بين عنترة الأدباء و التريث في طرح الأفكار


سنقف كثيرا في حياتنا عند نقاط ستخيرنا بين المسير بنفس الطريق أو الإنعطاف نحو درب آخر، و قد نقف لبعض الوقت في مكاننا نفكر بما هو الخيار المناسب لنا...إذا استمرينا بنفس الطريق أم سلكنا طريق جديد، يجب على قرارنا أن يكون مبنيا على قناعة صلبة فحينها سنسير بعزيمة أكبر نحو الهدف الذي نسعى اليه و لكي لا ننظر الى الوراء بعد فترة و نندم على اختيارنا، و لكن المهم أن لا ننتظر كثيرا عند مفترقات الطرقات التي نقف عندها في خلال حياتنا الإنسانية في هذا العالم كي تكون الحيرة سيدة الموقف و تمنعنا من الإنجاز، فالثقة بالنفس و قدرتنا على معرفة ما يناسبنا و العزيمة و الإرادة و الثقافة هما أقوى أسلحتنا بهذا الخيار،

سلاح الأديب الكلمة و رأيه السديد بما يكتب و ثقته بنفسه و الثقافة الجيدة و لكن العنترة و الذهن اليابس و عدم الليونة و الطبع العنيد أسلحة هدامة ستفتك بالقلم النير و المستنير، القلم الحر من حقه أن يعبر عن رأيه بشتى المواضيع الذي سيكتب عنها و لكن الوعي و النور لا يعني أن أخلق المشاكل و أن أحمل السموات و الفضاء على أكتافي مثل الإله أطلس الإله اليوناني القديم و أن أسعى لإصلاح العالم من حولي من خلال رؤيتي الشخصية و من خلال مجهودي الشخصي، فالحركة الثقافية مجهود جماعي لا يأتي من قلم واحد و ثقافة المجتمع هي نتاج لعوامل كثيرة من جملتها التفكير العام السائد بالمجتمع و الحركة الإعلامية و الأقلام الحرة التي تعبر عن رأيها و التنوع الأدبي الذي تتلون به تلك الأقلام و حرية التعبير التي تكون ضرورية لكي يكتب الكاتب ما يخالج وجدانه...و لكن لا أخلق هذه العوامل بمفردي و لا أحدث اية تغيرات بالمجتمع بمفردي فالأديب حينما يخرج عن الإطار المقبول ليلعب دور معلم للمجتمع و حينما يبدأ بالإعتقاد بأنه يجب أن يعلم المجتمع ما هو مقبول و غير مقبول يدخل بمرحلة الغرور و التأله ليسود بداخله اعتقاد بانه هو ينبوع من منابع الثقافة الفكرية و هذا غرور قاتل جدا...فأنا كأديب أطرح فكري للمجتمع، فإذا تقبله الجمهور أم لا هذا شأن القناعات الشخصية لكل شخص و للذي يقرأء لي...لا نريد أن نلعب دور معلم المجتمع...

يجب أن أكون كأديب صاحب فكر نير...و هذا حسن لي و للجمهور الذي يقراء لي، و لكن يجب أن أقف كثيرا قبل أن اخالف أعراف سائدة عند الأغلبية الساحقة بالمجتمع، فلو وقفت أهتف لهتلر من جديد بالألمانيا في هذه الأيام و هذا يحق لي من باب الدمقراطية سيعتقد أغلب من في الشارع بأنه قد أصابني الجنون و سيرفضوا الإستماع لما أقول، المطالبة بحرية الرأي لا تأتي عن طريق الوقوف في وجه الجماعة، بل هي نتاج لحاجة تنخلق في مجتمع تتنوع به الأقلام و الفكر و الذائقة الأدبي عند الكتاب بصورة عامة، و هذه العناصر موجودة في مصر و في الكثير من بلدان العالم، المطالبة بالحريات موجودة بقوة و لكن هذه الحركة تبدأ بمجهود جماعي و هي حاجة أكبر من أن يبدأها أديب بمفرده...

تغير معتقدات سائدة عند الأغلبية الساحقة بالمجتمع لا يأتي بمجهود شخص واحد، و لا يجدر بشخص واحد لعبه بالمجتمع بل يكون بسبب تيار ثقافي عارم يتعرض له المجتمع بصورة عامة و يجب أن تبدأ به مؤسسات ثقافية أقوى من قلمي الشخصي كأديب لذلك طلب رئيس جمهورية مصر العربية من مؤسسات كبيرة في مصر تجديد معاني كثيرة كانت سائدة بالماضي في المجتمع كالأزهر الشريف و المؤسسات الأكاديمية التي تعنى بالمسيرة الأكاديمية للطفل بالمجتمع...فتنشأت المجتمع لا تتأسس بناءا على ثقافتي الشخصية...بل على أسس اكاديمية راسخة بمجهود جماعي و مؤسات رسمية...و إذا اردنا تغير بعض من الأنظمة التي نطمح بأن تعطينا حرية أكبر لنعبر عن فكرنا فالبرلمان موجود و المؤسسات الصحيفة موجودة و البرلمان هو أقوى مني كشخص و هو مصدر التشريع بالدولة...لا العنترة الشخصية و الخطابات التي نتآله بها لنميز أنفسنا بطريقة اعتباطية،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات