تركيا،،،!


- طالما قلنا إن الدول بصورة عامة والكبرى منها بشكل خاص ، هي مصالح وليست جمعيات خيرية ، ولئنه لا توجد ثوابت محنطة في القاموس السياسي ، وتحديداعندما تكون المصالح ذات أبعاد إستراتيجية ، وهو ما يعني أن لا صداقات دائمة وإنما هنالك مصالح دائمة . في هذا السياق نرى هذه المصالح سرعان ما يجري البحث عنها بدون الإلتفات للأخلاقيات والعواطف ، وما يبدو اليوم من علاقات حميمية بين هذه الدولة وتلك أو هذا الجفاء أو العداء ، سرعان ما ينقلب 180 درجة وذلك حسب مقتضيات المصالح ومتغيراتها ، وبالمختصر المفيد فإن كل دولة في العالم ، مهما صغُرت أو كبُرت فهي تعتقد أن من حقها أن تحاول تقريب النار نحو قُرصها ، وذلك في سعي محموم لتحقيق المصالح والمكاسب ، ولو على حساب أفقر دولة في الكرة الأرضية ، وبمعنى آخر لا مكان للإنسانية في تأمين المصالح .

- تركيا وأل 180 درجة،،،!!!

- حتى الأمس القريب هلكنا كثيرون من العرب والمسلمين ، بكيل المديح والأهازيج والتغني بأمير المؤمنين رجب طيب أردوغان ، حتى أن البعض ساوره الظن بأن هذا الأردوغان واحد من أكثر قادة العالم ، الذين يؤمنون بالحق الفلسطيني ويدافعون عنه ، وربما نحن وآخرون كنا في وقت ما نرى أردوغان بصورة مُشعة ، خاصة حين وجه الصفعة لشمعون بيريز ولعمرو موسى في دافوس ، وما حظي به أردوغان آنذاك من التهليل والتكبير ، ليأتي اليوم و وينقلب 180 درجة ، ومن ثم يُعيد تعزيز العلاقات التركية اليهودية مجددا ، ويدير قفاه لغزة وأهلها ومتجاهلا أن النتن ياهو ، ما يزال يدفع بقطعان يهود لتدنيس ومحاولة تهويد الحرم القدسي الشريف ، ناهيك عن العنعنات اليهودية المستمرة لهدم المسجد الأقصى المبارك ، وعن الإستيطان حدث ولا حرج،،،!!! ، وكل ذلك في الوقت الذي يعلم فيه أردوغان وبصفته أحد أبرز قادة جماعة الإخوان المتأسلمين ، وحيث أن مكتب الإرشاد العالمي لجماعة الإخوان المتأسلمين في تركيا ، يعلم هذا الأردوغان مدى الحقد اليهودي على دين محمد صل الله عليه وسلم ، كما يعلم أن اليهودية العالمية هي من إخترع وصنع القوى الظلامية ، الإرهابية وفي مقدمتها داعش ، وكل ذلك لتشويه صورة الإسلام السمح ، الوسطي ، الرحيم والمعتدل .
- على ضوء ما سبق يتضح لنا أن تركيا الأردوغانية ، التي تسعى لإتفاق مع يهود في سويسرا ، هي ذاتها تركيا التي تدعم داعش كمصلحة إستراتيجية مزدوجة ، إن من حيث تجارة النفط والغاز أو من حيث القضاء على الأكراد في تركيا وما حولها ، وناهيك عن قوة الروابط بين الإخوان المتأسلمين الذين طالما يحجون لتركيا ، فإن هؤلاء "الإخوان" يتجاهلون ما بين تركيا وما بين أمريكا ، حلف النيتو واليهود هي أقوى وأمتن من تلك الأكاذيب ، التي طالما كان يتشدق بها ذاك الأردوغان ، في وعوده لدعم الأهل في غزة وجماعة حماس ، التي يجب عليها الآن وبعد الإنحناء الأردوغاني ، أن تعلن موقفا فلسطينيا ، تستنكر فيه هذا الموقف التركي المبتذل ، وأن تتبرأ من جماعة الإخوان المتأسلمين الذين يقدمون الولاء والطاعة للمرشد العام ، وأن يعود ولاؤهم "حماس" وطاعتهم بعد الله عز وجل لفلسطين فحسب ، فلسطين التي هي أحوج ما تكون الآن لكل رجل ، إمرأة ، شيخ وطفل في مواجهة يهود في القدس وكل فلسطين ، بدلا من التمسك بذيول الخنازير،،،!!!

- إن موقف هذا الأردوغان كأحد أهم قادة الإخوان المتأسلمين ، يعيد لذاكرتنا رسالة الغرام والهيام التي دفع بها الشيخ محمد مرسي إلى العزيز شمعون بيريز ، في واقعة تبادل السفراء بين مصر واليهود ، وهو ما يؤكد مجددا براغماتية جماعة الإخوان المتأسلمين حيث كانوا ، وهو الأمر الذي علينا أن نتحوط تجاهه ، إن في الأردن أو في فلسطين تحديدا ، لأن الشعبين التوأمين الفلسطيني والأردني ، هما المعني رقم واحد بمجريات الهبة المباركة التي تشهدها فلسطين ، والتي تحتاج لكل أشكال الدعم المادي والمعنوي ، الذي من شأنه تطوير نضال شعب فلسطين ، ليستحيل إنتفاضة عرمرمية ، لن تتوقف بغير قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، عاصمتها الشرقية ، وعلى التراب الوطني الفلسطيني كما كان عشية الرابع من حزيران 1967 ، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم ، بلداتهم ، قراهم ، خرباتهم ومزارعهم التي هُجّروا منها عام 1948 .

- في الموروث الشعبي،،،ما حك جلدك غير ظفرك،،،وهنا يتوقف بنا الزمن عند الوضع الفلسطيني ، الذي هو في واقع الحال وعلى أقل تقدير من وجهة نظرنا كأردنيين وفلسطينيين ، هذا الحال الذي هو البداية وهو النهاية التي تختزل كل ما يشهده العالم بصورة عامة والشرق الأوسط خاصة ، من صراعات وحروب دامية أشعلتها اليهودية العالمية ، التي إخترعت وجهزت هذه القوى الظلامية الإرهابية والتي في طليعتها داعش ، ولأننا كأردنيين وفلسطينيين الذين نعيش الحدث الفلسطيني بقلوبنا ، عقولنا ، ضمائرنا ، في صحونا ونومنا قد أسقطنا من حساباتنا الغالبية من الدول والحُكام المتأسلمين من عرب وعجم ، وعلى رأسهم الآن هذا الأردوغان ، فإننا ندعو الشرفاء الذين يؤمنون بالحق والعدل أن يصطفوا مع الأهل في فلسطين ، في معركة المصير التي يخوضها الشعب الفلسطيني العظيم في الضفة الغربية وقطاع غزة ، دفاعا عن شرف الأمة العربية الإسلامية،،،فهل من مُجيب،،،؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات