اخلاقيات الحكومة و "النيو لووك"



وزراء في مناصب مختلفة ، سفراء ، امناء عامين ،مدراء استثمار ، وظائف مختلفة ، اماكن مختارة ، مواقع متفاوته تحدد و ترسم خارطة طريق

لمستقبل الاردن . و حسب الموقع والدرجة تكون النظرة للامور ، فمنهم من يرى في اتجاه واحد ، و منهم من يرى في اكثر من اتجاه ، منهم من هو بعيد النظر و منهم من هو اعمى البصيرة ، منهم صاحب النظرة الشمولية و منهم محدود الرؤية . و لكن جميعهم يعيشون في قوقعه واحده اسمها " الادارة الحكومية " للدولة الاردنية .

 

اجتماعات ، استراتيجيات ، ميزانيات مالية ، اجندات عمل ،قرارات سياسية ،  مراكز العاب القوى ، حرب مكتبية ، مناقشات دولية ، اعلام و

غيرها من الامور اليومية التى يتعرضون لها و يشكلونها . و الاهم من كل هذا و ذاك العقلية و الخلفية و مستوى التحصيل و الخبرات الخارجية و الداخلية و التفاعل الدولي لاجل تحديد الهدف ، الاولويات ،و الموعد النهائي للعمل.

 

ان يجلس اي منهم و ظهره الى الحائط ، مقفل الفم ، مغلق العقل لضمان استمرارية تواجده في الحكومة قد يحفظه لفترة في منصبه  و لكن على حساب الوطن ، و بالتالي فالاردن لا يحتاج مثل تلك العالة على الجسد الحكومي ،  من هنا اتت فكرة وزارة تطوير القطاع الحكومي.

 

و لقد شاهدنا كثيرين من تلك العينه التى لا تفتح فمها ، و تقبل بكل مقترح ، وتؤيد كل وزير ، و تقف مع كل قرار ، و هذه العينه هي من توصف بالعينة الحكومية المتسلقة. عينة لم تقدم ورقه تطوير او مقترح تحسين خدمه او فكرة ارتقاء بعمل ، و لم تشارك في مؤتمر بافكار و انما انتظمت بحضور غذاء العمل ، و عشاء العمل ، و تنعمت بالسفر في درجات رجال الاعمال دون ان يصدر عنها ما يساهم في صناعه مستقبل جديد للاردن .عينه امضت ثلاثين عاما في الوظيفة الى ان تم طردها من الحكومة بتوزيرها لاشهر تحسبا لمن يساندها و يقف خلف بقاؤها ، ولكنها لم تأت للوطن بشيء ، و ان صنفت بحملة "الامتيازات " بسبب صمتها و سكوتها و توقف عقارب ساعتها الوظيفية و الفكرية . اليوم العالم في توجه اخر.

 

 العالم اليوم في حاجة الى محاربي ادغال ، ممن يعيشون في العالم الحقيقي ، و على اطلاع بالعالم غير الملموس و لكنه مرئيا متابع و مشاهد عبر الفضائيات و وصفحات العنكبوت الالكتروني المسماة بالانترنت ، نوعيات سافرت و اندمجت و تفاعلت مع دول و جنسيات و مشاريع و حكومات و رأت حضارات و قرأت و ساهمت ،   لان العالم يتجه الى "جنسية عالمية و احده " و هي قادمة بغض النظرعن هويات و جوازات سفر من هنا و هناك ، وعالم يتجه الى " حكومة عالمية ".

 

و اقصد ما الذي يجعل حكومة "بحجم حكومة الرفاعي او من يليها " قادرة على التغيير ، و تغيير ماذا ؟ و لماذا؟ ،هنا يجب تعريف و تحديد المطلوب و المدة الزمنية و البرامج التشغيلية للتنفيذ و من سيقوم بالاداء و كيف؟.

 

 وايضا  كيف يمكن مساعدتها و الوقوف معها؟ ، و ما هو دور المثقفين و الرواد في تقديم المشورة و المساهمة في عمل حقيقي فاعل ، بيوت الخبرة ومؤسسات المجتمع المدني ،  عوضا عن الاكتفاء بنقد نتائج سياسات ، او كتابه عن ردود افعال و ان كان ذلك مطلوبا بايجابية و احتراف، لا سيما ان "الحكومة " في واحده من التعاريف  هي وكيلة عن الشعب في حياتها و مستقبلها ، اذا ما سلم لها توكيل " الامان الحياتي "بضمان اعتمادية الحكومة و مسؤولية وزرائها .

 

الموضه السياسية لدى الحكومات المشكلة ، او "النيو لووك الحكومي " هو مصطلح " الاصلاح و التغيير" ، و مقاييس صدر الحكومة هي "الشفافية " ،و لكن الصورة غير واضحه في ثقافة العمل السياسي و اخلاقيات الساسة ، خصوصا ان عمل الحكومات السياسية ، في بعض منها ، كان لا يشمل "وجبات لغير اكله لحم الشعب " و حتى لو قبل شخص قدير و نظيف لمنصب عال , والمشاركة في دعوة غذا عمل حكومي ، قابلا التغاضي عن "اكل اللحم " و الاكتفاء "بالسلطة الخضراء السياسية" فقد كان يصنف ضمن قائمة الممنوعين من تناول اي وجبة رئيسية اخرى ، و بالتالي حكم عليه بالخس و الطماطم  لوجبات محدده و اصيب بتلبك معوي سياسي مدى الحياة.

 

و هنا التضارب بين اخلاقيات " اكلة لحم الشعب " و اخلاقيات من فرض عليهم " الخس و الطماطم "  ، و بالتالي فأن هناك خلاف قانوني حول الاجراءات ، حول طريقة اختيار الكفاءات ، مما يؤثر على اخلاقيات القطاع العام و القطاع الخاص / و يثير تساؤلات بحاجة الى اجابات واضحه عمن يملك ، من يدير ،و ماذا تقدم الدولة الاردنية ؟ ، و هي اسئلة تنطلق من صميم الادارة الحكومية ، و الحكومة مطالبة بوضع برامج و اجابات و خطط لها في استراتيجية واضحه للقرن المقبل. و هي اسئلة بحثية و منهجيه لاجل "اردن " هاشمي منيع على التغلل ، لا تسريب فيه لخبرات او تسييل اقتصاد او رهن ارادة.

 

و اقصد هنا ان تقاس حرارة اخلاقيات المسؤوليين ، امالهم و طموحاتهم ، طاقتهم الاخلاقية في التعامل ، قراراتهم الاخلاقية خصوصا و ان الاردن مقبل على كونفدرالية ، بيع القطاع العام ، مشروعات كبرى ، خارطة شرق اوسطية ، ميثاق شرف حكومي و اعلامي ، قانون انتخاب مجلس نواب جديد ، و غيره من الانظمة و التعليمات التى تمس الشأن الداخلي و غيرها مما يمس الشأن الدولي .

 

ترك النظريات هو احد الحلول ، و أن كان هناك "علم اخلاقيات ايضا للنظريات " و لكن الابتعاد عنها في تلك المرحلة مؤقتا و الانتقال الى دينماكية العمل الحكومي، و فك التواصل التنظيري معها في الادارات الحكومية  افضل، و لتبحث الحكومة عن علم اخلاقيات "الصح و الخطاء " و تقرأء فيه و تعممه على مسؤوليها .

 

 والمطلوب في برامج العمل ان تعمل تلك الادارة الحكومية  و هي متيقظة و متطورة ، فاعله ، حاسمة ، و عالمية ليبقى الاردن دوما "الاول " في السبق ، وصاحب البيئة الافضل للنقل عنه ، كما كان دوما .

 

علم الاخلاقيات يمتحن فيه المهندس و الطبيب و الموظف  و المواسرجي و الممرض و غيرهم في الغرب بالاضافة الى اامتحان في ماده القانون و بغض النظر عن مهنته قبل ان يعترف به و بحقه في العمل ،  لان "الاخلاق و القانون " هما اساس العمل و التعامل اليومي للجميع .

 

aftoukan@hotmail.com



تعليقات القراء

مراقب
العالة او الاشكالية ليس بتغيير الوزراء او تغيير ملابسهم
فما ان يأتي وزير جديد حتى يطيح بمنجز من سبقو
والخاسصر الوحيد
الوطن
والوطن
22-12-2009 12:44 PM
ابن الاردن
ينصر دينك في كل مقال تكتبه تثير النفوس و تريح الضمائر و تفتح الشهية يا بن طوقان و تعبر عن واقعنا المعاش الذي يفتقد الاخلاق و كل مقال ابعث به الى قائمة اصدقائي و تصلني تعليقات تؤيدك حماك الله من كل مكروه و ادام قلمك الجريء و النظيف
22-12-2009 12:55 PM
د.محمد نور الجداية
الشكر والتقدير لما تقدم به الدكتور عبدالفتاح طوقان وقد اعجبني الحديث عن التغيير والتطوير ولنعلم ان الادارة الحديثة تتحدث بمحورها الرئيسي عن اتطوير والتغيير الذي هو ليس عبارة عن شعارات وكلنا نعرف ان اي تشكيل وزاري هو تغيير من اجل التطوير وكلنا اعتدنا فقط على التغيير بالمسمى حتى كاد ان يتلاشى الأمل بالتطوير ولو القينا نظرة سريعة على التشكيلات الوزارية للسنين السابقة فنجدها مستمدة من صميم ثقافتنا الوطنية لمفهوم الوزير والنائب والمدير العام ....الخ وأنها تتسم بسمات الادارة العربية والشيخوقراطية والعائلية والمحسوبية وتأتي لتحاربها كما تأتي برسالة ورؤية تكون فقط شعار لا أكثر فالمطلوب هو تغيير حقيقي وجذري قد يأتي بجديد مبني على أساس الكفاءة والمعرفة في المجال الذي سيوضع فية وعلى المواطن الأنتظار لأن التغيير يحتاج الى ايمان مطلق بهذا التغيير ويحتاج الى وقت لتنفيذ اليات التغيير وانها لكلمة حق ان البرنامج والمسار الحديث للحكومة المكلفة يولد الأمل بأن يكون تغيير وتطوير وعلينا ان ننتظر التطبيق ولكن الصبر الصبر لأن الكل يعلم الظروف الاقتصادية العالمية التي نمر بها الان فقد قال تعالى" إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغير ما بأنفسهم" صدق الله العظيم
22-12-2009 01:42 PM
عبدالكريم النادي
لا ادري كيف يمكن ان تكون المناصب العليامزاجبة او استرضاءا او تجارب مخبرية على الانسان والوطن او اجندات لا يقصد بها الصالح العام.
ان وطننا لا يتحمل ان يكون حقل تجارب مع توفر المادة الخام المجربة النظيفة الشريفة , اللذين مارسوا العمل العام بكل اخلاص وشفافية بعمر اجيال واحيلوا على التقاعد في اوج عطائهم ولديهم الخبرة الواسعة والحماس المنقطع والعفاف الكامل عن التطاول على المال العام .
واشير هنا الى الصف الاول من متقاعدي القوات المسلحة بمختلف صنوفها والذين تعب الوطن على تأهيلهم وتنميتهم وتدريبهم والانتفاع بهم حتى ضاقت عليهم المناصب فخرجوا متقاعدين مكرمين غير معاقبين ولا محاسبين .وهناك ميزان لقياس النظافة فالراتب هو معاش بالكاد معاش كريم فالقصور والاطيان والممتلكات هي دلالات على عدم النظافة الا ..........الا اولئك النفر اللذين ورثوا ثروة واملاكا واطيانا فهم من الفئة االنظيفة اما من كان له راتب من 16 دينارا كما بدات فهل حقا ان يكون لي قصرا - ولآكن متواضعا بربع مليون من اين لي هذا فقط اتساءل ...........
ان الضابط الاردني يخضع لاعلى موازين المراقبة والتهيئة والمنافسة الشريفة في معظم الاحوال فهو اما ممارس لعمل وهو مراقب من رئيس قادر او مرؤؤس متفهم مقارن خاضع للتقييم كل ساعة ويوم واسبوع وشهرودوريا. او مشارك بدورة تؤهله لمعرفة جديدة مرشح لممارسة مسؤليتها ثم توضع بتصرفهم الامكانيات لينفذ فيها استراتيجية الصنف وخططه دون كلل او ملل
مراقب محاسب وضمير حي ونفس ذائبة بالواجب وكانه حياتها غير المنتهي .
وقل هذا الكلام على من مارس العمل العام بنفس المستوى من المدنيين المؤهلين الذين لم يقضوا عمرهم على كرسي لم يغيروه فهناك من خدم اربعين سنة هي في حقيقتها سنة مكررة اربعين مرة فهؤلاء لايصلحون ابدا انما يصلح من جرب في مختلف المواقع مع تعدد المسؤليات واتساع الحجم فمن ادار مصنع بعشرة اشخاص ليس كمن ادار موسسة بالاف الاشخاص ومختلف التخصصات العلمية والفنية والخدمية وتدرج صعودا .
فهنا اللوك وحداثته غير وارد وفي العمل العام الكبير لامجال للخطاء والتقدير
فالطاقية الكبيرة نبحث لها عن خبرة كبيرة براس .
وارجو ان يصل المعنى ولا يساء الفهم فاللبيب من الاشارة يفهم فمنهم من تزهوا المناصب به ومنهم من يزهوا بالكرسي الذي هو جالس عليه ومنهم من تشقيه هموم المسؤؤلية الواقعة على كاهله .
عبدالكريم النادي
جراسا نيوز: نعتذر عن نشر الايميلات لاعتبارات خاصة بادارة الوكالة .. واهلا بك
02-02-2010 03:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات