سكن الليل


لمن يعشق فيروز وأظن بأن أغلبنا عاشق لها ويعلم بأن (سكن الليل ) واحده من أروع أغانيها التي تشكل لوحه كل خطوطها رسمت بريشة الإتقان والجمال الغارق بعمق الحلم والامل والدهشه والحب والقلق الاجتماعي .

سكن الليل من كلمات جبران خليل جبران وألحان محمد عبد الوهاب وأكتمل ثالوث نورها بفيروز بطبيعة الحال ، بهذه القصيده كتب جبران عن شغف العاشق وشوقه وما يجتاح كينونته إذا عبث الشوق بقلبه وأشعل الحنين بصدره موقده وقتها يصبح سكون الليل ستر تتدثر به فوضى النفس ومعاش الحلم بحضن عتم تتيقظ به عيون البدر لتراقب سكنات وزفرات أهل السهر والسمر الذين أضافهم الليل لدفتر عائلته .

صور جبران بحروفه وغردت فيروز بصوتها و ضبط عبد الوهاب بلحنه مشهد متكامل بحرفيه متناسقه لسيناريو كل ما فيه قلق وتوتر ناتج عن دفق عاطفي جارف يحتار فيه من عاناه وكابده بين نشوة الإحساس بالحاله التي هي أجمل ما بالحكايه وبين شغف الخلاص والوصول علما بأن أجمل ما بهذه الرحله الطريق التي تحرر الحواس والحدس وتجعل من الإنسان مجرد قلب ينبض بالحنين ويتنفس بالشوق .

ردد جبران تعبير (لا تخافي ) بالقصيده أكثر من مره وقال :-

لا تَخَافِي يا فَتَاتِي فالنُجومْ .. تَكْتُمُ الأخبارْ
وضبابُ الليلْ في تِلْكَ الكُرومْ .. يَحْجُبُ الأسرارْ
لا تخافي فَعَرُوسُ الجِنِّ في .. كَهْفِها المَسحورْ
هَجَعَتْ سَكْرَى كادتْ تَخْتَفي .. عن عُيُونِ الحُوْرْ
وَمَلِيكُ الجِنِّ إِنْ مَرَّ يَرُوحْ .. والهوى يَثْنِيهْ
فَهْوَ مِثْلِي عاشقٌ كيفَ يَبُوحْ .. بالذي يُضْنِيهْ

الحب عاطفه راقيه يجمع على قدسيتها كل البشر ويختلف كل منهم بالتعبير عنها او حتى القبول بالتعبير عنها كأمر طبيعي ومستساغ إجتماعيا وهنا تكمن المشكله والسبب والنتيجه بأن هناك من أخفق بتسلق سلم العاطفه كما يجب بل انزلوها وكسروا قدمها وألزموها أن تستقر معهم بالدرك الاسفل هناك حتى تصبح مجرد مبرر يحرسون فيه تصرفاتهم المقيته وأفكارهم الملوثه وهنا ما جعل المثل الشعبي (الخير بخص والشر بعم ) رماد يذر بعين كل من يحاول أن يدافع عن نقاء العاطفه وسموها .

سكون الليل مراوغه وعتمه مكاشفه ونجومه مصابيح وشموع تنير درب الخطوه الخائفه المتررده التي تطلب مساندة الطبيعه ومباركة الشجر والحجر والجن .

من يقرأ ما سبق سيقول (ساق الله هذيك الايام يا لينااا علمك بالناس تستحي وبالعالم بتخاف هسا الدنيا تحولت والناس تبدلت وما عاد حد يسال عن حد بالعكس صار ألطف تعبير لما نشاهد من تشوهات سلوكيه وخربطات أخلاقيه فسوق ويا ريت نرد لايام الحب كان حالنا مش هالحال وأكبر دليل اللي صار من ايام مش بعيده بشارع الوكالات ولا نسيت ) .

الحب حياه لا حاله ، الحب وطن وإستقرار وغيره ولهفه وود وسكينه نحتاجها أفراد وجماعات ولأننا جنحنا لطي الماديه فقدنا الكثير من عواطفنا وإن تظللنا بها فهي إستهلاكيه آنيه مشحونه بأغراض ومصالح وحاجه وهنا بات من الضروره أن نعيد للحب بهاء حضوره ونور وجوده بالعلن بالاسره والعمل والشارع والمجتمع ككل وأبسط مقومات الحب الإيمان به وبأنه تجاره لا تبور يتحرك أثرها ويتجول سحرها حتى يطال الجميع وبحال شيوع هذه الحاله سنغني جميعا لنور النهار الذي يجمعنا باكبر عدد ممن نحب .


لينا خليل عطيات .
9/12/2015



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات