الجنازةُ حاميةٌ بين الأوسلويين ، والمُتماوٍتُ أقلُّ من جِيفَةٍ


صراعُ وَهْمِ السُّلطة وفُتاتُ الثروةِ ، ليس إلا هناك !!!!

حصيلةُ حوالي ربع قرنٍ ، من التحركات الأوسلويةِ المشبوهةِ ، او العبثيةِ لو أحْسَنا الظن بها ، والتي أسماها البعض ظُلما ، بسلامِ الشجعان ، تُثيرُ من الخوفِ والقلقِ والقرفِ ، أكثرَ بكثيرٍ مما باعَنا البعضُ ، من أوهامٍ ومن املٍ أوتفاؤل .

بعد كل هذا الركام من الحصاد المر ، لا يُريدُ الكبارُ من أراملِ اوسلو ، الأفاقَةَ من مُتوالِياتِ تَخاذُلِهم . ما زالوا حائرينَ في تفاسيرِهم ، وفي الجَهْرِ بِخفايا مرجعياتهم . وحقائقِ إرهاصاتِها ومُقَدماتِها ومَساراتِها وعَقابيلِها .

هذا لا يعني أن كل ما جرى بعد فِعْلَةِ اوسلو ، كان سلبيا بالمطلق ، وإن كانت اوسلو نفسها ، تنفيذا فَجّاً لِمُخطط إستراتيجي كبير ، تآمري بشكل مسبق ومتعمد ، تساوق مع مطامع وأوهام فلسطينية وعربية .

فلا يمكن تجاهل منجزات ، قد تم تحقيقها كمنتج عرضي غير مقصود لِفِعْلَةِ اوسلو. من أبرزها :
- إنكشافُ وهْمِ ما سُمي بسلامِ الشجعان ، وسقوطِ الكثيرَ من ورق التوت ، عن عورات ذاك الوهم الممعن في سذاجته النضالية .

- ومنها تعمق الوعي السياسي والنضالي ، لجمهور شباب وصبايا فلسطين ، ممن ترعرعوا في الحقبة الزمنية لِفِعْلَةِ أوسلو . شباب وصبايا بامتياز استثنائي ، كسروا الكثير من حواجز الخوف والانتظار العبثي . وبادروا بالقوة المادية والمعنوية الواعية ، الى إسقاط مرجعية اوسلو والكثير من رموزها المستبدة ، التي إتكأت مطولا على تراكم موروث الجبارين من النضال الوطني . لتسرق في ظل هذا الاتكاء ، لنفسها ولمن تبعها ، وهْمَ المناصب ، وولتورث ابناءها وأبالستها من جيل اللقطاء ، شيئا من فتات الثروة وأدواتها . تم كل ذلك ، بكل ما بات معروفا في علوم وتقنيات ومهارات الفساد والأِفساد ، والتطاول والتحايل ، على القانون والحق والعدل والشرف .

نعتقد أن ما يجري من تطاحن جلي أو خفي ، بين أجيال اوسلو ، تحت اي مسمى مُعْلَنٍ أو قد يعلن عنه لاحقا ، ما هو الا موجة من تقلبات تلك المناصب والمكاسب ، وتغيير المنتفعين والمستثمرين فيها . ما يجري في فلسطين المحتلة ، هو لأعادة ترميم وصياغة ، للعلاقة بين أبالسة ثالوث اوسلو : الأرامل والأيتام واللقطاء منهم .
آباء اوسلو وقدماء أراملهم ، تتآكل شعبيتهم الواحد تلو ألآخر . بعد أن استنفذت تلك الشعبية أغراضها . أو باتت عاجزة عن القيام بدورها الوظيفي ، الخادم لأمن النافذين من اسيادهم في معسكر اعدائنا .
وهناك أيتام جدد ، بمرجعيات جديدة ، تصعد الى السطح . بسبب تغير المعادلات ، والمخططات الدولية في المنطقة . التي كثيرا ما تغير بلا شفقة او رحمة ، من أدواتها التقليدية في التدخل ، لأِستدامة التأثير بقوة ، على مجريات الأمور .

إشكالية العلاقة بين المناصب والمكاسب ، آفة ومرض تاريخي قديم ، عشعشت وما تزال ، في الكثير من ثنايا ومنحنيات ، جسد النضال الفلسطيني . لكنها هذه المرة ، تتم للأسف بوسائل عنيفة . توظف مزاعم المصلحة الوطنية بكل تلاوينها ، من منطلق أنها فَلَّةُ حُكُمْ ، وحارةُ كُل من إيدُه إلُهْ .

ولكن ، وبالرغم من تعاقُبِ المُتَناطِحينَ المُتنَطِّحينْ ، فإن الواقع اليوم ، يؤكد أن الجميع في هذا التطاحن ، سَيُواجَهونَ لا مَحالةٍ ، إما بثورةٍ شعبيةٍ صارمةٍ ، تقسو في محاسبتهم ، تمهيدا لأِقتلاعهم من جذورهم . ولتؤسِّسَ لِجديدٍ يبني على الموروث النضالي لشعب الجبارين ، أو لِحربٍ أهليةٍ وفوضى ، لن تتم إلا بمشيئةِ معسكر الأعداء . وسيتم توصيفها وتكيفها لتتماهى ، مع منظوماتِ مصالحه المتشابكة ، مع مصالح عشائره المحلية .

تتجلى خطورة هذه المسألة ، في ظل ركام اوسلو من فلسفات وأوهام وحُواةٍ ، في ان مثل هكذا حرب او فوضى ، ستصبح ساعتها حواضن مجنونة لأِستباحة لكل المحرمات بقرف . حتى المقدس منها ، سيتم تكييفه وتوظيفه ، حسب مصالح المتصارعين الصغار، على وَهْمِ السُّلْطَةِ وفُتاتِ الثروة ، بلا أي ضوابط وطنية او أخلاقية.

وما يجري الآن في سورية وفي اليمن ، ومن قبلهما ما جرى وما يزال ، في العراق وليبيا والصومال ، يُسْقِطُ كل ما تبقى من ورق توت ، عن أجنداتِ مرتزقة أوسلو في فلسطين ، وأمثالهم في كل المَواطِنِ العربية ألأخرى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات