فقدان التوازن


المكونات بسيطة جداً ؛ طاولة وكرسي وعلم يثنى جزءا منه كي يظهر الشعار وخلفية ثابته سواء قطعة قماش كي تخفي جغرافيا المكان أو إمتلاك الجراءة وتكون الخلفية نافذة فتحت ستائرها ، وكاميرا تقف على حامل وإن لم تتوفر يكون البديل كاميرة هاتف ذكي ، ويوضع على الطاولة مايكرفون بوجود شعار عليه أو لايوجد ، وأخيرا جهاز لابت توب مفتوح الشاشة ، وإذا كان هناك قوة نفسية عالية يكون الى جوار المتحدث اعداد من الرجال يرتدون اللباس العسكري المجهول الهوية والرمز ، وأهم شيء وجود إشتراك أنترنت كي يتم بث الرسالة .

بهذه الأدوات تمكن الكثيرين من صنع مناطقهم العسكرية التي لاتشبه الدولة ولاحتى الحارة التي تقع في زاوية منطقة في مدينة عربية ، والنتيجة مئات الفصائل التي تقاتل بعضها البعض بهدف أو بدون هدف لأن الهدف الرئيس لديهم هو تمثيل قوة ما تقع خارج حدود أوطانهم كي يقتاتون على فتات موائدها الحربية ويصبحوا بين ليلة وضحاها قادة عسكريين يحلمون بقلب الموازين لصالح داعميهم كي تزداد دفعات المال القذر للسياسة العربية والخليجية منها بالذات التي أوجدت هذه الطاولة والكرسي والعلم كي تكون باب للبقاء على سدة حكم شعوبها .

من لايذكر بداية الثورة السورية وبقية الثورات العربية في منتصف العقد الثاني من القرن الحالي ، وكيف أصبحنا ننام ونصحو على لقطات لتلك الكراسي والطاولات والأعلام والرجال انصاف العسكر ، وهم يصرخون ويرفعون اصابعهم بالتهديد لكل من يقف ضدهم ومن يفكر بأن يكفرهم أو يضعهم خارج مفهوم الوطنية والقومية والعقائدية ، واليوم هناك قائمة وضعت كي تحدد من من تلك الطاولات والكراسي والأعلام أرهابا أو ليس أرهابا .

والى ان يتم الاتفاق على قائمة الإرهاب تلك ستبقى تلك الكراسي والطاولات والأعلام تراوح مكانها في ذاكرتنا العربية القصيرة العمر، وبعدد تلك الطاولات سوف تكون أعداد المناطق المقسمة من جغرافيا الوطن سياسيا وعقائديا ومنافعيا وبقية مصطلحات التقسيم التي يعشقها العرب من باب اسطورة نظرية الموأمرة التي تعطيهم شيء من التوازن الفكري والجسدي لفشلهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات