أفكار في الاستثمار: عاصمة الاستثمار


يقول المثل الصيني أشعل شمعة بدل أن تلعن الظلام. وربما قام السفير الصيني السابق بلعن الظلام بعد أن أطفأت رياح الشد العكسي في الاردن جميع الشموع التي حاول أن يشعلها، ولكننا نحن الاردنيون لدينا قدرة تحمل تفوق التحمل الصيني، لذا لا نعتقد بأن القربة مخرومة كثيراً و علينا الاستمرار بالنفخ فيها.

جميع استفساراتنا حول مصير التنمية الاقتصادية والتشغيل وتنافسية الاقتصاد الاردني كان سيجيب عليها الاستثمار، ولكنه استحال الى سؤال ذلك السؤال الذي جعل الحليم حيرانا وتلك الحالة التي استعصت على مبضع الحكومة الذي ثبت أنه مثلوم حين يواجه الاستثمار فانطبق عليها بيت الشعر الذي يقول
يا صاحبي سيف المناعير مثلوم ***وين الشجيع اللي يجرد حسامه

من هنا فقد ارتأيت أن أتحلى بالشجاعة وأكتب عدة مقالات قد يرى فيها بعض المتخصصين فائدة.
والفكرة الاولى التي أود أن اطرحها اليوم هو احداث نقلة نوعية وكمية لتنمية المحافظات بشكل حقيقي ومؤثر واعدادها لتكون جاهزة لاستقبال الاستثمار بشقيه المحلي والخارجي وصنع بيئة استثمارية محفزة ذاتيا، وهنا أود اؤكد أن مجرد انشاء مناطق تنموية بالمفهوم الاردني لا يساعد في دفع العجلة قيد انملة اذا لم نأخذ بعين الاعتبار الحاجة الماسة الى تنمية المناطق المحيطة بالمناطق التنموية من بنى تحتية مرئية مثل الطرق ومحطات توليد الكهرباء وغيرها أو بنى تحتية غير مرئية مثل ثقافة المجتمع المحلي والتدريب والتجمعات الحضرية المناسبة لوجود مستثمر اجنبي أو محلي يحرص على نوعية الحياة التي سوف يعيشها وأهله أو مدرائه وأهاليهم.

ومن هنا فان استراتيجيتنا التنموية للمناطق النائية في (المحافظات) والبعيدة عن المركز (عمان) يجب أن ترتكز على نظام الصدمة المؤثرة لا التراكمية الهزيلة، بشكلٍ يكون على غرار مفهوم مدينة الثقافة حيث تصبح واحدة من المحافظات سنويا عاصمة الثقافة الاردنية أو مدينة الثقافة الاردنية.

وعليه فانني اقترح تبني مشروع عاصمة الاستثمار الاردني أو مدينة الاستثمار الاردني. فمثلاً وبدلاً من أن نخصص مبلغ 200 مليون (على سبيل المثال) يتم توزيعها على جميع المحافظات سنويا أرى أن يتم تخصيص نصفها أي 100 مليون مرة واحدة لمحافظة واحدة سنويا، وبالتالي يتم احداث نقلة نوعية في البنية التحتية في هذه المحافظة وخلق حالة من التنمية المستدامة، وحين نقوم بهذا وبشكلٍ مدروس لخلق بنية استثمارية حقيقية في المحافظات واحدة تلو الاخرى فاننا سننتشلها جميعا وخلال مدة بسيطة من الزمن وننتقل الى موضوع آخر بعد عام 2025.

ان تم هذا فسوف نرى وخلال 10 سنوات وهي سنوات الخطة العشرية للاردن (رؤية الاردن 2025) بأننا ارتقينا بجميع المحافظات بصورة استثنائية تنعكس حتماً على جميع ساكنيه وهذا من شأنه أيضا أن يتوافق مع اللامركزية التي يطمح الاردن لتطبيقها في القريب العاجل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات