بين يدي أم المعاذين


من فوق صهوة القلق...
من على شفير الحزن والأرق....
جرّت رويد الأمل.
داعبت بتبتل العذارى جذع النخلة.
هناك.... (بوادي غير ذي زرع).
أذلت عناد الخوف والفَرَق .
بين صفى العروبة ومروى الوطنية لن يخذلكِ الله.
بين شوطيّ السعي والتضرع سيمنحك الله الصبر.
أماه, وااأحر قلباه.
أهو الأنين المتسنّم فوق ذروة قوس الصبر وقد أرخت وتره المكلوم تلك الكروب الطارئة, تجرين لحنها بين جنبات جنوبنا الأغر ليفضي بحزنه إلى شمالنا الودود الزاخر بالطيبة وحسن الطوية؟
أم هي تباريح العتابى تبثينها ترانيم مقدسة على امتداد شرقنا فياضة فوق مرابع غربنا؟ تقولين لهم أجمعين:
أن ارفعوا اذرعتكم نحو السماء افتحوا أكفكم تضرعا إلى خالق الكون لينحى تقاديره باللطف لا أكثر.
أماه: أهو الجزع من فوبيا التسيّب؟ أم هي سيميائية الطغاة تلك البارانوية المتدثرة بعباءة السايكوباثية المتصلفة بتبجح فوق بيارق النرجسية؟ أم هي حمى استبداد الكهنوت في ادعاء الاستحواذ على اللاهوت ؟ أم إنها محض انفلات للعقل من دائرة عقاله في زمن القحط اليوم ليستمطر سحبه السوداء الرابضة فوق هستيريا الضجر والسخط؟
أماه, أختاه, ياعمتاه:
بماذا أنده عليك؟ أفلا ترعوين بحال صبّ وهاه الحنين حتى أوهنه وهو لا يفتأ مشتاقا للالتجاء بحصونك من قهر يصرعه, من غياب المنطق الذي بات اليوم يدمغه؟
بماذا أخاطب فيك وأنا المتهيب الوجل الرعديد أمام أبهة طيبتك وصفاء منبتك ومشروعية تحدرك من سلالة الأردنيين, الأردنيون, نعم الأردنيون, يعرفهم الكون بأسره فهم الأكرمون أحفاد الأكرمين؟
كيف لي أن أشدّ الرحال أغذُّ خطاي للاقتراب من سعير اشتياقك اللافح كالجمر؟ كيف لي أن اخفف من غلواء الأمل المعقود على بقية من مروءة صارت رمادا من نفخ المردة الكفرة المدعين زورا إحياء وهابية سكسونية مندثرة؟
أماه: مهما يكن الثمن, مهما تكن إرادة الله فينا وفيك ستظلين فينا أمّاً لكل فتى من فتيان الزمن الاجلح المُجدب كرأس الحليق إلا من فتيان شيحان (وحِدّ الدقيق) وجلعاد وعجلون ورمّ وأمّ الجِمال, سنظل في توق إلى التعمّد في سلسبيل طهرك وعفتك التي ما أسِنتْ بفعل التيارات العبثية المرتدة كارتداد الماء من دلاء السواقي المنكفئة أو أوبة (رجوع) الأمواه المجروزة على تخوم اليمّ الضحل يستنزفه الجزر فتنفثيء حقائقه الزائفة كقلب كليب شهيد النخوة على يدي الشقي جساس وعلى نصال و أسنّة حِراب ونتوءات العروبة البائدة والاسلاموية العاجزة.
أماه: سنظل فيكي فرسانا برسم الشهادة, برسم الريادة, حبا للوطن وحماة للقيم وسَدَنة للتاريخ خلف اصدق قائد وأشرف قيادة, لأنك بما أنت عليه أنموذج لكل أمّ أردنية.
أمّاه: يا سِدرة المنتهى في محراب عزتنا, يا أمّ الأردنيين جميعا, ستظلين فينا جذوة لا تنطفئ لأنك وطنٌ في أجمل وطن, تفيضين حنّوا يقطر رحيقه ترياقا في جِبِلَّة ترابنا الكستنائيّ الحنائيّ , تدمضين به جراح المنكوبين من تهافت الأسفار المزورة وخشخشة مزامير العهود الوضعية انتهاء بإسفاف مقيت لما بقي من مستبقيات القيم.
أماه: أفيقي من سكرة اللهفة الفجائية, أفيقي من دوامة العصف الذي ما خلقتي له لأنك صولجان صارخ يبزُّ المستحدثات من الفواجع, المتطفلات على سكون ليلنا العمّانيّ, لا تدعيهم يقرأون في قسماتك الملائكية ما يقرأون, لا تمكني الوشاة الحسّاد من اكتناه المستور مثلما اكتنهوه في قسمات الخنساء على صخر الندا , لا تدعيهم يزمجرون بضجيج العزف النشاز على إيقاع الضرورة فينا فلا نامت أعين الجبناء.
يا أمّ الأردنيين يا أمّ المعاذيين أبغير الله والوطن والملك نؤمن وتؤمنين؟
افبغير مفاتيح الصبر على جلجلة أنينك نستعين؟
يا أمّ الجنوبيين والشماليين, يا أم البدو واللدو من ريفنا وصفيحنا وحضرنا يا أمّ الطرّاق اللائذين بجدارنا المستظلين بذرى وطننا تحت خيمة قائدنا حادي ركبنا, يا أمّ الحامدين الشاكرين المتنعمين بقمحنا وملح خبزنا ونقاوة هوائنا, انثري صبرك فوق مفازات الأرض ليطمئن من خوف وقلق سهلنا في أرجاء شمالنا الخصيب وبوادينا الشمالية الصابرين بلزوم ما يلزم من جود وكرم بما بقي من مونة البيت وأود أسراب القطا يفيضون به على من أناخوا رواحلهم المُعنّفةِ المتضوّرة فزعا فهم إخوة لنا صاروا بالنُزل حواضرا.
يا حاصل القسمة الكبرى على سُهوب شرقنا الأبي
يا أم الخير المتربع فوق مرابع مغاريبنا البلقاوية.
تشبثي, تعلقي, وفوق أريكة الفخار على سواعد بنيك توسدي وبالله والوطن وحامي الحمى أملا سرمديا تعللي وتعلقي.
أمّاه: من طالت ظلمته خفت عليه ظلامته.
ومن طال حزنه كان للصبر على الأنواء عنوانا يا أجمل العناوين يا أمّ المعاذيين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات