يوم الوفاء من ملك الوفاء


في الخامس عشر من شباط من كل عام يحتفل المتقاعدون العسكريون بيوم كرّمهم فيه جلالة قائدهم الأعلى ، رفيق دربهم وزميل سلاحهم، بتخصيصه كيوم وفاء وطني للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ، حيث صدرت ارادة جلالته بإعتماد هذا التاريخ لهذه الغاية ، وقد جاء إختيار هذا اليوم لإرتباطه بمعركة عظيمة عُرفت بمعركة الشهداء السبعه ألتي حدثت بتاريخ 15 شباط عام 1968 في المنطقة الشمالية من الأردن حيث قامت القوات الإسرائيلية بقصف عنيف ومجنون جوي ومدفعي على طول الواجهة الأردنية وبما كان يُعرف بحرب الإستنزاف ، نتج عن ذلك إستشهاد 7 من ضباط وأفراد الجيش العربي الأردني كان بمقدمتهم الرائد الركن منصور كريشان قائد كتيبة الحسين الثانية و 6 من ضباط صف وأفراد الكتيبة بالإضافة الى 46 مدنيا معظمهم من مدينة إربد وما حولها . وإذا كان للمعلم يوما يحتفل به وهو رمز للبناء حيث يقوم ببناء أجيال المستقبل ، وللأم يوما نحتفل بها وهي رمز العطاء ، وللعامل يوم وهو رمز النماء ، فإن جلالة الملك رأى أن يتم تخصيص يوم للإحتفال بالمتقاعدين وهم رمز التضحية و الفداء ، كانوا مشاريع شهادة عندما إختاروا الإنتساب الى مؤسستهم العسكرية وكانت الظروف غير الظروف وإحتمال الجود بالنفس قريبا جدا وفي أي لحظة، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، ولكنهم إختاروا ألطريق ، درب الرجولة والفداء ، وألتضحية وتلبية النداء ، فقضى كثير منهم نحبهم ، منهم على أسوار القدس وبباب الواد وأللطرون ومنهم في الكرامة وآخرين في الجولان، وفقد كثير منهم أجزاء من أجسامهم ، وحمل عدد منهم شارات على اجسادهم لتذّكرهم بما قاموا به من بطولات تركت آثارها كجراح غائرة وهي مصدر عزهم وفخارهم ، وها هم الرجال الرجال يضحون في سبيل أداء أسمى واجب إنساني في دول العالم المختلفة ، لا بل ويقّدم الشهداء في مختلف دول العالم من خلال مشاركته بقوات حفظ السلام الدولية والتي أثبت فيها الجندي الأردني أنه من الخيرة على مستوى العالم أجمع فإمتدت مشاركتهم لأكثر من ربع قرن وبلغ تعدادهم بالمرتبة 2 عالميا .

إنّ المتقاعدين العسكريين الذين سلّموا ألرايات للرجال من بعدهم لا يزالوا كما هم لم يتغير عليهم إلاّ اللباس فبألأمس كانوا يرتدون البذلات العسكرية ويحملون السلاح، وأليوم نرى غالبيتهم رجالا فاعلين في مجتمعاتهم المحلية يشاركون بمعركة البناء والنماء ويحققوا إنجازات متميزة في مختلف ألمجالات يساعدهم في ذلك خبرات إكتسبوها، وعلوم نهلوا منها ، وزيارات ودورات الى دول العالم أجمع ساهمت بإثراء مفهومهم الثقافي والعلمي لذلك إكتسبوا إحترام نظرائهم المدنيين وإمتزجت الشرائح بتناغم غريب لتنتج عملا رائعا مميزا يشهد الجميع بنجاعته ونجاحه ،
سيدي جلالة القائد ألأعلى للقوات المسلحة : المتقاعدون العسكريون يعاهدوك كما عاهدوا أباك

وأجدادك من قبل بأنهم سيبقوا على الوعد الذي قطعوه على أنفسهم وهم خير من يبر بالوعد ، جندك المخلصين يبادلوك حبك لهم بالولاء، وتكريمك لهم بمزيد من العطاء، ومكارمك لهم بكل التقدير وألإمتنان والرضى ، وهذا اليوم هو مكرمة جديدة من مكارمك فألإنسان يسمن من أذنه أكثر مما يسمن من فمه، فكلمة طيبة تقال لهم أو إبتسامة رضى تبتسمها بوجه أحدهم او قيامك بالتربيت على كتف أحدهم من يدك الكريمة تجعلهم يشعرون بأنهم في سويداء قلبك كما أنت في سويداء قلوبهم ، وجلالتكم تمنحنا في كل يوم وفاء مكرمة من مكارمك ، شكرا مولاي بحجم حبك لنا وبحجم حبنا لك وهذا لا حدّ له ولا قياس، مولانا المعظم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات