مواجهة أردنية - "اسرائيلية" مرتقبة .. وعمّان تمسك خيوط اللعبة


جراسا -

خاص - مراسلنا في رام الله  - نهاد الطويل  -  أعادت خطوة تكليف الأردن بتشكيل لجنة قانونية دولية لمتابعة الانتهاكات الاسرائيلية على الأقصى المبارك والمقدسات في الحرم القدسي الشريف الأمل مجددا، بإمكانية فتح" صندوق الاحتلال الأسود" في المحكمة الدولية بما يملكه الاردن من اوراق سياسية ضاغطة، وفقا للكثيرين.

ورأى مراقبون أن تكليف المملكة بهذا الملف الهام يمنح الدبلوماسية الاردنية ورقة ضغط جديدة ضد سياسات الاحتلال، ومن شأنه أن يشكل بوادر "غيوم ملبدة" في سماء العلاقات بين الجانبين، فيما لا يستبعد ان تشهد الأيام القادمة مواجهة مباشرة على هذا الصعيد خاصة مع سعي حكومة الاحتلال برئاسة اليمين المتطرف الى فرض مزيد من الوقائع على الأرض.

ويأتي الإعلان عن اللجنة الدولية بقيادة المملكة في وقت تواصل فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو عمليات التهويد لمدينة القدس المحتلة، عبر تسارع الحفريات تحت المسجد الأقصى، وبناء كنس يهودية جديدة بأحياء عربية، والاستيلاء على بيوت المقدسيين، وتزايد عمليات اقتحام الأقصى بشكل شبه يومي من قبل المستوطنين.

أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي اعتبر في تصريح لـ"جراسا" أن أهمية الخطوة تكمن بتسجيل موقف وحدوي فلسطيني عربي ودولي بقيادة الاردن.

ولفت البرغوثي الى أن اللجنة الدولية الوليدة ستفتح فضاء جديدا لمواجهة الاحتلال خاصة من الناحية القانونية والحقوقية على الساحة الدولية،وقد تكون اكثر فاعلية وأنشط على الساحة الدولية لاعتبارات كثيرة.

ودعا البرغوثي الى العمل المشترك من خلال التنسيق مع اللجنة الفلسطينية الوطنية العليا المسؤولة عن متابعة القضايا مع محكمة الجنايات الدولية بإعداد ملفات خاصة بالعدوان الأخير على قطاع غزة وملفات خاصة بالاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وذلك تمهيدا لفتح "صندوق الاحتلال الاسود" بحق الفلسطينين ومقدساتهم.

وطالب البرغوثي بعدم إغفال عمل الجانب الإعلامي والتواصل مع مؤسسات المجتمع الفلسطينية والدولية لحشد كل الطاقات والجهود لإنجاح خطوات التوجه للمحكمة الدولية بقيادة الأردن وذلك بما يكفل تغيير الاستراتيجيات "التقليدية".

رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى، ناجح بكيرات اعتبر الخطوة في الاتجاه الصحيح ،مؤكدا في تصريح لـ"جراسا" انه يجب أن لا يقلل من شأنها بما يلعبه الأردن من دور سياسي فاعل في المنطقة وبما يستمده من خلال هذا التفويض الفلسطيني والعربي والدولي من قوة في طرح الملف على طاولة الجنايات الدولية بعد  أن عجز الخطاب الفلسطيني الرسمي حتى اللحظة في تقديم ملف الانتهاكات المستمرة بحق القدس إلى المحكمة الدولية، ومحاكمة الكيان على الجرائم التي ترتكبها بحق المقدسيين.

المستشار في القانون الدولي الانسانى رزق شقير حذر في وقت سابق من أن" اسرائيل" وضعت خطة استباقية لسحب البساط من تحت المحكمة الجنائية من خلال شروعها باجراء تحقيق خاص بها مستفيدة من حقيقية الاختصاص التكميلي للمحكمة الجنائية بما يعني وحسب المادة 17 من النظام الاساسي عدم قبول الدعوى اذا كانت تجري التحقيق او المقاضاة فيها دولة لها ولاية عليها، علما ان "اسرائيل" لها ولاية كون الجناة يحملون جنسيتها.وربما تأتي اللجنة الدولية بقيادة الأردن لوأد هذه الخطة والحد من تأثيرها.

وينظر الشارع الفلسطيني لتشكيل لجنة قانونية دولية ‫لمقاضاة الكيان دوليًا بمثابة مساحة جديدة يسعى من خلالها الأردن للإمساك بزمام المبادرة وخيوط اللعبة على المسرح الدولي للحفاظ على الوضع القائم بشأن الأماكن المقدسة بالقدس الشرقية، وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام دوره في الحفاظ على الأماكن المقدسة بالقدس ورعايتها تاريخيا.

 وكانت مصادر أردنية رسمية قد لفتت إلى أن لدى الحكومة الأردنية خطة شاملة لمواجهة أي قرار إسرائيلي بإغلاق الحرم القدسي بشكل كامل أمام المصلين والزائرين، وأن الخطة تشمل خطوات تصعيدية شاملة، للوقوف في وجه الاستفزاز الإسرائيلي، في حال استمر إغلاق الحرم القدسي.
ووفقاً لاتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية في “وادي عربة” عام 1994، يملك الأردن وصاية دينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهدد في أكثر من مرة بالانسحاب من هذه الاتفاقية بسبب الانتهاكات الإسرائيلية.

وشهدت الفترة الأخيرة من العام الجاري، تسجيل أرقام غير مسبوقة في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى، وإقدام سلطات الاحتلال على إبعاد العشرات من المقدسيين المرابطين بالأقصى وتشكيل ما يسمى "بالقائمة السوداء" لعدد من أبناء المدينة، وتزايد الاعتقالات.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات