الحاجة الى نظام جودة للتعليم العالي أصبحت حاجة ملحة قبل الانهيار الاكاديمي


لا شك ان الأردن يتمتمع باعلى مستوى من التعليم في المنطقة وحظي بسمعة لا غبار عليها في الآونة الأخيرة من تخريج طلبة من الجامعات ساهمت في دفع التطور الاقتصادي والتكنولوجي ومتابعة التطور العلمي على المستوى العالمي ، لكن ما نشهده اليوم من تراجع خطير في مستوى التعليم العالي وجودة الطالبة الخريجين في الوقت الحالي يجعل كثير من الاكاديمين يستشعرون الخطر القادم على الأجيال التي سيتم رفدها للسوق المحلي ومستواها الاكاديمي المتدني بغياب الرقابة الفعلية الذي لا نسمو اليه في العملية التعليمية والمفاهيم المتطورة في التقدم السريع للتكنولوجيا ووسائل الاتصال ولعل ما نراه اليوم من تراجع واضح للمستوى الاكاديمي للطلبة الخريجين من الجامعات ما هو الا ضعف لدى الهيئة التدريسية أولا وأخيرا لانهم هم الخط الأول بين الطالب والعملية التدريسية ، لا بد من قرع ناقوس الخطر للحالة التي وصلت اليه العملية التعليمية في الجامعات ، ولا شك ان إدارة الجامعات الحالية تلعب دورا في المساهمة في التدهور الاكاديمي للطلبة .

دعنا نضع النقاط على الحروف ونشخص المشكلة الحقيقية للتدهور الاكاديمي الحاصل في الجامعات ولعل النصيب الأكبر في العملية الاكاديمية يقع على كاهلة الأكبر على الجامعات الرسمية فبالامس صدمنا كوسط اكاديمي بنتائج الامتحان التنافسي لديوان الخدمة المدنية وبنسبة الرسوب الـ 30% من المتقدمين للامتحان التنافسي لاوائل الخريجين أي نخبة النخبة من الطلبة؟؟؟؟ قد اخفقوا في النجاح في هذا الامتحان وهنا نسال اذا كان هذا مستوى الأوائل في الجامعات فما بال السواد االاعظم من الطلبة ؟ ما هو مستواهم العلمي وما هو المقياس الذي نتبعه لنعرف ان الطلبة الذين امضوا على الأقل اربع سنوات من العمل المتواصل لنهل المعرفة من مؤسسات علمية تعبتر من اعلى الصروح على المستوى المعرفي، لكن ما نراه في الواقع عكس ما نتوقعه .

ان الواقع العملي للصروح الاكاديمية التي نراها منارات للعلم أصبحت صروح للظلام لا للنور ، عندما نرى االاخفاق الذي وصل اليه الطلبة على جميع االاصعدة ، فقد أصبحت الجامعات ان يتقدم الطالب الى الجامعة ودفع الرسوم المالية وعد الساعات الاكاديمية واجتيازها هم الاطالب الأكبر وهم الجامعة الأكبر تحصيل الأموال ومنح شهادة بكالوريوس للطالب ، زلا يهمنا ما انجز في تخصصه وهل حصل الطالب على الكفايات التي تخوله بالحصول على الشهادة التي هي بالاحرة رخصة على قدرة الطالب للانخراط في المجال المعرفي قبل ان تكون شهادة ووسيلة للعمل .

ان الجامعات قبل ان تكون صروح للعلم هي أيضا صروح لصقل شخصية الطالب وتغيير طريقة تفكيره من الفكر المدرسي والتلقين والحفظ الى طريقة جديدة للتفكير والابداع والنشاط اللامنهجي والانخراط في الاعمال التطوعية وخدمة المجتمع والثاتير به من ناحية فكرية وثقافية وتوجيه الطالب نحو القراءة والمطالعة الذاتية والاطلاع على اكبر قدر من كتب المعرفة التي تهم تخصصه وكذلك تهتم بما يدور حوله من تغيرات اقتصادية وسياسية وبعض الأحيان محورية سوف تؤثر على مستقبله الوظيفي وهو لا يعلم فلا غرو ان نرى كثير من الطالبة في التخصصات العلمية ينخرطون في مجالات خطيرة جدا بعيدة كل البعد عن النهج الذي نريده للطالب من النهل من المعرفة لغياب التوجيه في الاطلاع على كتب المعرفة المفيدة واشغال الطالب في القراءة ، حين نرى غالبية الطلاب في الجامعات يترامون على على جواب الأرصفة وفي الممرات ليس لهم شغل الا شرب الشاي والقهوة والتدخين وتبادل اطراف الحديث والى اخره من الأمور التي يعرفها الجميع ، وهم كثر ومن النادر جدا ان ترى مجموعة من الطلبة من يقرا كتاب او منشغل بحل مسالة او مناقشة مشروع مع مجموعة من الطلبة ولا تستشعر انك في حرم جامعي فهي اشبه بمقهى كبير جدا جدا لقضاء الوقت والترفيه .

دعنا نضع يدنا على الجرح المفروض ان الطالب في الصرح الجامعي ان ينضج فكريا وعقليا ومعرفيا لكن هذا مخالف للحقيقة لان الجامعات أصبحت شبه خالية من الكفاءات العلمية التي نطمح اليها ، فبعض مستوى المدرسين ادنى من الطلبة ، والسبب بذلك انه عندما تسيطر علينا وفي صروح العلم روح المجاملة والمحاباة وتفضيل وتعيين الكفاءات المتدنية في التعليم سوف نخرج أجيال كما نراها اليوم ، وعندما يتم تعيين أعضاء هيئة تدريس ممن لا يعرفون كيف يخط سطيرين في اللغة العربية بدون أخطاء املائية او عندما يقف مدرس امام طلبته وهو لا يعلم كيف يسطر اربع كلمات في تخصصه باللغة الإنجليزية ويخطا بها عشر مرات وطلابه يصححون اخطاؤه على المدرس ان يقدم استقالته ويبحث عن وظيفة اخرة لا ارغب قولها هنا احتراما للقراء الافاضل ، وعندما يقف المدرس امام طلابه وهو لا يفقه في تخصصه ويطرب الطلبة ببطولاته وصولاته وجولاته وصولاته التي لا داعي لها ولا تهم الطالب ، بالمقابل لا نجد له أي انجاز في المجال العلمي او البحث العلمي نقف مكتوفي الايدي ونقول ما بدنا نقطع رزقه ، لكن لا نقول ولا نسال انفسنا أمثال هولاء كم سيسهمون في تدمير المجتمع بتخريج أجيال خالية من العلم ليس لدينا الجرأة لمحاسبة المخطأ.

كلنا نعرف ونعلم ان الجامعات تتغنى وتفتخر بتعيين نواب للرئيس تحت مسمى "نائب رئيس لضمان الجودة" لكن لا نسال ماذا قدم مثل هولاء من جودة في التعليم وجودة في تخريج طلبة على مستوى من المعرفة وبحكم تخصصي في نظام الايزو والجودة أي نظام من هذه الأنظمة يوجد به بند الرقابة او ما يعرف ب (and Assurance Auditing) الم نكلف انفسنا كاعضاء هيئة تدريس ونسال أصحاب ضمان الجودة اين التقارير الفنية للرقابة ؟ اين نتائج الإخفاقات ؟ اين نتائج التصحيح والتطوير المستمر؟ وهل تم عقد اجتماعات دورية مع رئاسة الجامعة لمناقشة الأهداف والسياسات المتعلقة بضمان الجودة مع من هم اعلى منكم ؟ وهل تم اطلاع الطلبة والمجتمع المحلي على النجاحات والاخفاقات في سياسة الجودة التي تصبون اليها من مبدا التواصل (communication)؟ ام هي فقط مناصب للتنفيعات والمحسوبية والجهوية توزع كعطايا ومكافات مقابل الصمت على الأخطاء؟؟ لو كان فعلا لدينا مثل هذه الرقابة لا داعي لاشغال مجلس التعليم العالي بتقييم رؤساء الجامعات وانجازاتهم فقد تقرير سنوي من المدقق الداخلي لضابط الارتباط للجودة وعلى مدى اربع سنوات كافية للحكم على إنجازات الرؤساء ؟ هل يكفي مجلس التعليم العالي ان يحيط علما بانجازات صورية واخبار فلكية عن الإنجازات الجامعية التي اغرقت اعلامنا صباحا مساءا بالمقابل لم لا نرى او نسمع يوما إنجازا يسجل لجامعاتا باكتشاف علمي جديد او بحث علمي قام به فريق علمي من المدرسين اوالطلبة او الحصول على جوائز علمية مرموقة لحل مشكلة عملية او علمية على مستوى الوطن الحبيب او فوز الطلبة وحصدهم الجوائز العلمية على المستوى العالمي ولا عدد الابحاث العلمية التي ساهم بها أعضاء الهيئة التدريسية ولا عدد المنشورات العلمية التي ساهم بها المدرسون خلال سنواتهم الاكاديمية ولا معامل الثاتير للجامعة وهنا بيت القصيد ان الجامعات التي لا تحصد أي من هذه المنجزات يعني ان رئاستها كانت غير موفقة خلال المدة الممنوحة لهم فهم ليسوا على الكفاءة التي نطمح لها ويجب مراقباتهم واخضاعهم الى فحص تقييمي تحت هذه الإنجازات ، فالانجازات لا تقاس بعدد الطلبة ولا بحجم التوفير المالي ولا انشاء الكليات لتخرج لنا طلبة أمثال ما ذكر سابقا.

حين لا يكون هنلك رقيب من أصحاب ضمان الجودة على مدرسي الجامعات وما يدرسونه للطلبة وهل فعلا انجزوا الخطة التي قدموها للطلبة بداية الفصل الدارسي وهل فعلا قاموا باعطاء كافة المحاضرات للطلبة ولم يتغييبوا عنها وهل فعلا الطلبة اكتسبو المجال المعرفي من هذه المادة التي قاموا بتدريسيها وهل فعلا عندما يقضي المدرس ساعة اكاديمية مع الطلبة مغلقا على نفسة قاعة المحاضرة ولا نعلم ماذ يدرس للطلبة وهل قام فعلا بتدريس الطلاب وهل الرسائل الجامعية التي اشرف عليها فعلا قام بمتابعة الطلبة وهل وهل وهل كل هذه الأسئلة كلنا نعرفها بالوسط الاكاديمي وكلنبا يعرف ان هنالك أساتذة يقومون بل يتفانون ويخلصون بالعطاء بل تفننون باساليب العطاء للطلبة وبالمقابل هنالك مدرسين لا يكثرتون بالتدريس ويغطوا على فشلهم بالاغداق على الطلبة بالعلامات لاسكات الافواه من النقد وكشف فشلهم مما عكس الحقيقة وقلب الموازين اصبح من يدرس ويتعب ويعطي الطالب علامته الحقيقة أستاذ نكد ....لا تاخذوا معاه ....يغلب بالعلامات اما اللاخر الذي لا يعطي شي سهل ما بعطي مادة قليلة وبعطي علامات وما بحضر كثير بغيب عن الماحضرات وبدمج المحاضرات في يوم واحد مريحنا ... خذوا معاه هذا ما يدور بين أوساط الطلبة ونحن على علم بذلك .....وبالتالي الحصول على علامات عالية وخريجين بمعدلات عالية لكن لا يفقهون من العلم شيئا ومثل هولاء من يخفقون في الامتحانات التنافسية . وهنا لعب الطالب والمدرس في حرمان كثير من الطلبة المبدعين من الحصول على فرص العمل ووضعهم في زاوية (الأغلبية المظلومة ).
 
لماذا لا نكون على قدر من المسؤلية والشجاعة ونصحح العملية الاكاديمية بان يعين من هم على كفاءة فقط ، ونقف ضد من يتم اسقاطه على الاقسام الاكاديمية بدون حسيب ورقيب ! لماذا لا تقوم دوائر ضمان الجودة في الجامعات التي لا أرى أي انجاز لها بعملية تقييم لكافة العملية الاكاديمية من مدرس وطالب ومؤسسة وتوفير الجو العلمي المريح للطلبة ولماذا لا تقوم مثل هذه الدوائر برفع تقريريهاالسنوي التقييمي لاداء الجامعة ليس لرئيس الجامعة الذين سيحابونه لانه ولي نعمتهم الى وزير لتعليم العالي مباشرة لا بل الى مجلس النواب كجهة رقابية تماما مثل ديوان المحاسبة يقدمون تقريرهم الى لجنة التعليم والتربية في المجلس ويتم مناقشة الرؤساء على اداؤهم ويحاسبون عليه ؟ لماذا لا نطالب بوضع نظام جدبد على نهج ديوان المحاسبة ديوان الرقابة التعليمية لرفع جودة التعليم كجهة رقابية محايدة على قدر من النزاهة والشفافية يرئسها ويديرها أساتذة اجلاء لهم باع في الخبرة والمعرفة الاكاديمية والجودة والحمد لله في وطننا الحبيب يوجد أمثال هولاء المخلصين الذين لا يهمم الا العملية الاكاديمية ونجاحها اما ان الأوان لاصلاح التعليم ومراقبة العملية الاكاديمية قبل ان تنهار فعلا لانها الان على حافة الانهيار ودعونا من اشغالنا في دراسة تقيم أداء رؤساء الجامعات والتركيز على إيجاد إنجازات كلها لا تخدم العملية الاكاديمية ولا حتى جودتها وكلنا عايشنا الأوقات التي تم صرفها سابقا عندما اخذت عملية تقييم الرؤساء اكثر من شهر بين اخذ وجذب والمحصلة لم يتم ادراج الإنجاز الحقيقي للجامعات في تخريج طلبة على مستوى من العلم وكم تم تعيين أعضاء هيئة تدريس على كفاءة لا على مبدا الجهوية والمحسوبيات لدرجة ان أعضاء هيئة تدريس يعينون لانهم اشقاء او أقرباء الرئيس دون الاكثرات للكفاءات عندما نرى هذا في الجامعات نحصد طلبة مثل الذين اخفقوا من أوائل الجامعات في الامتحان التنافسي. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات