المدير يسأل المعلم لماذا لا تراقب بامتحانات التوجيهي؟ فيجيب المعلم: لقد حاولت ذلك قبل سنوات ولم أستطع,حسبتها ماديا ومعنويا فلم أقتنع بالمردود المادي والمعنوي, فيقوم المعلم بدوره بالسؤال. وأنت كمدير قاعة هل أنت مقتنع بالمردود المادي والمنفعة المرجوة من ذلك؟ تأفف المدير قبل الإجابة وتنهد ثم أجاب, بصراحة لو أني فقط مراقب لكان هذا أجدى وأفضل. فيبادر المعلم كيف ذلك؟ فيقول المدير لو حسبناها صح كمراقب فإني أحضر قبل الامتحان قبل نصف أو ربع ساعة وأنصرف بعد الامتحان بربع أو نصف ساعة أيضا فمدة بقائي كمراقب في امتحان لمدة ساعتين هي الساعتان والنصف الى الثلاث الساعات ولا أتحمل مسؤولية نقل الامتحان من وإلى المديرية ولا أعيش خائفا أترقب طوال فترة الامتحانات من زلة أحاسب عليها من قبل المسؤولين لتبقى وصمة عار تلاحقني ما حييت, ومن حيث الأجور فإني أحصل على ستة دنانير مقابل كل ساعة مراقبة والمراقب يحصل على خمسة دنانير لكل ساعة مراقبة فالفرق بيني وبين المراقب دينار واحد فقط مقابل تحملي كافة المسؤولية ,وعدد ساعات دوامي ليوم المراقبة يفوق عدد ساعات دوام المراقب العادي, فأنا أراقب لمدة ست ساعات في كل يوم مقابل احتساب اجرة ساعتين فقط , المعلم مندهشا كيف ذلك؟ فيرد المدير متحسرا أنا كمدير قاعة توجيهي يجب ان اكون الساعة التاسعة صباحا بالمديرية وهذا يكلفني مواصلات اضافية فوق الدينار والنصف وبعد ان أحصل على مغلفات الأسئلة تقوم المديرية بإيصالي وزملائي المدراء الى القاعات ومن ثم أقوم بتحضير الدفاتر والأمور الادارية التي هي من واجبي حتى أضمن تسهيل كافة الإجراءات على الطالب والمعلم المراقب , وبعد الامتحان وبعد أن اتأكد من أن الأمور سارت بطريقة جيدة وبعد انصراف جميع المراقبين ننتقل إلى المديرية لتسليم الدفاتر والمغلفات من جديد وستكون الساعة وصلت الثانية ظهرا ومرحلة التسليم تأخذ وقتا إضافيا حتى الثانية والنصف إلى الثالثة وبعد التسليم أعود أدراجي إلى المنزل إما أن يوصلني أحد الزملاء إن كنت في طريقة وإلا فإنني لا أقوى على السرفيس من التعب فأستقل تكسي بأكثر من دينار ونصف إلى البيت وهكذا يتبقى لي بعد خصم المواصلات ثلاثة دنانير أضربها بساعتين مقابل الست ساعات فعليا, وبعدها يتنهد المدير مرة أخرى يقول أنا بصراحة أحسد المعلم لانه فقط مراقب قاعة فقط,فلا يتحمل المسؤولية وفعليا يوفر أكثر مني ولا أستطيع وللأسف أن أكون مراقب قاعة فقط مثل المعلم بحكم وظيفتي كمدير وبصراحة أكثر لا أستطيع الاستنكاف بأي حجة لأنني ومن دون خجل في النهاية أنا بحاجة لأي دخل إضافي مهما قل شأنه,والأمر المضحك بعدها أننا حينما نتقاضى المكافأة في نهاية الأمر نجد أن مبلغا مخصوما منا بحجة ضريبة الدخل مع أن قانون ضريبة الدخل لا ينطبق علينا, وبعدها نطارد من أجل استرداد هذه الضريبة , وحينها يلتفت المدير إلى المعلم ويقول ( أليس الأمر مضحكا ) فيهز المعلم رأسه ويحوقل ثم يبتسم ابتسامة صفراء ويقول ( لك الله يا معلم ).

amerh69@gmail.com