اتركوا شراره بحالها


واد غير ذي زرع ، أصوات عيارات ناريه وصراخ ، عيارات ضوئيه في السماء ، شرطه تلاحق تجار مخدرات قُبيَّل الفجر ، يمر بالمكان راعٍ على حماره يجد حقيبه ملقاه ، يَضَعُها في خُرجِ حِماره ويمضي ، يفتحها فيجد رُزم خمسينات ، يَنهَبِل وينعَقد لسانُه ، أطفاله جياع ، بيت بسقف مكسور ، ديون بالبنوك ورهن أرض ، مدارس ومصاريف وغيرها ، يتذكر بأنها أموال حرام ويجب تسليمها ، فيقول الضرورات تبيح المحرومات فأنا مُعدَم ، فيأخذ حاجته فقط ويذهب للشرطه ويسلم المبلغ الذي لا يعرف لأين وجهته سواء في البنك المركزي أم في جيب أحد المتنفذين ....

موظف يمشي على قدميه في الأسواق لأنه لا يملك ثمن المواصلات العامه ، يشتم رائحة الطعام والكنافه وغيرها ويرى أدوات المدرسيه والألعاب تفترش أرصفة الطرقات ، يرى أطفال يشترون وأهالي لا يبالون ، يعصف بذاكرته أطفاله برسمةِ وجبة الشاورما والعَجلِة تحوم سطور دفتره مع أُخته التي تشتري شعر البنات من أمام الحديقه ، يَعمِي بَصره ويفقد حاسة شَمِه ، ويُخرِج يده من جيبه المثقوبه ويمشي بهمه عاليه وخطوات سريعه لكي لا يرى ما يحتاج أطفاله وزوجته ، ويقول الحمدلله ويمضي ، يصدف رجل يبيع أوراق اليانصيب ويسمع نِدائه العالي بالجائزة الأولى ، فيعصف ذهنه وهو يحمل -ما تبقى لديه - الخمس دنانير ويتخيل بيت صغير وسياره صغيره ومدارس نظيفه وحياه أفضل ، فيشتري ورقه تدخله إلى جنه من جنات الدنيا ، فتمر الأيام وتدق ساعة أخبار الثامنه ، ويدور عجل الحظ بجوار المذيعه المتأهبه لإعلان الجائزه ، ويربح رقمه ، فيتعالى صراخهم ويسرحون بخيالهم ويعيشونها ، ويتذكر حينما هدئ ، هذا المال أعرف أنه حرام ولكن ما أعمل ، فيحمل إثمه ويفرح به عائلته ، ليعش في تأنيب الضمير إلى أن يموت ......

مؤدبة إفطار رمضان ، والجميع يتناول طعامه وهو يجلس سيجارته بيده وبالأخرى سماعة الهاتف ليحاول الإتصال عبثاً في برنامج رمضان معنا أحلى ، يخالجه بصيص أمل في فوز تلك السياره المغلفه بأوراق الهدايا ، ليبيعها ويسدد قرض البنك ، وأقساط أبنائِه في الجامعات -الذي يفترض بأنها حق لكل مواطن بأن يدرس فيها مجاناً لا لينفق عليها - ليترك وظيفته ذو الدخل المتدني ويستثمر محل خضار في زقاق حارته ، فينفق جل راتبه عالإتصال ، ليربح السياره ، وتأتيه جلطه مؤقته وعيد ثالث في بيته ، مشاكله انحلت عقدتها ، وعائلته باتت بمأمن ، سكنت جوارحه وهدئة نفسه ، وذكّره ضميره بأن هذه السياره ليس حق له ولم يتعب بثمنها وينالها من الحلال بشيئ ، ويعش كدر التفكير بحلال أم حرام..

يخرج الأب بمقابله تلفزونيه ويقول ابنتي ذهبت لهدف وحققته ، ولن تشترك بعدها مع شركات غنائيه ولا بحفلات صاخبه ، وهدفها ليس تحقيق حلم يُراودها يقظةً أثناء مرور أصابعها على أزرار البيانو مترنمةً بأصواته ، ومُدرّسة الموسيقى بجوارها تهمس بأذنها ( دو ري مي فا سو ) من مقطوعه اوبراليه أم من الفن الكلاسيك ، حُلمها ليس تحقق هوايتها المميزة بين أقرانها لتصبح من الفنانات الصاخبات ، حلمها لم يظهر بنشاط مدرسي في يوم الأنشطه بالمدارس الفخمه ، حُلمها لم يولد بعزيمة أنها ملّت من سيارتها ونمط عملها وحياتها المترَفه ، وتريد طريق الشهره لتغيير روتين حياتها ، قالها والدها بصريح العباره ، هدفها الجائزة الماديه لتنتشلنا من الفقر ولن تشترك بعدها بأي من الإغرائات الفنيه ، لم تختلف الطريقه فهذه بغناء ، وتلك بورقة يانصيب ، والآخر بحقيبة أموال ممنوعه ، كلها طرق والنتيجه واحده ( ضمير يخالجه حلال أم حرام وماذا نصنع بصعوبة العيش وطلباتها ) ، عتبي عليك يا بلد يا من جاع فيه أنا وغيري ، يا من سرقَ الأغنياء فيه حصص عيشنا ، عتبي عليك يا بلد ، يا من ننتظر ورقة يانصيب وجائزة من أحد البنوك وبرامج وطن أحلا ، لنعيش بكرامه ، عتبي عليك يا بلد

المتشردقين بأقوال الكذب والفتاوى الشخصيه من أفراد الشعب ، الذين يهاجمون شراره وغيرها ، ألم تدعموا كرزون وتصوتوا لها وأصبحت سوبر ستار ولم نرى هذه الهاله الإعلاميه ، ألم نجد صور عساف وغيره امتلئت شوارعنا ، ودعمتموهم ، فأيها الشعب المنافق ، اتركوا كل شخص لنفسه فهو يمثل نفسه ولا يمثل غيره ، واكتفوا بالصمت فإنه خير للكل وأستر ، واستعدوا لحفلات المئه وأربعة عشر في يوم رأس السنه الجديده في معظم مناطق المملكه تضم معظم الفنانين المشهورين ، فطوبى لكم عامكم هذا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات