ما الذي تخشى الحكومة سماعه عن حال الشعب


خاص- كتب النائب علي السنيد - يحيرني السؤال عن ذلك الذي كانت الحكومة تخشى من سماعه عن احوال الشعب الاردني كي تتم كل هذه المحاولات الفظيعة لمنع انعقاد جلسة المناقشة العامة الخاصة بالسياسات الاقتصادية لها، والتي تمثلت في المحاولات المستميتة والمتواصلة لحرف مسار جلسة المناقشة العامة عن مسارها، واستخدام التسويف وعدم الاستجابة لمطلب النواب للتصويت على استمرارها من قبل رئيس المجلس بالانابة، وذلك على مدار عدة جلسات متواصلة ، والتي بدأت بمطالب تأجيل جلسة المناقشة العامة، والتي عندما قوبلت برفض نيابي شرع عندئذ بها، وجرى على غير العادة السماح لرئيس الحكومة بالادلاء ببيانه، والذي عبر فيه عن راحة ضميره لاحوال الشعب الاردني وادعى وكأنه يعيش في عالم اخر بان الاردنيين ينعمون ببحبوحة من العيش في ظل عهده الميمون، وانهم يدفعون ضريبا اقل مما هو مطلوب منهم، وادلى بارقام لا يمكن لها ان تفسر حالة الركود في البلاد، وكان الاولى ان يتاح المجال لطالبي الكلام من النواب للتعبير عن رأيهم في الوضع الاقتصادي في البلاد المنهكة بالضرائب، وبعد ذلك يقوم رئيس الوزراء بالاجابة على ما يقدمونه من اراء وتقييمات للوضع.

وبعد انتهاء الرئيس من بيانه يجري تأجيل الجلسة دون اتاحة المجال لأي نائب بالرد على خطابه الساخر عن واقع الشعب الاردني، وذلك تحت مطالبة ان يتاح المجال للنواب لتمحيص وفحص الارقام التي ادلى بها الرئيس في بيانه المثير.

وعند انعقاد الجلسة التي تلتها والمخصصة للوضع الاقتصادي يتم توزيع جدول اعمال محلق يحدد الجلسة القادمة بكونها جلسة تشريعية ودون الانتظار الى حين ان ينتهي طالبي الكلام من النواب من الادلاء بارائهم وكما تحدد ذلك المادة 110 من النظام الداخلي.

ويستمر مسلسل الالتفاف على ارادة البرلمان برفع هذه الجلسة بعد مرور اقل من نصف ساعة على انعقادها بحجة فقدان النصاب ، وقبل ان يسمح لاي نائب بالادلاء برأيه عدا عن عدة كتل تقدمت بردها على البيان الحكومي، ولم يقم رئيس المجلس بالانابة كما جرت عليه العادة بالمناداه قبل رفع الجلسة او يحذر من فقدان النصاب، وحتى لم ينتظر عودة النواب الذي كانوا يؤدون صلاة الظهر في الغرفة المجاورة للقبة وانما رفع الجلسة من فوره.

وفي الجلسة الاخرى التي تلت ذلك يقوم رئيس المجلس بالانابة بفرض جدول الجلسة التشريعية، ولا يرضى بان يستكمل المجلس المناقشة العامة، ويرفض كافة مطالبات النواب له بالتصويت على ان تخصص الجلسة التي تليها على الاقل لاستكمال المناقشة العامة والتي يبدو انها تلاشت وضاعت اداراج الرياح.

ولا ادري ما الذي يخيف البعض من ان يقوله السادة النواب على مسامع الحكومة، وهي يعزى ذلك للخوف على مشاعر هذه الحكومة ورئيسها، والى الدرجة التي يتم فيها تدمير صورة مجلس النواب في الشارع، وتقديمه قربانا لحكومة الجباية الممعنة في معاناة الاردنيين.

واكاد اجزم ان بقاء رواية حكومية معلقة في الساحة عن الوضع الاقتصادي المأزوم، ولا يقابلها رد نيابي يعبر عن لسان حال الشارع سيفضي الى زيادة حقنة الاحتقان في الشارع، والتي قد تنفجر - لا سمح الله- وتودي بكل ما انجز على صعيد الامن والاستقرار في الاردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات