نمرة صفر


حلاق ايام زمان كان يحلق لنا فقط على الصفر وبموسم الصيف كالغنم ، وهذه الطريقة في الحلاقه كانت اقل تكلفة وانظف واكثر راحة للاهل لانهم لايمشطون لنا شعرنا كل صباح ، وكان الحلاق يدور بين البيوت وهو يحمل شطنة عدته التي تستخدم لحلاقة شعر الاطفال او لتطهيرهم .

وفي الصيف ينتشر اطفال الحارة وهم يرتدون القبعات البيض والاثواب البيضاء للدلالة على بدء موسم الحلاقة والطهور، وهذا الاحتفال يستمر بياضه ليوم واحد وفي الايام التالية يتحول اللون الابيض الى اللون الرمادي من اوساخ الشوارع واللعب المفتوح الوقت ، واجمل ما في المشهد الصيفي هذا اننا نقف ونبدأ بتعداد الحفر في رؤوس بعضنا البعض كدليل على عدد المعارك التي اوقعنا انفسنا بها ، وكلما كثرة الحفر كانت دليل على قوة صاحبها.

وفي فترة زمنية اخرى كان الثوب الابيض والقبعة البيضاء دلالة على انتهاء موسم الحج وعودة الحجاج ، والابيض كان دائما حاضر في الكثير من مناسبات الصغار والكبار ، ولن نكمل الصورة القديمة لفرحة الابيض في طفولتنا؛ لان الابيض هذه الايام اصبح رمزا للموت في زمن الخدعة العربية ، ونمره صفر ليست للحلاقة بل اصبحت للمستوى الذي اوقعنا بها انفسنا كعرب، وكثيرة رموز طفولتنا السعيدة التي تحولت لرموز الموت ، ومع كل ذلك يبقى مسلسل توم وجيري يضحكنا الى اليوم وربما نضحك من انفسنا وعليها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات