 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات