موظفي السفارات والقنصليات بين المزاجية وسوء التصرف


أبعث لكم هذه المقالة أو لعلها شكوى وعتاب ممزوج بالإستياء الناجم عن الغيرة على الوطن.
فقد ساقني قدري إلى مراجعة قنصلية المملكة الأردنية الهاشمية في جدة، وذلك لتجديد جواز سفري المنتهية مدة صلاحيته.

وقد كنت في غاية اللهفة لدخولي مبنى الملحقية لشعوري بأنني موجود ضمن قطعة من وطني الذي أفتخر به، ولكن ما أن قابلت موظف إستلام الطلبات الذي كان متجهماً يتكلم بفوقية مقيتة وكأنه يملك مفاتيح الحياة بيديه، حتى إنقلب الشوق حنقاً، وأسفاً مريراً. فقد بدء ذلك الموظف بطلباته الممزوجة بالعراقيل الوهمية، محاولاً أعادتي في اليوم التالي بحجج واهية ومنها ضيق الوقت علماً أن الساعة كانت وقتها الحادية عشر،وبعد إصراري، تم إستلام طلبي وإعلامي بأنه سيتم أرسال رسالة على رقم جوالي لإستكمال المعاملة.

بعد حوالي أسبوعين، تم اعلامي برسالة أن علي المراجعة، وقمت بمغادرة دوامي في مكة متوجهاً لجدة، حيث أزمات السير الخانقة كما هو معروف، ووصلت الساعة الحادية عشرة ونصف، وراجعت ذات الموظف الذي لم يتنازل بالجواب عندما سألته عن معاملتي بل أشار لي بطرف أصبعه للإتجاه نحو زميله الذي لم يكن موجودا لحظتها، وبعد انتظار قصير قدم الموظف، وكان أيضاً متجهماً عابساً وكأنه قد فقد بقية عائلته، فسألته عن معاملتي، فنظر إلي بربع عين قائلاً (روح جيب كل الأوراق وهي دفتر العائلة وصور شخصية وطلب تجديد وصور هوية احوال مدنية و و و ..... وتعال بكرة لأنه انت جاي متأخر والدوام خلص)، عندها سألته أليس الدوام للساعة ثلاثة فأجاب نعم ولكن ليس لإستلام طلبات؟؟ ثم أتم حديثه( جيب أوراقك وتعال بكرة بكير) وعندما أخبرته أنه من الصعب أخذ أجازه حيث أن طبيعة عملي لا تسمح بذلك، سالني ( ليش شو يعني حضرتك بتشتغل، للدرجه هاي مهم؟) عندها أجبته نعم مهم وأنا مهندس ولن يسمح لي صاحب العمل بالمغادرة، فأجابني الموظف ( مش مشكلتي) وبعد نقاش معه قال (ماشي بنقبل طلبك المره هاي بس ما تعيدها) وحينها قمت بتعبئة الطلب وأعدته للموظف فقال أين بقية الأوراق فأجبته أنني سلمتها لكم المرة الماضية فقال (المرة الماضي راحت بالبريد لعمان روح جيب غيرها)، وحاولت لملمة ما استطعت من أوراق وصورتها باستثناء دفتر العائلة، وعدت مسرعاً للموظف فرفض أستلام طلبي إلا باحضار صورة دفتر العائلة، فأخبرته أنني هنا في السعودية ودفتر العائلة في الأردن وأنا أريد تجديد جواز سفري وكل المعلومات لديكم وقد قمت بتسليم النسخة الوحيدة من دفتر العائلة والتي كانت معي إليكم، ولم تخبروني أنكم ستطلبون نفس الأوراق مرة أخرى، وإلا لكنت عملت منها الف نسخة. كل هذا دون جدوى، مما إضطرني للإتصال بشقيقي الذي صعد الأمر عن طريق أصدقائه ليصل لأصحاب العلاقة الذين قاموا بالتوسط لإنهاء معاملتي.

كل هذا لا يذكر، مع ما رأيته من تعامل سيء لهؤلاء الموظفين مع المراجعين للقنصلية من مختلف الجنسيات، والإستعلائية والفوقية والعنجهية المبنية على مظاهر زائفة نحن نعرفها جيداً كأبناء البلد، وللأسف هؤلاء هم من يمثلنا في الخارج، فهل من رقيب وحسيب ؟؟ قبل أن تتشوه صورة البلد أكثر مما هو حاصل، فيحرق هؤلاء الموظفون الجهلة الأخضر واليابس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات