اﻹستثمار في السوريين والوطن البديل


أوروبا أعلنت بأنها لم تعد تحتمل تدفق الاجئين اليها وخصوصا السوريين منهم ، وبعض دول أوروبا منفردة أعلنت بأنها سوف تعيد الاجئيين السوريين الى تركيا والدول التي قدمو منها ، والمانيا بشخصية الأم الحنون ميركل أصبحت تفكر وتتخذ قرارات فيما يخص وضع الاجئين السوريين لديها ، وهناك إجماع أوروبي على أن فتح الباب أمام فرص عمل للسوريين في مناطق لجوءهم الحالية يبعد عنها شبه الاجئيين الذي أخرج اليمين المتطرف الأوروبي من جحوره وأصبح يطالب وبقوة بإخراج الاجئيين من أوروبا .

إذا انتهى الواقع الوردي للجوء في اوروبا وخصوصا اللجوء السوري منه ، وهذه حقيقة فرضتها قناعات مؤكدة لدى السياسين الأوروبيين تقول أن الحل السوري صعب المنال ، بل هو حل يشابه حلم الحل الأفغاني والعراقي والذي كانت نتيجته فشل عسكري مقرون بفشل سياسي ؛ لأن تلك البلاد تحمل في مكوناتها أسس رفض الاندماج سواء العقائدي أو الطائفي ، وهي كدول أوروبية وبعد نظال استمر لعقود من أجل خلق مجتمعات علمانية موحدة على أسس مدينة وبعيدا عن الطائفية الداخلية وقوانين القبائل الأوروبية القديمة؛ لن تعيد استنساخ الواقع العربي التركي الكردي بطوائفهم في اراضيها .

والبديل للخروج من هذا الواقع يتمثل في ضخ بلايين الدولارات كإستثمارات في دول اللجوء الأولى ومن أبرزها الأدن ولبنان وتركيا، ورغم أن الرغبة الأوروبية والألمانية منها بالذات روجت لفكرة الاستفادة من جيل الشباب من المهاجرين والمهارات التي يمتلكونها في إنعاش دولهم العجوزة ، ولكن تبقى عملية ضخ بلايين الدولارات هي الأمثل للخروج من مآزق ملايين الاجئيين على أرضيها .

وكل ما سبق يؤكد على حقيقة أن هناك استثمار أوروبي في السوريين على الأراضي العربية ودول الجوار السوري ، وبهدف رئيس وهو ايجاد وطن بديل لملايين السوريين ، وهنا لابد من الوقوف فقط من أجل معرفة حجم الضرر الذي قد يصيب الدول المضيفة لهذا الاستثمار وبالذات الأيدي العاملة من ابناءها وقدرتها على تحمل كل التناقضات الطائفية والعقائدية التي هي في الأصل واقعة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات