الانسجام الفكري مع رؤساء التحرير


ان تحب ، أو تكرة ، او ان تكون معارض لسياسة او مؤيد لها ، موضوع يختلف درجاتة ونسبتة بين بني البشر والأصح أن يكون حقاً مكتسبا" وحرية لكل مواطن بأن يحب اويحترم اويبغض ما يراه يستحق . لكن في بعض الاحيان ، لاتتفاجأ انة يجب أن تحب ما أحب انا وتكرة من اكرة انا وتوالي من اوالي انا وتعارض من اعارض انا ، وإلا فأنت تعمل ضدي وستختلف معي .. هذا إن أردنا تفسيرا" لتهمة كيف أنت تعمل ضدي ... المعنى ان البعض لديهم الغرور بالنفس لدرجة ان الإعجاب والمحبة والأحترام والبغض والأنتقاد والتهجم على الناس بمفهومهم فرضا" وعبودية واستبداد ودكتاتورية بعينها ، لكن بالوجه الاخر .هناك بأذهاننا أسماء حفظناها و لا نستطيع أن ننتقدها ولانتحدث بذكرها إلا بالثناء والمديح والقدسية .

فمثلا" عندما ترسل مقالا" لبعثي يمتلك موقعا" الكترونيا" لايحق لك ان تنتقد احد من رموز البعثيين ، أو ان تنتقد شخصية شيوعية في مقال معين وتود نشر مقالك في صحيفة الكترونية يمتلكها شيوعي فقد يعتذر سلفا" ، أو أنك اذا كنت معارض لرمز سياسي من العيار الثقيل كرءيس الوزراء دولة الدكتور عبداللة النسور وتود نشر مقال تعبر فية عن عدم رضاك عن سياسة الحكومة لدى موقع مدير تحريرة معارض ايضا" ويبغض هذا الحكومة وطاقمها بالفطرة فمطلوب منك ان تذم وتشتم في مقال يجلب الأثارة لقراء الموقع نفسة حتى تتم الموافقة على النشر وأن طالبت بالفصل بين الأنتقاد او القدح والذم فأنت تمشي على مبدأ إن لم تحب ما يحب هذا الموقع تصبح متهما" بالردة وجرمك عظيم ماعدا بعض المواقع الالكترونية التي نقف لها اجلالا واحتراما" والتي هدفها الحقيقة دون مصالح اعتبارية اخرى ، واما بالنسبة لما ذكر سالفا" تصبح انبطاحيا" ماسونيا" عنصريا" وربما كافراً فلم يعد الاخذ بعين النظر ان هناك فرق بين انتقاد المسؤول لشخصة او انتقاد المسؤول لقرار معين قد اتخذة ، وبالمقابل حين يمتدحون مسؤولا" يتوجب عليك ان لاتنتقدة وحين يتذاكرون رمزا" لهم يتوجب عليك التطبيل والتزمير خلفهم فهي كنظرية التبعية العمياء والتقديس .

واخيرا" يحكى قديما" أن الخليفة العباسي الناصر لدين الله، الذي بلغ مقام التقديس، خرج من بيته وفي طريقه إلى سامراء وقف وتبول على الرمال أعزكم الله في الصحراء بمنطقة قريبة من قرية ، فلما انتقل من المكان نفسة بنى أهالي القرية عليها قبة عالية أسمّوها مشهد البول

مع الاعتذار لبذاءة المثال، لكن هل يوجد هناك أبشع وأحط مثال على السذاجة والتبعية والنفاق؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات