إربد .. المدينة المتعبة،


★ اعلم كم أنت متعبة يا اربد الخير, ومشاريع المجاري "اللعينة" لا تكاد تنقضي من على مظهرك ومحياك الجميل, ولا في باطنك الحي المجيد. فصول وسنوات مترعات بالألم, تعكر صفوك من مآسي سببها لك, مشروع غير متقن, يهز أرضك هزا و يهد أركانك هدا. وأنت تحلمين بالأمل بيوم جديد, وصبح جديد, يعيد إليك ألتألق غير البعيد.

اليوم عندك مثل الأمس القريب من السنة الماضية, "بل هو أدهى و أمر" !

★ تعانين بصمت يا اربد المدينة, ومعك كل من حولك من فرائد عقدك الثمين من قرانا المحيطات بك, إحاطة السوار بالمعصم. بكل أنفة وكبرياء, تعانين ولا تتوجعين ومن بمعيتك من خرزاتك السبع وقاطنيك واللاجئين، وضيوفك الزائرين والمارة والراحلين.

★ أما أنا, فشاهد إثبات على ما أقول ! شاهد على المعاناة والصبر منذ العام 1986، يا "سيدتي الجميلة" . يا صبر أيوب, وصبرك وكل من فيك يفوق صبر الجمال. "عروس الشمال" هل " خدعوك بقولهم حسناء" ؟ وأنت تشاهدين وتشهدين وتشهقين من الحفر والتقليب في حجارتك السوداء, وتكفهرين من الطين كما الغبار وأكوام التراب. ومطبآت ماثلات: في شوارعك, فوق الأرض وتحت الأرض, تعرض عليك وساكنيك , في كل صبح ومساء, في الشتاء كما في الصيف, وحديثك الشاكي وإيانا عنها بلا حرج ولا وجل.

سيدتي المدينة المتعبة،

كان الله معك من فعل أرتال الجرافات التي تغزوك صبح ومساء وليل بليل, وعمال وافدون, وعمل لا يعرف الإتقان ولا الذوق الرفيع ولا حتى الوضيع في الأداء !

★ وغدا" نحن واياك على موعد متجدد مع الجبهة القطبية وامطار الخير وربما الثلوج، فهل استعدت اطقم بلديتك الكبرى للقاء المنخفض الجوي الزائر خلال ساعات، وماذا سيكون حال ومآل السيارات وركابها بين الحفروالمطبات والمناهل المفتوحة والمغلقة في شوارعك بين الازقة والحارات وكيف سيكون الحال حول المسجد القديم في سوق الخضار وسوق الساغة وهل من حلول لمناهل المجاري وتصريف المياه في شوراعك التالفات، ودليلي الآن وفي هذه اللحظة "أيها المارون، و يا أيها القارئين أو السامعين" شارع بغداد" الممتد من شرق إشارة القيروان والقادم من شارع فلسطين. لقد كتب على الشارع الذلة والاحباط والمسكنة, كما قضايانا الواردة في مسميات الشارع الحزين, شارع بغداد شرقا", وغربا" شارع فلسطين.

★ فهل أنت يا سيدتي ما تزالين عروس الشمال ! وعرين الشمائل ؟ ام انت العروس والعرين مع وقف التنفيذ حتى يحضر الفارس الذي كنت تنتظرين !

ومتى يكون موعد الزفاف، وفي أي صالة اربدية يكون الحفل ودبكات عرسك على بيادر حوران، ومن هو سعيد الحظ وكبير الشأن الحقيق بك عريسا" ومن هم المدعوين للعرس اهم اللاجئون التائهون والمعوزون على الاشارات الضوئية وفي احيائك الشعبية العتيقة ام اهل المدينة واحبابها ...

★ يا اربد الخير !

الحق والحق يقال أن ليس بيننا هنا أو هناك من يستحق دفء حنانك يا حاضرة حوران ! فليس بيننا يا عزيزتي المدينة العتيقة مشرع عليم ولا مخطط قويم ولا حتى مهندس فهيم وعمدة حليم.

★ أعيدوا إلينا اربد كما عرفناها, يا من تخططون ويا من تنظرون !

نظموا مداخلها وخففوا من مطباتها يا سادتي, أجعلوها تتسع لأهلها وسياراتهم وأطفالهم وهواهم الحوراني أعيدوا متنزهاتها كما كانت, ابحثوا عن "بئر جب السبيل" وعن البركة القديمة. حددوا مكان خاناتها كخان "حدو" وخان "غزاله", اجعلوها تذكرنا بالماضي الجميل كما ينبغي لنا ولها، وآخر دعواي لكم ان يرعاكم الله وان يسدد خطاكم وأنتم تخططون !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات