الإستقامه كانت خط ترسمه جدتي بالهواء وهي تروي لنا جمله من النصائح بعد ذكرها للمثل الشعبي (إمشي عدل يحتار عدوك فيك ) .

كبرنا وأدركنا بأن الإستقامه ألين مما علمتنا وأهون مما أخبرتنا فهناك استقامه منحنيه وهناك أستقامه صاعده وأخرى هابطه وثالثه متقاطعه مع كل شيء ولاشيء بذات الوقت .

أصبحنا نعلم أن الحياه جملة خطوط وخيوط مره تصلنا بما نريد ومره أخرى تقطعنا إلى أشلاء يصعب جمع شتاتها إلإ بحل شيفرة خيوط وخطوط جديده ألقتها الايام أمامنا وهي ملتفه على بعضها البعض وكأنها لغز أو كرة صوف متشابكة الاطراف معقدة القلب .

كبرنا يا جدتي وعلمنا أن الاستقامه مبدأ قابل للتحوير والتبديل بحكم الضروره والحاجه ، كبرنا عزيزتي لنعلم بأن العدو لن يعدم حيله ولن تفتر همته لمجرد تتبعه لخطوات مرسومه على مسطرة الاستقامه المدعاه حكما أو فعلا _فالحال له سيان .

خط مستقيم بظل عالم معوج بتضاريسه وإمكانياته ومفاهيمه وناسه فقد ارهقني درسك الذي لا حيلة لي بتجاهله أو تبديله بقناعه جديده بعيده عما قلت سالفا . 

من الآن وصاعدا سأحرص على أن لا أنقل تجربه أو عبره لأحد فلكل منا حياته التي تلزمه بصناعة تجربته وصياغة خطوطه كما يشاء له المكان والزمان والإنسان بعيدا عن فكرة النقل التي تعطل العقل وترهق القلب الذي يتعلق بمن حاول أن يقفز بنا لمكان أقل وعوره وأكثر أمان ، شكرا جدتي شكرا لخطك المستقيم الذي كبل خطوتي .