أفاعي في طريق الرفاعي


اما وقد لبى جلالة الملك حفظه الله وكما توقعنا وغيرنا, رغبة ابناء شعبه في حل مجلس النواب, لاسباب عديده تتقدمها رداءة الاداء الرقابي والتشريعي لاعضاء هذا المجلس ,تبع ذلك خطوة اخرى في مسيرة التقدم والتي ليس لها نفس سبب الخطوة الاولى, وانما هي ضرورات تتطلبها المرحلة بتغير الطاقم الحكومي ,فدولة نادر الذهبي, اعطى وقدم لبلده من وقته وجهده ما يشكر عليه , وان أوخذ على حكومته عدم الانسجام والتنسيق بين افراد الطاقم الوزاري , وهذا خلل يجعل فيما بعد الشق يتسع على الراتق,فكان المطروح لهذا الاشكال كحل, هو اما تضييق الشق او تغيير الراتق, فكان الحل الثاني , فجاءت الارادة الملكية الساميه, بتكليف دولة سمير الرفاعي لقيادة الجهاز الحكومي, وبكتاب تكليف وضعت فيه وفصلت كل المحاور والمفاصل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للدولة الاردنيه, والتي يجب ان يوقع الوزراء على ميثاق شرف لمجابهتها وبحزم, ومعالجة مواطن الخلل والتقصير فيها ,ميثاق شرف يذكرالوزراء دائما بانهم مسوؤلؤن وباقصى طاقاتهم وصلاحياتهم عن مسيرة تقدم هذا البلد, وانهم لا بد لهم من التنصل والتحرر من الذاتيه المقيته التي تلازم مرضى النفوس من غيرهم .
الآن بدأت الرحلة فلا بد من اعداد كل مايلزم من برامج ولجان وخطط طويله وقصيرة المدى, ومن ثم الاهم, وهو المباشره بالتنفيذ وبسرعة, فالاردن من اكثر دول العالم نشاطا بعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل, ولا يمر يوم الا وتسمع مؤتمر كذا وندوة كذا...الخ, ولكن التوصيات وما ينبثق عن هذه الاجتماعات والمؤتمرات تذهب الى الادراج والخزائن, وكأنك وكما يقول المثل, ( يا بوزيد ما غزيت ) ولا نريد هنا ان نعلل ما هي الاسباب, فندخل في متاهات تطيل على القارئ هذا الايجاز,فما نقوله للحكومة الجديده هو نص لآيه قرآنية تقول, (فاذا عزمت فتوكل على الله) صدق الله العظيم.

وقبل العزم والاعداد يجب ان نعرف ونحدد المشاكل, (الافاعي ), وتحدد الحكومه اهدافها والوقت اللازم لتحقيقها, وكتاب التكليف السامي وفر جهد تحديد مواطن الوهن والضعف, وترك للحكومه آليات العمل لاقتحام هذه البؤر وازالتها ,الآن لو كنا منطقيين مع انفسنا كمسوؤلين ومواطنين نقول هل هذا مستحيل ؟

الاجابة عند اصحاب الهمم واهل العزم هي لا ابداً, ولكن الامر يتطلب وقتاً, ولما لا فالوقت ماضٍ بهذا وبدونه, وإن كانت الإجابه عند البعض نعم!! هذا مستحيل فانا هنا اذكرهم بافضل مثال, ان هذا الامر من الممكن, ولا يدخل في دائرة المستحيل من الاعمال, وهذا المثال والدليل هو المغفور له (الملك حسين رحمه الله) هذا العظيم الانساني الذي جعل من بلد لا موارد طبيعيه له إلا ,(الإنسان), كيف استطاع وبهمته التي حاذت قمم الجبال, ان يصنع الاردن وبالرغم من كل التحديات التي لو وضعت امام احدنا لبرك كالجمل على ركبتيه (تذكروا دائما اخوتي هذا المثل كيف كنا وكيف اصبحنا ) وهنا لابأس لو ذكرنا ببعض المشاكل,(الافاعي), والتي لا بد لحكومة الرفاعي من تقليل تأثير سمها على المواطن, ومن ثم وبالتدريج قتلها وؤادها, وهي مذكورة في كتاب التكليف السامي ولكننا سنعطي بعض الحلول لها.

اولا: مشكلة الفقر والبطاله, هذة المشكله الاهم والاصعب على الحل, ولم اجد لها منفذا وحلا ناجعا الا ان تقوم الحكومة( ومباشرة) بتشجيع المشاريع الانتاجيه الصغيرة, ومنح القروض طويلة الاجل, ولا ارى بأسا من اعطاء الافراد قطع من الاراضي الاميريه للدولة لاقامة مشاريعهم عليها, وهذا الراي طرحته في مقال نشر في جريدة الراي عام 2004وبمناسبة مرور الخمسيه الاولى من عهد جلالته حفظه الله, وما زلت مصرا عليه, وجاء من خلال مقاربة بلدنا حجما وسكانا تقريبا لبلدان اصبتها هذة المشكلة وتجاوزتها وبامتياز, واصبحت الان من الاقتصاديات العالمية التي يحسب لها حساب , من هذة البلدان على سبيل المثال سنغافورة, حيث المت بها هذة المشكله الاقتصادية, ( الجوع للعمل او البطاله), فاتجهت الى الحل المذكور , والمعلوم ان البطالة الاقتصادية هي ام البطالات,( البطاله الاخلاقية , البطاله الثقافية,..الخ) وهي الوالدة الحنون للفقر , وبحلها تحل مشاكل اقتصاديه واجتماعيه لا تحصى, وهناك حلول اقتصادية ملازمه ولكن المفتاح الماستر الذي يغلق باب هذة المشكله هو ما ذكرت لكم, ولا يتسع المجال للبسط اكثر .

ثانيا: المديونيه ,حلها الحالي الجدوله للديون , ضبط وترشيد الانفاق الحكومي وخاصة الانفاق الراسمألي, تشجيع الصناعات المحلية والتصدير , وفتح اسوأق خارجيه جديدة, ووزير المالية الحالي الدكتور ابو حمور هو من اصحاب هذة المدرسة التي تشجع على استهلاك الترشيد, وهذا مؤشر جيد في هذا المنحى .

ثالثا: الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب , الذي لابد منه في هذا المجال هو ضرورة صناعة قانون انتخاب عصري, يلامس طموح المواطن الاردني , واعتقادي ان قانون الصوت الواحد, لا يجدي للمرحله القادمه, ولا بأس في دمج بعض الدوائروالمناطق وتقسيم اخرى, وحسب ما تتطلبه مصلحة البلد والمواطن, وهنا لابد ان اشير الى اهمية وضع شروط لنائب المستقبل, مثل المستوى الثقافي , وتشجيعه على حضوره لجلسات البرلمان وكل هذة الامور .

رابعا: المبادرة الملكيه ( سكن كريم لعيش كريم ) وهي ليست مشكله بالطبع ولكنها حل لمشكله تؤرق متدني المداخيل من ابناء الشعب , وهنا نقول لدولة الرئيس وهو يعلم ان هناك من غاص ولاس في هذة المبادرة الساميه من اصحاب النفوس المريضه, ويجب ان يعاد النظر وتوضع استراتجيات جديده وعلى الواقع, تخدم المواطن , ولا ضير هنا من زيادة عدد النقاط التي تتحملها الحكومه, مع زيادة اجل الاستحقاق, للتخفيف عن كاهل المواطن , اما الفاسدين والطامعين في اموال المكرمه فنقول لهم : اما آن الاوآن لهذه البطون ان تشبع ..... ولهذه الرقاب لربها ان تخضع!!...والا فالسجون ابوابها يجب ان تدق وتقرع.

هذه اخي القارئ اهم المشاكل والافاعي( وباختصار شديد جدا جاهدت نفسي عليه) التي تواجه حكومة دولة السيد سمير الرفاعي, ولا بد للجميع مواطن ومسؤول من التكاتف والتحمل, فصبرنا على انفسنا, ولا صبر الاخرين علينا, نكرر التهنئه لدولة سمير الرفاعي ثقة ملك البلاد وبالتالي ثقة شعبه , اما انه على قدر المسؤولية فنقول بحسن الظن به, نعم, فهو جاء من رحم بيت طيب, رجالاته اثبتوا للجميع انهم رجال دوله من الطراز الاول , ولا نريد ان نطيل في هذا المنحى حتى لايوخذ علينا ما لا يلزمنا.

حفظ الله بلدنا وراعي مسيرتنا للامام , ناصر الاقصى والمقدسات الاسلامية وولي عهده الامين والى لقاء.

rjaalbedoor@ hotmail.com



تعليقات القراء

سامي سليمان مخامره
كل الاحترام والتقدير لكل من يتفوه بمثل هذا الكلام واني لأدعوا الله ان يعرف دولة رئيس الوزراء مكان جحر الافاعي التي ان عرفت جحرها أمنت شرها وحما الله الوطن ومليكه ورجاله الاوفياء
19-12-2009 10:17 PM
امل حويطات
ابدعت والله استاذنا الفاضل , نرجوا قراءة المقال من اصحاب المعالي للا ستفادة , وشكرا لموقع جراسا نيوز.
20-12-2009 07:33 PM
سهير المواجدة
لاشك استاذنا الفاضل انك مبدع في كل ما تكتب وانا من المعجبين جدا هل تعرف لماذا ؟
لاني وبدون يمين ,لكن بصدق اتشرف ان اقول لك اني اتعلم واثقف نفسي من خلال قرأئتي لما تكتب , ماشاءالله على هذة القدرات الابداعيه وعلى هذة الثقافه عالية المستوى, ارجو من الله ان اراك في موقع يتشرف هو بك, وللامام انشاءالله
22-12-2009 10:17 PM
محمد الروابدة
والله لو مد يدة الرفاعي وغيرة الى الرف لوجد الرف افاعي قد ملئء...!!!


وما اكثرها هذة الايام ولو ان المربعانية دخلت الا ان الافاعي نشطت ، يمكن لان الجو دافئء فاعطاها القدرة على الحركة.
23-12-2009 02:51 PM
خالد الزعبي
ايش هذا الابداع وايش هذة الثقافة التى تمتلكها حقا نحن نستعجب مثل هذا الالمام , مرة بتكتب اقتراحات عن السير والحوادث في البلد حتى نقول هذا الرجل مختص بالامور, ومرة بتكتب عن السعوديه وايران والقنبله النوويه المنتظرة, حتى نقول هذا الرجل لابد انه سياسي متطلع ومرة ترد على هيكل لما هجم على رمز الوطن جلالة الملك حسين رحمه الله, واخرى مقالة اقتصادية حتى نقول اقتصادي ورب الكعبة ومرة نقول هذا المثقف اديب والكثير الكثير والله حيرتنا , ما شأالله الله يحييك استاذ رجا ونتشرف ان ندعوك من خلال موقع جراسا الى المركز الثقافي عند اخوانك بالرمثا ونرجوا ان تلبي الدعوة ويا 1000 مرحبا فيك.
02-01-2010 10:13 AM
الدكتور راضي البدور
اجمال رائع لقضايا الوطن الهامة والتي على الحكومة معالجتها , والحلول ابداعية وفكرية عالية المستوى يشكر الاستاذ رجا عليها وانا ومن حكم تخصصي في مجال الاقتصاد, قلبا وقالبا هذة حلول ناجعة 100%
02-02-2010 07:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات