اقعد إعوج


اقعد إعوج وإحكي عدل ، أو اقعد عدل وإحكي إعوج ، حالتان إيهما أقرب وصفا لما يجري اليوم من مناكفات كلامية بين إضداد الحرب السورية واليمنية ؟ ، الجميع يجلسون عِدّل ولكنهم يتحدثون إعوج ، ورغم أنهم يرتدون ربطات عنق وبدلات ودشاديش شدتها مكواة الكوى وبخات النشا إلا أنهم يصرون على الحديث الأعوج الذي إذ ما أخذ بسياق زمني أطول من لحظات نطقه نجده إعوج وملىء بالتناقضات ولغة الإستعراض من باب أنهم وجميعهم ودون استثناء يعيشون في وسع من العيش ولايرهقهم سوى نزول أو صعود درجات الطائرة وربما يختفي عنهم الإرهاق إذ ما عبرو الخرطوم .

والمفارقة هنا أن من يتحدث عن الغربيين تجدهم يجلسون إعوج ولكنهم يتحدثون عِدّل بخلاف من يتحدث من أمة العرب والمسلمين ، ونجد أنفسنا كمشاهدين لمشهد الجلوس الغربي الأعوج نقوم بالتعليق عليهم وبأنهم لايحترمون من يجلس مقابلهم من أمة العرب الذين يلتهون بهندامهم ولمعان جزمتهم وإستقامة ظهورهم على المقاعد وحديثهم إعوج كإعوجاج رقبة جمل العربي الذي مازال يؤمن بان الصحراء أمه .

وفي مناكفة لغوية صباحية وبحثا عن أسباب تمسك الغرب بمبادىء كالحرية والديمقراطية والمساواة ، وجدت في نهاية الحديث أن أي إعوجاج لما نشاهد في المجتمع الغربي مقارنة بإستقامة مجتمعاتنا تؤدي في النهاية إلى أن إعوجاجهم له هدف يتمثل في تحقيق عدلهم في العلاقة ما بين المجتمع وأفراده والحكومات أيضا ، والحديث هنا أوجهه لكل من يوهم الأخرين في عالمنا العربي من رجال سياسة ورجال دين وبقية متنطحي فلسفة الفشل العربي المسلم أقول لهم ؛ نحن نرضى بأن تجلسوا عِوَجاً في مجالسكم لأننا ربما نجد في حديثكم شيئاً من العدل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات