التوجيهي بين لهفة الآباء وقلق الأبناء


إلى أولياء أمور طلبة التوجيهي الكرام, تذكير: لا داعي أن نشغل أبناءنا بُعيّد كل اختبار في مراجعة الإجابات وحِسبة العلامات وكثرة الاستفسارات حول ما قدموه في دفاتر الإجابة.

لا داعي لكثرة التنبيش وإبداء الآراء والتحسبات والظنون حول كيفية التصحيح واعتماد الإجابات النموذجية لأنها لا تخضع لمعيار واحد وإنما هي موقفية ( يجري الاتفاق عليها كل سنة ) وبحسب طبيعة الاختبار في كل دورة.

لنترك ما تم وانتهى إلى وقت الفراغ الكلي أي بعد الانتهاء تماما من كل الاختبارات.

إن التحدث مع الأبناء خلال استعدادهم للاختبار القادم يلهيهم وينغص عليهم ويشتت انتباههم مما يصرفهم عن الجدية في الاستعداد للاختبار اللاحق.

إن المخاوف والاعتقادات والتحدث بحديث يدور في العادة بين أفراد الأسرة في خلوتهم وسهرهم وفي صالات الجلوس ظنا منهم أن الأبناء المتقدمين للاختبار لا يسمعونه هو وهم وغير واقعي, إنهم حتما يسمعونه وربما بأدق تفاصيله فتضطرب أحوالهم وتتشتت أفكارهم فتتسرب الساعات منهم بلا جدوى.

أبعدوهم عن آراء الفضوليين من أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء وعن المكالمات الهاتفية التي تجري بينكم حول التوجيهي والأسئلة والوزارة وكل حديث بات الجميع يعلم تفاصيله.

أبعدوهم عن ضجيج المحطات الفضائية وآراء خبراء تحليل الأسئلة لكل مبحث. دعوهم يراجعون ويدرسون مباحثهم من مراجعهم التي اعتادوا عليها على مدى شهور الدراسة (الأربعة) في مدرستهم أو من أي مصدر آخر اعتادوا على أسلوبه خلال فترة كافية.

لا تداهموهم فجأة ولا تثقلوا عليهم بمعلمين جدد وبأسئلة ومعلومات بنيت وفق أساليب وطرائق جديدة عليهم مهما كانت صحتها وموثوقيتها لأنهم لا يستطيعون هضمها و التعامل معها بشكل دقيق وكاف أثناء تأدية الاختبار.

لا تدعوهم يبالغون في السهر طويلا ليلة الاختبار, فذلك يوهن صحتهم الجسدية ويضعف قدرتهم العقلية على استرجاع وتجميع وتحليل مضامين الأسئلة خلال جلسة الاختبار.

اجعلوا طعامهم خفيفا مفيدا ينعش ذاكرتهم وأجسادهم دون أن يؤدي بهم إلى التخمة أو الكسل أو النعاس أو المغص والاضطرابات المعوية.

انتبهوا إلى سلامة وسائل التدفئة التي يستخدمونها, لا تتركوهم قبل أن تتأكدوا من وجود تهوية كافية تقيهم من خطر الاختناق لا قدر الله.

لا تبالغوا في رفع سقف توقعاتكم بما يفوق المستوى الحقيقي لقدرة الأبناء على التحصيل الدراسي, لنكن موضوعيين, طبيعيين, فرفع التوقعات إلى أكثر مما ينبغي يؤدي بالطلبة إلى الإحباط والضيق والضجر لأنه اعلم الناس بنفسه, قولوا لهم اعقلوا وتوكلوا وكفى, إن المبالغة الزائفة في ارتفاع التوقعات للنتيجة النهائية تجعل الطالب في حالة من الضيق والضجر وقد تصيبنا جميعا (الأسرة والطالب) بالصدمة النفسية لاحقا (لا قدر الله).

لا داعي لتأنيبهم وتقريعهم بعد كل اختبار.

لا داعي لتكرار كلمة (لو) "لو فعلت كذا لحصلت على كذا", "ولو درست كذا لأجبت بالطريقة كذا"............الخ).

تذكروا أعزائي الحِكم والمأثورات التي تقول:

"اللي في القِدر بتطلعه المِغراف", " العَلِيق (إطعام الخيل) عند الغارة ما ينفع", والاهم من ذلك تذكروا وذكروا أبناءكم ايضا أن (الظلم في السوية عدل في الرعية) اذا افترضنا جدلا وجود مظلمة في الأسئلة, فالاختبار الصعب هو صعب على جميع الطلبة في المملكة كافة والسهل كذلك سهل على الجميع بلا تمييز.

ختاما فألكم التوفيق والفلاح بعون الله.

عميد متقاعد| ثقافة عسكرية

ماجستير مناهج واساليب تدريس العلوم والكيمياء



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات