أردنيون سعداء


في حوار جانبي وسريع وفي جلسة صباحية ملائتها رائحة القهوة وعبق دخان السجائر في زاوية مفضلة الى قلبي في حديقة منزلي ؛ فاجائتني شريكة حياتي بجملة بسيطة قالت بها " أسعد الناس في البلد هم النواب " ، كيف؟ بكل هدوء كان سؤالي لها ؛ لأنهم متمسكين بلحظة الآزمة بجملة ؛ انهم يمثلون الشعب وانهم من الشعب واليه وانهم جلسوا بقوة صناديق الإقتراع على مقاعدهم النيابية ، وانهم يجالسون الحكومة وهم ينظرون اليها من أعلى مقاعدهم وهي تجلس تحت منهم يراقبون همساتها وكواليس أوراقها وتعبيرات وجوه وزراءها ، وهم يتقاضون رواتبهم مقابل كلام يقومون ببيعه على الشعب أولا ومن ثم على الحكومة ، ويتصدرون وسائل الإعلام بكل صغيرة وكبيرة وفي الفرح والترح ومناسبات الخطوبة والزواج ، ويتربعون في صدر المجالس وتوضع لهم الولائم في زوايا المجالس وهناك من يقراء عنهم بسم الله كي لايزورون في لقمتهم أو شربة ماءهم .

ورغبت في الدخول في الجواب وذكرت أنهم محميون بحصانتهم التي وان كشف غطاءها عنهم في المراحل الانتقالية لدورات المجلس نجدهم ينفذون من القانون بطريقة ما وهذه الطريقة لاتصلح الا معهم هم كنواب ، ويسوقون الوطنية والقومية وهم يجلسون في ردهات فنادق القاهرة وباريس وقاعات المؤتمرات التي يتقاتلون للمشاركة بها ، وهم أكثر أفراد الشعب استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيس بوك والتويتر ويحرصون على إرفاق صورهم في كل لحظات يومهم كنوع من التسويق السياسي ، وأجمل ما في سعادتهم هذه أنهم يؤمنون بأنهم سعداء ولسبب بسيط جدا وهو؛ أن هذا الشعب الذي يسعدون على شقاءه سوف يعيد انتخابهم من جديد كي يعيشوا فترة أخرى من السعادة التي فقدها الشعب بمجرد جلوسهم على المقاعد تحت القبة ، وهم متيقنين بأن سعداتهم ستستمر مع وجود مثل هذا الشعب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات