هل سمع الملك صرخة اللوزية


في كل مرة تنجو الحكومة ويغرق مجلس النواب , ولا أريد أن أقول أنه كان يمكن أن تحيا عظام المجلس من الرميم وتبعث مرة اخرى لو أنتصر لارادة الشعب وصوت الشارع ورد مشروع الموازنة والمشروع الاقتصادي في وجه الحكومة لكن ما حصل أن المجلس دائما يقدم نفسه قربانا للحكومة عندما منحها ثقة الشعب الغاضب والمكلوم عليها مرتين متتاليتين قاتلتين .
وأحد النواب قال أن دور النواب أصبح هامشيا بعد أن تغولت السلطة التنفيذية على التشريعية، وأصبح هدف الحكومة جيب المواطن وتابع بأن الحكومة التي جاءت على أساس محاربة الفساد، لم تقدم رأسا واحدا لمكافحة الفساد، ولم تقدم مشروعا إصلاحيا واحدا، وكل ما قامت به هو سن قوانين هزيلة مررها غالبية النواب الذين تحركهم الحكومة .
نواب وسياسيين وحزبيين ونقابيين يؤكدوا أن الحكومة استغلت الحالة الأمنية وحس المواطن وحرصه على أمن الوطن كون المحيط ملتهبا، وأمعنت بظلم المواطن ورفعت الأسعار، الأمر الذي خلف مشاكل اجتماعية وانتشار الجريمة .
لقد أطلقت نائبة في البرلمان صيحة عندما قالت إلى متى الصمت؟ ومم الخوف؟ لم يعد في جسدنا مكان إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح من هذه الحكومة،أما آن لهذا المجلس أن يطرح الثقة في هذه الحكومة التي تتغذى من ضعفنا .
نعم يا سادة يا كرام ( جيب المواطن) هو عنوان برنامج الحكومة الاقتصادي قبل اسابيع نشر ناشطون فيسبوكيون أن دولة النسور عندما كان وزيرا في الثمانينيات قدم مقترح ضريبة للحكومة سماها "ضريبة شرف الالتحاق بالجامعة"، وتهافت مغردون ساخرون باقتراح أسماء ضرائب منها: "ضريبة لكل أردني يشاهد المسلسل الهندي كوشي، و"ضريبة على الأوكسجين"، وضريبة على كل تغريدة في تويتر .
نعم حكومة جباية بأمتياز ولم يبقى لدى الاردني الذي سلخت الحكومة ( عظمه وجلده) الا الهواء الذي يتنفس فهو بالحقيقة الان في العناية الحثيثة المركزة ( ميت سريريا ) من كثرة الضربات المتلاحقة التي يتلقاها من غول الضرائب وارتفاع الاسعار الغير مبرر وكثرة الالتزامات التي لا يمكن تسديدها من خلال الراتب اليتيم الذي يتقاضاه المواطن من الدولة .
حكومة النسور وفي سابقة تاريخية حصلت مرتين على الثقة من مجلس النواب الحالي الذي في الغالب أنحاز للحكومة ضد مصلحة الشعب وللاسف هناك نواب يمارسون محامي الدفاع عن الحكومة وفي المقابل هناك نواب يناطحون ويشاطحون وينفخون ( لكن القربة مخزوقة)
نعم يا سادة خرجت علينا مجالس نواب ورحلت باجمل المسميات( مجلس 111, ومجلس الكزينو, ومجلس التعريفه) وبعد رحيل هذا المجلس لا نعرف ماذا سنطلق علية .
ما استوقفني للكتابة هو ردود فعل المواطنين ان المجلس النيابي الحالي يحظى بنسبة اداء متدنية وعدم رضا تقريبا يشبه مجلس (111) والهجوم على المجلس وانتقاده لم يكن من قبل المواطنين بل من قبل نواب من نفس المجلس واخر استطلاع للرأي أكثر من ثلثي الاردنيين غير راضين عن أداء مجلس النواب .
في عهد هذه الحكومة زادت نسبة الفقر والبطالة والانتحار والمشاكل الاجتماعية وارتفعت معدل الجريمة وأخيرا المديونية التي تجاوزت جميع الاشارات والالوان بعد أن تخطت المؤشر المحلي والعالمي وتجاوزت سقوفها 90 بالمائة
القواعد الشعبية وبعض النواب (بعدد الاصابع) يطالبون برحيل الحكومة بسبب فشل سياساتها الاقتصادية، ولجوئها لسد عجز الموازنة من خلال جيب المواطن بعيدا عن معالجة أسباب العجز الحقيقية المتمثلة بالفساد ونهب وبيع مؤسسات الوطن .
بالامس خرجت صرخة (أمرأة حرة) من تحت قبة البرلمان لم تبيع صوتها وضميرها وهي النائب مريم اللوزي تناشد جلالة الملك حل الحكومة والبرلمان وقالت في بيانها :
يؤسفني ومعي الشرفاء من الإخوة والأخوات النواب الذين هم القلة القليلة في هذا المجلس .. ما حدث اليوم من مسرحية هزلية بتهريب النصاب لإيقاف المناقشة في مغالطات بيان رئيس الحكومة الاقتصادي ويؤسفني أكثر أن الذين أخرجوا هذه المسرحية هم النواب الذين يعملون حسب إشارات دولة رئيس الوزراء .

ومن المخجل جداً أن رئيس الجلسة ادعى بعدم وجود نصاب علماً بأن النصاب كان مكتملاً وهذا ما شاهدته الصحافة الذين يراقبون النصاب ولكن لتكميم الأفواه كما كُممت أفواه الشرفاء من رجال الصحافة لوئد كل رأي مخالف لا ينسجم مع مزاج رئيس الحكومة الذي اعتاد على امتصاص دماء الشعب .

ماذا أقول .. نواباً بالأمس كانوا يستجدون الصوت للوصول لقبة البرلمان !! ويدعون بأنهم يحملون برامج من أجل التخفيف عن المواطن !! واليوم وللأسف تتساقط ثياب الزيف والخداع كتساقط أوراق الشجر في الخريف ...

أيها الشعب المغلوب على أمرك ... ها هم نوابك !! الذين خدعوك بالأمس لتحسين الحال واليوم تركوك تحت سكاكين حكومة لا ترحم ولا تبقي ولا تذر !!

الحكومة طلبت التقشف ... وشد الأحزمة, وهم يعيشون في رفاهية كأنهم ليسو منك ولا من جلدتك!! أقول لإخواني وأخواتي الشرفاء من النواب أن لا ييأسوا من هذه التصرفات التي أوردت المواطنين إلى موارد الهلاك, فاصبروا على ما انتم عليه من عزم وعزيمة وإذا كان للباطل جولة , فإن للحق جولات .

واسمحوا لي إخواني وأخواتي... أناشد جلالة الملك حفظه الله ورعاه رئيس السلطات وراعي الديمقراطية, قائد الوطن, نصير المواطن والمساكين والفقراء, أن ينتصر لشعبه .. ويحل مجلس النواب والحكومة وهذه أكبر مكرمة ملكية للوطن, وأجمل وأحلى هدية في موسم الأعياد لمواطنيه الأوفياء .



















تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات