الفرق بين سيارة رئيس الوزراء .. وسيارتي


حين يركب دولة رئيس للوزراء سيارة مرسيدس ( S 500 ) وثمنها مئة وثمانون ألفا على حساب موازنة الدولة ، فمن حقي وعلى حساب موازنتي الأسرية أن أركب سيارة BMW موديل 2016 بمئتين وعشرين ألفا... وهذا والله ليس من باب الترف والتبذير، ولكن انصياعا لقوله تعالى ان الله يحب ان يرى أثر نعمته على عبده (ومن مالي الخاص) فاذا كانت مئات الأسر الأردنية العفيفة تعتمد على ما سيجلب لها رب الأسرة آخر الليل من حاويات القمامة أو من بقايا مناسف المآدب التي تقام في الأفراح والأتراح كوجبة عشاء، فهذه ليست مسؤوليتي كمواطن ولكنها مسؤولية الحكومة التي تتغذى على الضرائب الموسمية ، وإذا كانت عائلة أردنية واحدة قد اكرمها الله بستة مقعدين من أبنائها ولم يصلهم مسؤول على مدى خمسين عاما كما جاء في برنامجي التلفزيوني الذي ألهب مشاعر الوطن العربي بأكمله، ثم يتعالى صوت بعض المسؤولين الكبار أمام جلالة الملك حول هذه الأسرة بأن نجم الدين الطوالبة قد أهان هيبة الدولة...

فهذه مسؤولية الحكومة التي تعاني من اعلام اذاعي مسلوب واعلام تلفزيوني مرعوب ، واذا كانت بعض العائلات النظيفة تفرض على أفرادها تناول وجبتين بدل ثلاثة في اليوم لتوفير أجرة المواصلات المدرسية والجامعية لأبنائها ، فهذه مسؤولية الحكومة التي يبدو انها لن تتوقف عن جلب القروض وزيادة المديونية التي وصلت الى الخطوط الحمراء لإثقال كاهل الحكومة الجديدة المرتقبة...

وأمام بعض هذه المعطيات ، وجدت من المهم جدا (وليس من باب حسد الرئيس) أن أركب سيارة BMW التي تشاهدونها في الصورة ، بعد أن قبضت ثمن 72 دونم أرض زراعية ، واخذت قرضا بنكيا بكفالة زوجتي ، وقمت ببيع كافة الأدوات الكهربائية التي نستعملها بالمنزل ، وأما ابنتي التي تدرس الطب البشري في سنتها الخامسة وابني الذي يدرس الهندسة المدنية في سنته الرابعة فقد أوقفت دراستهما لأتمكن من توفير رسوم الدراسة لسداد ثمن السيارة تلك ...

فقط لكي أركب سيارة أفخم من سيارة الرئيس ... ليس حسدا كما قلت ولا نكاية ولا غيرة ، ولكن انصياعا لقوله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد ... ولكن للأسف فلم يمض على هذه السيارة الفارهة سوى اربع وعشرين ساعة ، واثناء قيادتي لها ظهر اليوم الأربعاء 2015/12/9 وقع لي حادث صدم من مركبة اخرى وحين وصل رجل السير وتجمهر المئات من المارة وتعالى الصراخ بيني وبين سائق المركبة الأخرى ... استيقظت من الحلم اللذيذ مذعورا ... استغفرت الله جلت قدرته كثيرا ، وحمدت الله على نعمته بأنني كنت احلم ، وشكرت الله انني ما زلت ضمن شريحة الفقراء الذين هم أنتم أصدقائي وصديقاتي وجمهور المشاهدين الذين لا يحلو لي صباح الا وأنتم قهوته ... ولا يحلو لي مساء الا وانتم نسمته ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات