جواز "سفر فلسطين" الحلم الأسير رغم "دولة عباس "


جراسا -

خاص - مراسلنا في رام الله  - نهاد الطويل  - استهل الرئيس الفلسطيني محمود عباس احدى خطاباته  قبل أيام ببضع كلمات تتعلق بـ "إمكانية" اصدار جواز سفر باسم دولة فلسطين،وذلك في محاولة جديدة منه لإضفاء صبغة عاطفية من حيث الأبعاد الانسانية الى جانب البعد السياسي.

التصريح الرئاسي وفقا لكثيرين ، لم يكن واضحا بما يكفي لأن يرى به الشعب الفلسطين في خطوة تنفيذية، بل كلمات هي أكثر قربا نحو "الحلم والوعد" منها للقرار التنفيذي رغم "الدولة" ورغما كذلك عن كل المعيقات على الأرض.

وسبق "وعد" الرئيس عباس تصريحات ادلى بها وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية حسن علوي والتي شدد فيها على أن الوزارة ‘أعدت نموذجا لجواز سفر فلسطيني، يحمل اسم دولتنا، إلا أنها لم تتمكن من إصداره حتى هذه اللحظة، لأن جواز السفر الحالي صدر بناء على اتفاق بين منظمة التحرير والكيان الإسرائيلي منذ العام 1995’.

وخلال مفاوضات اوسلو(غزة - اريحا) أولا كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كثير السؤال عن مسألة جواز السفر الفلسطيني، شكلا ومسمى، اعتبره أحد رموز السيادة، حتى لو لم تكن كاملة الأركان، لكنه اعتبره بوابة عبور الكيانية الفلسطينية نحو التكوين الجديد.

وبعد اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين العضو 194، كمراقب الى حين، كان التوقع السريع، أن يبادر الرئيس محمود عباس بإصدار الأوراق الثبوتية الخاصة بدولة فلسطين، بما يشمل: جواز سفر دولة فلسطين،هوية ورقم وطني،وكل الأوراق الخاصة بالسجل المدني.

وبدأت الرئاسة بعد العام 2012 بالطلب من المؤسسات الفلسطينية، خاصة وزارة الداخلية الاستعداد لاصدار "وثائق دولة فلسطين"، بكل أشكالها ومظاهرها، وفجأة توقف العمل عن الاصدار المطلوب، بأمر رئاسي أيضا، دون تقديم أي مبرر أو تفسير.

الكاتب الفلسطيني المعروف حسن عصفور يرى أن النقاش حول جواز السفر احتل "بعد رمزيا قاسيا" مع ممثلي دولة الكيان، فهم بدروهم يدركون ما لذلك من "قيمة سياسية كيانية" لتوحيد بعض الفلسطيني في مرحلة انتقالية، فكان اصدار جواز سفر السلطة الوطنية بمثابة أحد أشكال "الانتصار السياسي" على تمزيق هوية الشعب الفلسطيني وكيانه، في المؤامرة الأكبر عام 1948.

المحامي أنيس القاسم اعتبر في تصريح له انه لا قيمة قانونية لهذه الخطوة، وهناك قانون جنسية يستند إليه جواز السفر، والوضع في فلسطين الآن ليس دولة ذات سيادة على الرغم من أنها قُبلت كدولة غير عضو في الأمم المتحدة وهي خطوة في غاية الأهمية، وكان أولى أن نستفيد من هذه الخطوة في مسائل أكثر أهمية من موضوع جواز السفر.

ويعلق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف على الموضوع بأن السلطة لم تعد ناتجة عن اتفاق أوسلو وإنما نتعامل كدولة فلسطينية واقعة تحت احتلال،لهذا تصر القيادة على لصق"دولة فلسطين" على الأوراق الرسمية والمراسلات والوثائق الرسمية للدولة.

واعتبر ابو يوسف في تصريح لـ"جراسا" أن رفض الكيان لجواز" الدولة" يأتي ضمن رفضه لقرار الأمم المتحدة المعترفة بدولة فلسطين.

واشنطن  لن تعترف ..

وسارعت وزارة الخارجية الأمريكية "كعادتها" الى التأكيد بأن الولايات المتحدة لا تعترف بدولة فلسطين التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 كدولة غير كاملة العضوية.

وقال الناطق باسم الخارجية  جون كيربي "كما تعلمون فإننا لا نعترف بدولة فلسطين" مضيفاً أن الولايات المتحدة تعترف بجواز سفر السلطة الفلسطينية وتمنح التأشيرات عليه ويحق لحامليه دخول الولايات المتحدة "إلا أننا لا نعترف بدولة فلسطين" ملمحاً الى أنه وفي حال اقدمت السلطة الفلسطينية على تغيير جواز السفر ليعبر عن " دولة فلسطين" فان الولايات المتحدة لن تمنح تأشيرات لجوازات السفر المعنونة بـ"دولة فلسطين".

ويحمل الفلسطنييون نوعين من جوازات السفر، الجواز الذي صدر عن اتفاقية اوسلو، ويمنح للفلسطينين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويستثنى منه سكان مدينة القدس، وجوازات سفر او وثائق سفر، منحت للاجئين الفلسطينيين في سوريا و لبنان و الأردن والعراق وبعض الدول العربية الاخرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات