خطوة للبداية أم للنهاية


هل انتصرت إيران أم تقدمت خطوة نحو الانتصار ؟ ؛ سؤال طرح خلال الايام القليلة الماضية عند بدء العد التنازلي لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني ، ورغم الكثير من التحفظات الخليجية والإسرائيلية على هذا الاتفاق إلا أن الدول الأوروبية وأمريكا تنتظران قص الشريط الاحتفالي كي تبدأ المشاريع المشتركة بينها وبين إيران .

وفي هذا الجانب نجد أن معامل الاقتصاد هو الذي يحرك الاتفاق ، وهو نفس المعامل الذي أصبح يمثل بداية فك الارتباط الاقتصادي مع الكثير من الدول الخليجية التي وقعت في براثن انخفاض اسعار النفط وبدء تصدير امركيا لنفطها الذي اوقف منذ اربع عقود ، واوروبا التي تعلم أن النفط الليبي سوف يمر بمراحل من الانتكاسات طويلة الأمد نتيجة ما يجري في ليبيا من أحداث عسكرية يصعب عندها المراهنة على من سيحكم ويتحكم بأبار النفط الليبي ذو الجودة العالية ، ولن يغيب عن بال تلك الدول حجم المبالغ المالية الضخمة التي تطالب بها ايران والتي تبلغ المائة بليون دولار ، وهي مبالغ لن تغادر المصارف الأوروبية لأنها ستقدم للشركات الأوروبية على طبق من ذهب نتيجة للمشاريع التطويرية التي بحاجة إليها النفط الإيراني كي يبدأ بالعمل .

وعلى الجانب العربي والخليجي والمسلم منه خصوصا نجد أن الوصول لمثل هذا الاتفاق وفي هذا الوقت يمثل مشهدا مرعبا لتلك لكل الدول العربية السنية المسلمة ، فإيران تتغلل في الجغرافية السنية في كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان ، بل هي تطالب بمزيد من التغلل الديني في دول مثل الأردن والجزائر ومصر ، والجزء الأخر الأكثر رعبا لدى تلك الدول العربية يتمثل بالقوة العسكرية الإيرانية التي استطاعت ومن خلال برامجها التصنيعية أن تقلل كثيرا من فاتورتها العسكرية ؛ وبعكس الكثير من الدول المسلمة السنية التي شكلت بها الفاتورة العسكرية ما نسبته 25% من ميزانيتها ، في زمن أصبح بها سعربرميل النفط في الحضيض ولايكفي لتغطية فاتورة نشوء تلك الدول فكيف في قيامها بحروب .

وفي النهاية تكون إيران قد تقدمت خطوة بحجم خطوة العملاق نحو النصر ، وعلى بقية دول المنطقة أن تتخيل حجم هذه الخطوة وإذا ما وصلت لحدودها الجغرافية ، بل وتعدت ذلك من خلال حجم الجيوب الداخلية التي صنعتها إيران داخل تلك الدول ، والذي نرجوه فقط هنا ان تكون هذه الخطوة بداية النهاية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات