قصة وعبرة،،،!


- مقدمة : كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه فيخلعك،،،!!!؟؟؟.

- المروث الشعبي هو نتاج معاناة البشرية منذ ملايين السنين،،،!!! ، ومعظم مكتشفات ومخترعات الإنسان ، كانت في البداية وليدة الصدفة ، ومن ثم التجربة وتدوين النافع من خلال الحكايات فيما قبل الحروف والكتابة ، ولو توقفنا عند الأدوية والمعالجات الشعبية ، وتناولنا نبتة المريمية كمثال ، والتي ما نزال نستعملها طبيا في بيوتنا ولمعالجات كثيرة ومن أبرزها المغص ، التلبك المعوي ، الصداع ، الأنفلونزة وغيرها ، وهي تُستعمل للصغار والكبار ويكثر إستعمالها مع الشاي في فصل الشتاء لمنافعها في الحد من نزلات البرد ولطيب نكهتها ، وإن تناولنا الزعتر البري سنجد أنه مضاد للسموم ، وبمعنى آخر يُمكن القول أن مُعظم الأدوية المُستعملة الآن في المشافي والصيدليات ، هي من نباتات االأرض ومخرجاتها التي إكتشفها جدنا الإنسان الأول ، الذي عاش في العهد الإندرتيالي وربما قبل ذلك ، حين كان ذاك الجد البدائي'الوحش' يعيش في الغابات ، الكهوف والمغاور مع الأسود ، الثعالب والضباع ، ويتصارع مع الوحوش على الفرائس من أجل البقاء ، وكل ذلك قبل الوصول إلى مرحلة التكوين الإجتماعي البشري ، قبل النطق وتعلم الكلام .

- وحين بدأت مرحلة التفاهم الأولى بين الجنس البشري ، كانت من خلال رسومات ورموز على الحيطان أو على التراب ، أو بإشارات وتلمُسات وإطلاق أصوات غير واضحة ، وكان كل ذلك قبل إستعمال الأدوات الحجرية وتطوراتها التي إحتاجت لملايين السنين ، وضمن ما عُرف بعد ذلك بالعصر الحجري ، الحديدي ، البرونزي وغيره من العصور ، التي شهدت تطور الإنسان ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه من تطورات علمية وتقنية مُذهلة،،،!!! . لكن : هل حقا أننا تخلصنا من وحشيتنا كبشر،،،؟؟؟ ، هل إكتملت إنسانيتنا ،،،؟؟؟ ، وإن كان الكمال لله وحده ، وإن كان الخير بالخير والبادئ أكرم ، والشر بالشر والبادئ أظلم ، فماذا عندما يختلط الأمر علينا كما في هذه القصة 'الأسطورة' وما تعكسه من عبرة،،،؟؟؟
- القصة،،،؟؟؟ 'الأسطورة'

- يُروى أن حطابا فقير الحال ، كان يعيش في منزل متواضع يُميزه دفء القناعة والحب ، يعتاش وزوجته وإبنته على ما يحصل عليه الحطاب من دريهمات ، ثمنا للحطب الذي يجمعه من الغابة ، وفي ذات يوم ماطر وشديد البرودة ، وفيما كان الحطاب يهم في عمله ويجمع الحطب من الغابة ، سمع صوت أنين يصدر من فوهة بئر قريب من موقعه ، فدفعه فضوله وربما خوفه لمعرفة ماهية هذا الصوت 'الأنين' ، وحين نظر في البئر أصابه الذهول والعجب العُجاب ، وإذ في قعر البئر ثلاثة مخلوقات غير متجانسة ، إن لم تكن متنافرة ومتعادية ،،،!!! ، فقد كان في البئر رجل 'آدمي' وأفعى وأسد ، ورُغم ما أصاب الحطاب من الذهول والخوف ، تمكن من لملمة شجاعته حين قالت الأفعى له أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب حبله إلى قعر البئر فتمسكت به الأفعى وإنتشلها الحطاب ، وحين وصلت على الأرض نظرت إلى الحطاب مليا وقالت له سلام عليك ، أجري وأجرك على الله وغادرت ، وإذ بالأسد يقول أنقذني يا بني آدم ، فأرسل الحطاب الحبل وسحب الأسد ، ولما أصبح على الأرض تأمل الحطاب مليا وقال له ما قالته الأفعى ، سلام عليك وأجري وأجرك على الله وغادر .
- من أنقذ العدوين 'الأفعى والأسد' ، حريٌّ به أن يُسارع لإنقاذ الآدمي ، الذي يُفترض أنه صديق وربما أخ،،،!!! ، فأرسل الحطاب الحبل للآدمي وأخرجه من البئر ، وإذ به في حالة يُرثى لها ، يرتجف من البرد ويُعاني من الجوع والعطش ، وهو ما دفع الحطاب الطيب 'الإنسان' إلى تدثير الرجل ببعض ما لديه من الثياب ، ومن ثم قام بإشعال النار ، وأعد الشاي وقدم ما لديه من الطعام ، وهو ما أنعش رجل البئر 'الضيف،،،!!!' ومن طيب الحطاب وإنسانيته راح في حديث مع رجل البئر ، الذي تبين أن لا مأوى له ولا يعرف لنفسه أهلا ولا يمتلك مالا،،،وكما يُقال 'لا وجه يُعرف ولا قرش يُصرف' ، وإنما كما خلقتني ربي،،،!!! .

- أنجز الحطاب 'الطيب' عمله ، باع الحطب واشترى بعض الطعام ، واصطحب ضيفه معه إلى منزله ، ليتناولوا الطعام مع الزوجة والإبنة ، ومن ثم أعدوا فراشا دافئا للضيف ، بعد أن إتفق الحطاب ورجل البئر ، على أن يتعاونا على جمع الحطب وبيعه إلى حين يأتي فرج الله ، ومعرفة ما ستؤول إليها الأمور والنهايات .
- مضت أيام أظهر خلالها رجل البئر حُسن المعشر ، الهمة العالية في العمل مع الحطاب ، وكل ما يوحي بالطيب والأخلاق الحميدة ، وكنتاج لزيادة الدخل تم شراء بعض الملابس للضيف ، وتحسن الطعام وبدأت الحياة تصبح أفضل مما كانت عليه ، وهذا ما حفز الحطاب أن يفكر مع زوجته ، على تزويج الإبنة للضيف ليكون عضوا في العائلة ، وهذا ما حصل أيضا وجعل الجميع يشعرون بالسعادة وبمزيد من الطمأنينة والأمان .

- فيما غمر دفء العيش أسرة الحطاب وصهره 'إبنه بالعُرف القانوني،،،!!!' ، وإذ تحسنت الأوضاع وشاع الأمل والحب بين أفراد الأسرة السعيدة . ،،،لكن ، وعلى حين غرة وبدون سابق إنذار ، وإذ بالبلد هاجت وماجت ، إنتشر الجند والعسس في كافة الأرجاء ، وذلك حين أعلن الوزير أن لصوصا سرقوا خزنة الملك ، وأن من يعثر عليها 'الخزنة' أو يُحدد مكانها له مُكافأة مالية مُجزية،،،!!! ، وفيما لم يأبه الحطاب وأسرته بالأمر ، وإذ بمفاجأة غير متوقعة ، فحين هبط الظلام تلك الليلة ، فوجئ الحطاب وأسرته بمن يقرع باب منزلهم بقوة ، فأسرع الرجلان 'الحطاب وصهره' بفتح الباب وإذ بالأسد الذي أخرجه الحطاب من البئر يقود جملا وعلى ظهره خزنة الملك .

- ذُهل الحطاب أيما ذهول ، لا بل صُعق حين سلمه الأسد رسن الجمل،،،!!! ، حيث كان الأسد قد هاجم اللصوص وإستولى على الجمل وحمولته ، التي هي خزنة الملك،،،!!! ، إزداد ذهول الحطاب ، إرتبك وساورته المخاوف ولم يدر ما الذي

يدور حوله خاصة بعد أن تسلم الحطاب رسن الجمل ، وحين نظر الأسد في وجه الحطاب وكأنه يقول له : هذه خزنة الملك لك جزاء المعروف يوم أنقذتني من البئر، ومن ثم غادر الأسد راضيا على نفسه ، بعد أن سدد الدين للحطاب،،،!!!.

- لم يطُل تفكير الحطاب حتى قرر أن يُعيد الخزنة للملك،،،؟؟؟ ، لكن صهره 'رجل البئر' وكلمح البصر إستحال إلى شيطان رجيم ، وبالمستحيل أقنع حموه 'الحطاب' بإخفاء الجريمة والإحتفاظ بالخزنة ، وهكذا قام الصهر وعلى الفور أدخل الجمل بما حمل إلى الياخور في أسفل المنزل ، برّك الجمل ، أنزل تلك الهبة التي وصفها الصهر بالربانية 'الخزنة' وأخفاها في مكان آمن ، ومن ثم نحر الجمل ، أعد وليمة شواء عرمرمية من لحم الجمل ، غير آبه بالنتائج وتاركا الحطاب في حيرة من الأمر ، فيما راح الملك وأركان دولته يصلون الليل بالنهار بحثا عن الخزنة ،،،!!! ، جرى كل ذلك والحطاب الطيب يُساوره القلق والخوف ، ولكنه ما يزال يتقبل الأمر على مضض،،،!!! .

- مرت بضعة أيام وأعوان الملك وجنده يبحثون عن الخزنة بلا طائل ، حتى وصل الأمر أن أعلن الوزير بأن العسكر سيعملون على تفتيش المدينة حارة حارة وبيتا بيتا ، في الوقت الذي ما يزال الحطاب وصهره وزوجتيهما يأكلون ما لذ وطاب من لحم الجمل،،،!!!.

- لكن ، وما أن وصل التفتيش إلى بيوت الحارة التي يقطنها الحطاب ، حتى تعملق شيطان رجل البئر وبدأ الوسواس الخناس يلعب في عقله 'الصهر،،،!!!' ، الذي بات يضرب أخماسا في أسداس ، وهنا لعبت،،،أل لوْ،،، التي تعمل عمل الشيطان دورها فحنطت ضمير الصهر ، الذي إرتعدت فرائصه وحاصره شيطانه بالتساؤلات ، ماذا لو عثر الجند 'المُفتشون' على الخزنة في منزل الحطاب وما هو مصيري،،،؟؟؟ ، هل يُصدقون روارية الحطاب،،،؟؟؟ ، وإن صدقوا أن الأسد جاء بالخزنة ، لماذا لم نُعلن عنها ونسلمها للملك ، وأنا بالتأكيد شريك الحطاب ، وإن سُئل الحطاب لا بد يقول أني من صممت على الإحتفاظ بالخزنة ، من أخفيتها ، ذبحت الجمل وأقمت الوليمة وستشهد على ذلك الزوجتان ،،،؟؟؟.

- تضاعفت هواجس الصهر 'رجل البئر' ، إزداد قلقه وخوفه كلما إقترب العسكر من منزل الحطاب المغلوب على أمره،،،!!! . لم ينم شيطان رجل البئر تلك الليلة ، حتى قرر أن ينجو بنفسه وأزيد من ذلك ، زيّن له شيطانه ما سيكون عليه من الثراء نتاج الحصول على مُكافأة من الملك ، إن هو وشى بالحطاب ودلّ جند الملك على مكان الخزنة التي أخفاها بيديه،،،!!! ، وهكذا جافى النوم رجل البئر الذي تسلل مع الفجر ، وإتجه فورا إلى قصر الملك مُعلنا عن مكان الخزنة المخبأة في بيت الحطاب،،،!!! ، فسارع الجند إلى بيت الحطاب الذي إقتاده الجند مُكبلا بالأغلال ، بعد أن عثروا على الخزنة وحملوها مع الحطاب إلى قصر الملك ، فكافأ الملك رجل البئر بصرة من المال ، وحكم بإعدام الحطاب في صبيحة اليوم التالي وفي الساحة العامة وبحضور الشعب،،،!!!.

- ما أن لاح الفجر الذي سيشهد صباحه إعدام الحطاب ، حتى علا صراخ الملك وهو يقف في بهو القصر ، وحين هرع الوزير والقادة على صرخة الملك ، وإذ بأفعى سوداء كبيرة الحجم ، تلتف على يدي الملك وجسده وتضع فمها في مواجهة فمه ، وإن تحرك أحد وحاول الإقتراب منها 'الأفعى' تُسارع إلى التهديد بلدغه ، وإن أشهر أحدهم سيفه محاولا إيذاء الأفعى تُهدد بلدغ الملك في فمه ، وهكذا عم الخوف على الملك وأصبح الجميع في حيرة ، إلى أن تفتق عقل القاضي الحكيم عن محاولة 'تجربة' ربما تكون ذات حل لهذه الأزمة الخطيرة ، إذ قال القاضي للملك يا سيدي : بعد سويعات يُفترض بنا أن نُعدم الحطاب سارق الخزنة ، وهذا الرجل إبن االفيافي ، القفار والأدغال ، ولا بد أنه يعرف الكثير عن الأفاعي والوحوش ، وإن لم يفلح في إزلالة هذه الأفعى عن جلالتك ، ولأنه ميت في كل الأحوال إن بالسيف أو السم ، فإن دفعناه نحو الأفعى ولدغته وأفرغت سُمها في جسد الحطاب ، عندئذ لا خوف عليك ويُمكنا إنزال هذه الأفعى عن جسدك بسهوله،،،!!! .

- أيد الملك وجميع الحضور فكرة القاضي الحكيم ، خاصة وأنهم عجزوا عن أي حل آخر ، وعلى ذلك جيئ بالحطاب يُعانق الخوف وهو مُكبل بالأغلال ، لكن الحطاب الذي ما أن شهد المشهد حتى إعتلت شفتاه إبتسامة ، فظن الملك وأركان قصره أن الحطاب يهزأ بالملك وبهم ، وهو ما أغاظ الملك والحضور الذين أصابهم الذهول من موقف الحطاب ، الذي هو ميت لا محالة حسب ظنهم ، وهو ما دفع الملك أن أمر بجر الحطاب نحو الأفعى ، لتلدغ الحطاب كي تُفرغ سمومها في جسده كما خططوا ، لكن الأفعى بدلا من ذلك زادت من قرب فمها نحو فم الملك ، فزاد تعجب الملك والحضور ، إلى أن خاطب الحطاب قائلا للملك ، أتعطيني الأمان يا ملك الزمان،،،؟؟؟ ، فرد الملك على الحطاب قائلا عليك الأمان،،،!!! ، فما كان من الحطاب إلا أن خاطب الأفعى قائلا 'سيري يا مُباركة' وإذ بالأفعى تُغادر جسد الملك ، وتجلس متكورة في الزاوية ، وهو ما جعل الملك والحضور في ذهول غير مسبوق ، فيما شاهدوه من العجب العُجاب،،،!!! .

- تنفس الملك وأركان دولته الصعداء ، ومن ثم سأل الحطاب عن علاقته بتلك الأفعى،،،!!! ، فروى الحطاب للملك والحضور قصته من ألفها إلى يائها ، وإذ أمر الملك بإحضار رجل البئر ، وإعدامه على الفور ، بعد أن استرجع منه المُكافأة وضاعفها للحطاب ومن ثم قال الملك،،،حقا أن كل شيئ تزرعه بيدك تخلعه ، إلا بني آدم تزرعه ويخلعك،،،!!!؟؟؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات