حمّال الشناتي


سابقاً وفي أيام المدارس وبالمرحلة الإعدادية وحتى بالابتدائية كان إذا ما حدث خلاف أو مشكلة بين أحد الطلاب مع الآخر من نفس الصف ، (إما على مسح اللوح وإحضار مساحة من صف آخر أو على وقوف عريف للصف أو على زعامة الصف ومشيخته)، وبعد أن يتم تبادل النظرات الغاضبة والتهديد والوعيد بفترة الاستراحة بين الحصص ليخرجوا باتفاق على التلاقي في نهاية الدوام (الترويحه) لإجراء الصراع والهوشه بين الطرفين ، ويبقى وضع الصف في توتر واضطراب بانتظار موعد اللقاء في الرواح، بعدها يقوموا بتحديد مكان ووقت الهوشه ....فيلتقوا ،،،ويتصارعوا ،،،ويتقاتلوا ،،ويتشاتموا ،،وغالباً ما ينتهي هذا اللقاء بخسارة الطرفين بعد أن يخرج احد أساتذة المدرسة أو احد أصحاب المحال المجاورة فيضرب الطرفين ويشتمهم ويطردهم على بيوتهم ، وبالعادة يكون هناك احد الطلاب المرافقين للأطراف المتنازعة والمتصارعة ، يكون عمل هذا الطالب هو حمل شناتي المتصارعين وحفظ أغراضهم ...لكن لو رجعنا وعدنا إلى سبب الخلاف بين الطالبين لوجدنا أن حمّال الشناتي هو من أشعل فتيل الصراع بينهما ، من خلال دس الفتن ونقل الكلام وتضخيم الأمور.

فلو نظرنا اليوم إلى الساحة السياسة ، وعلى الأوضاع الهمجية والإجرامية التي ترتكب بحق الأبرياء على الأراضي العربية والإسلامية ، لوجدنا أن هناك دول كثيرة تلعب دور حمّال الشناتي كأمريكا وروسيا وإيران والكيان الصهيوني....،ولا تكتفي هذه الدول بحمل الشناتي فحسب بل يزودوا الأطراف المتصارعة بالسلاح والعدة والعتاد ، ويشاركوا في القتل والدمار بحجة محاربة التطرف و الإرهاب.

فمتى سيعود المتصارعون إلى رشدهم ، ويستخدموا عقولهم ، ويكتشفوا اللاعيب حمّال الشناتي؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات