لحوم حمير ومواد تحنيط


كلنا نتابع بصمت ما ينشر على المواقع الإخبارية بنوعيها المسموع والمقروء عن حالنا الغذائي واستهتار شرذمة بقوت المواطن فقد غاب عنها الضمير وغاب الوازع الاخلاقي ولتحقيق الربح بأقصر الطرق وأجشعها , فقد عم الغش ونام الضمير إن كان موجودا في الأصل فعندما يموت الضمير أو يتحجر يصبح الواجب أن نلجأ لمنطق القوة والخوف والردع والضرب بيد من حديد.

كل يوم قصة هنا وهناك عن مواد غير صالحة للإستهلاك البشري ففي جبل النزهة وقبل أيام مثلا ملحمة تبيع الناس لحم الحمير وقبلها كان يُدهن الرمان بالرصاص وتعلمون خطر الرصاص وقبلها كانت توضع مادة الديزل على الباذنجان ليعطي لونه الاسود اللامع وبعدها منتجات الالبان وما ادراك ما منتجات الألبان فقد ادخلوا عليها مواد التحنيط وقبلها كثير جدا من محلات الحلويات ومنها محلات مشهورة تستخدم الجبنة لصنع الكنافة وقد وجدت اجهزة الرقابة ديدان بل ودود في هذه الجبنة وقبلها المواد المبيضة التي توضع على الحمص وقبلها مادة الكاكاو التي تستخدمها بعض المخابز وتدعي بكل اسف أن ما نأكله خبز أسمر للتنحيف .

هذا ما نعرفه لكن ما لانعرفه أكثر وهذا ما يصل إلى اسماعنا لكن ما يغيب أكثر وهنا اتسائل أين دور الدولة بمؤسساتها المختلفة من وزارة الصحة ووزارة البيئة ووزارة الصناعة والتجارة ومكافحة الفساد وأين تلك الديكورات والصور الممزقة وهل الدولة واجبها أن نظهر العيب فقط وهل القوانين رادعة للحد الذي تحفظ كرامة المواطن وهل في كل مرة نحتاج لتدخل ملكي لتستقيم الامور اسئلة كثيرة مطروحة وتطرح ليس مني فقط بل من عامة الناس .

هناك من يريد أن ينزع الثقة بين أجهزة الدولة المختلفة وبين المواطن والدليل ضعف المتابعة والحركة البطيئة والمعالجات على استحياء , انا اتحدث من مرارة ماهو موجود والمتابع يشعر بالمرارة والاسى في آن واحد .

فقبل سنوات كان هناك مسؤول في " جزر الواق واق !! " عاث في دائرته فسادا وافسادا واكل الاخضر واليابس بل وازاح من طريقه من هم أفضل منه ليصل مبتغاه ولولا عناية الله لكان له ما أراد ولوصل راس الهرم في مؤسسته مع اننا كنا نسمع قصص فساده وافساده والكل يسمعها وكانت قصص فساده على العلن وصلت لحدود لاتقبل فقد اعتدى على المال العام وعلى اراض الدولة بل وعلى الاعراض مستغلا حاجة فتاة لوظيفة هنا أو هناك ولم نجد من يحرك ساكنا فكان بعبعا في مؤسسته وكأنها حديقة خلفية لمزرعة والده وحقق ثروة لم يكن يحلم بها شخص مثله لست هنا بمعرض حديثي عنه لكنني بمعرض سوق المثال على بطء اتخاذ القرار .

نحن بحاجة لعلاج عاجل غير آجل لبطء اتخاذ القرار فاجهزة الرقابة كثيرة والنتيجة متواضعة ولم يغب عنا فساد البعض في ادق اجهزة الدولة والذين حازوا الثقة وكانوا الرجل الاول في مؤسساتهم منهم من دخل السجن ومنهم من خرج لكنها امثلة حية على بطء اتخاذ القرار فالسرطان يبدأ بخلية تخرج عن طورها ويبدأ ينتشر والفساد سرطان ينخر جسم الوطن .

نحن بحاجة لفلترة كل ما نسمعه وكل مانشاهدة ودراسته دراسة دقيقة لنعرف أين الخلل فهذه الاسباب واسباب أخرى افقدت المواطن الثقة بمؤسسة مهمة كمجلس النواب بل أن بعض النواب بدأ يتحدث على العلن أن هناك أخطاء كبيرة في اداء مجلس النواب أقلها تعيين ابناء النواب في المجلس وكذلك لايغيب عنا عدد المشاجرات ورمي الاحذية وحمل السلاح فكل هذا يشاهده المواطن ويتحسر على الديكورات التي تتولد دون نتائج تذكر.

لن اخرج كثيرا فالشواهد اكثر من أن تحصى والرتق يتسع نتيجة استهتار البعض ونتيجة عدم قيام البعض بواجبهم ونتيجة ضعف الرقابة وهذه مسلمات بكل أسف نلحظها ونشاهدها وعليه ساعود أخي القاريء لنقطة مهمة وهي الشمع الأحمر فعندما يغلق مصنع او محل تصنيع حلويات او ملحمة بالشمع الأحمر تدرون ماذا كتب أحدهم على محله بعد أن اغلق بالشمع الاحمر كتب مايأتي :" المحل تحت الصيانة " وآخر كتب انتظرونا بِحُلةٍ جديدة فالأمر لايتعدى إغلاق لأيام مع غرامة بسيطة .

الدول تحارب من أجل مصالحها العليا وهل صحة المواطن ليست مصلحة عليا ؟ عندما يتعلق الأمر بصحة المجتمع وبالمال الذي ينفق على العلاجات وبتمزق غلاف الثقة بين المواطن والدولة .فالمواطن يريدها حربا على كل فاسد يتلاعب بقوته وهنا واكرر هنا بالذات شعار الاصلاح بالتدرج لاينفع ؛ الاصلاح بالتدرج ينفع في حالة الاصلاح السياسي واصلاح التعليم لكن بالضرورات لاينفع التدرج فالضرورات تبيح المحضورات .

أتمنى أن تكون الرسالة وصلت وان لانتغنى بأجهزة الرقابة التي لاتحرك ساكنا إلا عندما يضج الشارع وتتناقل الحكايات بين الناس بل ويصل الأمر لالقاء النكت والتندر .

الدولة الحية هي تلك الدولة التي تملك قرون استشعار عن بعد لكل أزمة ممكن أن تحدث ؛ نعم لكل أزمة ممكن أن تحدث لكننا وبكل أسف نشاهد الأزمة وتكبر الأزمة وتتحول الى بعبع ثم نتحرك على استحياء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات