جورجيا العدو الحقيقي للشراكسة


ليست هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها جورجيا اللعب بورقة القبائل الشركسية-الأبخازية و القيام بنشر دراسات تاريخية كاذبة، الهدف منها نشر بذور الفرقة بين الإخوة في شمال القوقاز.

هذه المرة دعت جورجيا لعقد مؤتمر دولي بعنوان "مشاكل الدجيقيتس في تاريخ جورجيا (Zikhs) وDjigets "، و المقرر عقده في 11-12 ديسمبر 2015 في المركز الثقافي الشركسي في العاصمة الجورجية تبليسي.، ومعظم المشاركين سيكونون من الأتراك و منهم الأكاديمي محمود بينين، في هذا المؤتمر، يخطط العلماء لمناقشة عدد من القضايا اللغوية و الثقافية، المرتبطة بحياة الدجيقتس، و ايضاً القضية الأكثر حدة ًو تعقيداً و التي لا يوجد عليها توافق في الآراء، ألا و هي - "الدجيقيتس هم جزء من جورجيا و أراضيهم كانت و ستبقى جزء من جورجيا. و لتوضيح العلاقة التاريخية الجورجية -الأبخازية من جهة و العلاقة الجورجية-الشركسية من جهة اخرى, سأعيد نشر مقال مهم للأسف لم يأخذ حقه من النشر والإهتمام للأستاذ سينار ديشيك يوضح فيه بشكل سلس و رائع حيثيات هذه القضية. مفهوم الشعب الشركسي ( الاديغة – الابخاز) لا يمكن إختزاله بالمفهوم الجغرافي – اللغوي… فإذا أقتصرناه على هذا المفهوم فتستطيع ايضاً أن نتابع التفصل بأن نقسم الابخاز الى أبسوا (أبخاز) و أشوا (أباظة) … وكذلك نقسم الاديغة الى شحاغ (الاديغة الشرقيين) و تشئاخ ( الاديغة الغربيين) … ثم نتابع التفصيل بأن نقسم الشحاغ الى ( قبردي, جلاخستاني , بيسلانيه) والتشئاخ الى ( أبزاخ , بجدوغ, شابسوغ, ناتخواج, حاتوقواي, تشيميرغوي, جانة, ماخوش …. الخ) … سنحتار طبعاً في البيسلانيه (البسني) فهم شرقيون لغوياً وغربيون جغرافياً , ولن تنتهي المشكلة عند هذا الحد

…. فعدد كبير من العائلات في القبردي من اصول أباظية (أشوا) والتي تم تهجيرها في العام 1830 الى مناطق القبردي … ونحتار أيضاً في القبردي الذي لا زال قسماً منهم يعيش على ضفاف البحر الاسود قبل هجرتهم الى مناطقهم الحالية في القرن 14 ميلادي, أي بعتبرون شراكسة غربيون جغرافياً وشرقيون لغوياً, وايضاً سنحتار في الاوبيخ الذين يطلقون على انفسهم أديغة ولكنهم لغوياً وجغرافياً أقرب الى الابخاز .. وأيضاً سنحتار في الاشوا (الاباظة) الذين هم جغرافياً جزء من الاديغة الشرقيين ولكن لغوياً يعتبرون أبخازا ….. وتتشابك الأمور وتصبح أكثر تعقيداً في الشتات, فالمفهوم الجغرافي معدوم بحكم الهجرة, وكذلك التقسيم اللغوي شبه معدوم بين الاديغة أنفسهم ومعدوم كلياً بينهم وبين الابخاز بإستثناء تركيا والتي حافظ فيها الابخاز على لغتهم …. فهنالك عدد كبيرمن شراكسة الاردن, سوريا, والولايات المتحدة الامريكية من أصول أبخازية, واذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ( مارشان, بيتوغان, أرخاغة, لي, شكا , أجاشة …. الخ) يتكلمون لغة الاديغة ويعتبرون أنفسهم أديغة ولكنهم من أصول أبخازية. وحتى في تركيا والتي حافظت نوعاً ما على التقسيمات اللغوية, فالتزاوج والاختلاط بين المجموعات الاثنية للشعب الشركسي وصل الى درجة عالية من الاختلاط بحيث بات التقسيم اللغوي لا يحمل أي اهمية ….. وبالتالي فأن مفهوم الشعب الشركسي ( الاديغة – الابخاز) ليس مفهوما لغوياً – جغرافياً فحسب, بل مفهوم قومي , أي مجموعة أثنية تومن بوحدة الاصل وتجمعها ثقافة وتاريخ مشترك عبر مئات بل الاف السنين, تتقاسم أفراحها ومآسيها القومية وتؤمن بوحدة الحال ووحدة المصير.

في الحرب الابخازية – الجورجية في العام 1992 هب الشراكسة من كافة الجمهوريات الشركسية في القفقاس بالإضافة الى عدد لا بأس به من شراكسة المهجر الى نصرة إخوانهم الابخاز. لم يكن الدفاع عن ابخازيا من منطلق الدفاع عن الغير بل من منطلق الدفاع عن الذات. لم تتمكن الالة السوفييتية وبالرغم من سياساتها المستمرة عبر عقود من الزمن من تفتيت الشعب الشركسي وتقسيمه, وبقي الشراكسة ( أديغة وأبخازا ) يؤمنون بوحدة الحال ووحدة المصير, فالقضية الابخازية بقيت جزءا لا يتجزأ من القضية الشركسية. ولكن في الفترة الاخيرة عصفت بالقضية الشركسية بعض المتغيرات خيمت بظلالها الداكنة على مفهوم القضية الشركسية ودقت أول أسفين في وحدتها. بدات هذه الرياح تعصف في المنطقة بدأ من أنتهاء الحرب الجورجية – الابخازية في العام 2008, والتي قامت روسيا فيها بالتدخل عسكرياً وهزيمة الجيش الجورجي والحقتها بأعتراف فوري بإستقلال أبخازيا. فشل جورجيا في حل النزاع عسكرياً نتيجة التدخل الروسي العسكري, وفشلها دبلوماسياً نتيجة الاعتراف الروسي دفعها الى التقكير بأليات أخرى لإستعادة “اراضيها المنتزعة”. تعي جورجيا أن النفوذ الروسي في المنطقة سيقف حائلاً دون تحقيق اهدافها, وكذلك تعي أن الدعم الشركسي للقضية الابخازية سيشكل عائقاً مستمراً مضافاً الى التهديد الروسي. وعليه سعت حورجيا الى الإلتفاف من خلال توطيد علاقاتها مع الشعوب الشمال قفقاسية, وخاصة الشراكسة, وبمواصلة الضغط على روسيا ومواصلة مطالبها الدولية في إستعادة أبخازيا, املة من ذلك في تحقيق نتيجتين:

النتيجة الأولى: خلق حالة عدم إستقرار في شمال القفقاس من خلال تصعيد القضايا العالقة بين روسيا وشعوب شمال القفقاس سواء التاريخية أو المعاصرة. حالة عدم الاستقرار هذه سوف تخدم جورجيا في تحقيق هدفين, الهدف العام هو جعل شمال القفقاس منطقة عازلة للنفوذ الروسي عن جنوب القفقاس والذي سيخدم الهدف الخاص وهو عزل أبخازيا وبالتالي أجبارها على الرضوخ الى الارادة الجورجية وخاصة مع إستمرار المقاطعة الدولية لابخازيا.

النتيجة الثانية: سلخ القضية الابخازية عن القضية الشركسية, وذلك من خلال دعم القضية الشركسية بمعزل عن القضية الابخازية.

• وتعتمد جورجيا في تحقيق هذه النتائج عن طريق عدة محاور أهمها :
• طرحها لمشروع قفقاسيا الموحدة
• أعترافها بالابادة الجماعية للشعب الشركسي من قبل الروس في القرن 19
• دعمها للحركات القومية الشركسية.
• دعمها للحركات القومية الشمال قفقاسية المنادية بالانفصال عن روسيا.

فقد قام الرئيس الجورجي السابق “ساكاشفيلي” بطرح موضوع قفقاسيا الموحدة , كما اعترف البرلمان الجورجي بالإبادة الجماعية للشراكسة من قبل الروس في القرن 19, وذلك بعد إنعقاد مؤتمر في العام 2010 ضم وفوداً من مؤسسات شركسية من الولايات المتحدة الامريكية, أوروبا, الاردن, واسرائيل. وقد تضمن المؤتمر أيضاً نقاشاً واسعاً حول الومبياد سوتشي والمطالبة بالغاءه وعدم أقامته على الارض الشركسية التي شهدت هذه المذبحة الشركسية.

على الصعيد الشركسي, فان هذه السياسة الجورجية بدأت تجني ثمارها وبمستويات متباينة سواء على الصعيد المحلي في القفقاس أو على صعيد شراكسة الشتات. بالنسبة الى شراكسة الوطن الام فلا زال اللحمة بين الشعب الشركسي (الاديغة – الابخاز) قوية. فبالرغم من ترحيب الشراكسة في اعتراف جورجيا بالابادة العرقية للشراكسة في القرن 19, إلا ان معظم الحركات القومية الشركسية, وبمعزل عن موقفها المتباين تجاه روسيا, تشترط في تطبيع العلاقات مع جورجيا بإعتراف الاخيرة بإستقلال أبخازيا, اي لا زالت ابخازيا جزء من القضية الشركسية. في المهجر تتفاوت ردود الفعل على السياسة الجورجية. في تركيا, نجد ان غالبية المؤسسات الشركسية وأهمها اتحاد الجمعيات القفقاسية (كاف – فيد) ,والذي يضم حوالي 60 جمعية شركسية بأفرعها, يشترط نفس الشرط في تطبيع علاقته مع جورجيا , أي الإعتراف بإستقلال أبخازيا. مع هذا الا ان السياسة الجورجية بدأت تجني ثمارها في بعض المؤسسات الشركسية في تركيا وغالبية الحركات الشركسية في دول الشتات الاخرى خاصة الاردن, اوروبا, والولايات المتحدة الامريكية. فقد بدأت بوادر سلخ القضية الابخازية عن القضية الشركسية لتضارب المصالح فيما بينهما.

ولكن كيف تعمل هذه السياسة الجورجية على سلخ القضية الابخازية عن القضية الشركسية؟

بغض النظر عن الدافع الروسي من دعم ابخازيا , والذي لا شك أنه يتماشى تبعاً للمصلحة الروسية في استمرارية نفوذها في جنوب القفقاس, فإن الضامن الوحيد لإستمرارية استقلال أبخازيا هو هذا الدعم الروسي. جورجيا, بالاضافة الى المجتمع الدولي, فرض حصاراً اقتصادياً وسياسياً على ابخازيا بهدف عزلها و إخضاعها للعودة الى الحظيرة الجورجية. “فالإدعاءات” الابخازية بحقهم في الانفصال مرفوضة من قبل جورجيا والمجتمع الدولي, وهذا ما نراه واضحاً من خلال رفض المجتمع الدولي الاعتراف بإستقلال أبخازيا وعدم تحريكه أي ساكن تجاه حقوق الابخاز منذ العام 1992 ودعمه السياسي والعسكري لجورجيا في إستعادة أبخازيا. بغض النظر عن دوافع الدعم الروسي لابخازيا سواء الاقتصادي أو السياسي, فأنه يشكل المنفس الوحيد للشعب الابخازي بالاضافة الى الدعم الدبلوماسي الروسي من خلال منح جوازات السفر الروسية للأبخاز لفتح نافذة لهم على العالم الخارجي. بالتالي فإن المصلحة الابخازية الحالية تتضمن تعزيز علاقاتها مع روسيا وعدم إستعدائها لضمان أستقلالها وتطورها الاقتصادي والسياسي. لا شك أن معظم التيارات القومية الشركسية تراعي هذه الخصوصية ليس فقط من مبدأ الحس الاخوي ولكن نتيجة الايمان بأن القضية الابخازية هي جزء من القضية الشركسية والتي يجب المحافظة على مكتسباتها. وعلى الطرف الاخر, فان بعض التيارات الشركسية القومية تطالب أبخازيا بأتخاذ موقف عدائي تجاه روسيا في التقارب الروسي – الابخازي و تراه تقاعصاً تجاه القضية الشركسية. بالطبع هذه التيارات الشركسية لا توفر لأبخازيا أي ضمانات في حال إستغنائها عن الدعم الروسي والذي سيعنى في المحصلة النهائية عزلها عن روسيا وقوعها مجدداً تحت التهديد والإملاءات الجورجية والدولية. بالطبع جورجيا تدرك أن الحل العسكري وحتى في حال إنحسار الدعم الروسي غير ممكن, أو أقلها غير محبب دولياَ, ولكنها تستطيع في المقابل أن تفرض من خلال المجتمع الدولي عودة الامور الى ما كانت عليه في فترة الهدنة ووقف إطلاق النار ما قبل العام 2008. هذا الامر سيمكن جورجيا من فرض موضوع عودة “اللاجئين الجورجيين” الى مناطق أبخازيا والتي تدعي جورجيا ان عددهم يساوي (250) الف مهجر. هذا سيؤدي بطبيعة الحال الى قلب الميزان الديمغرافي لصالح الجورجيين وبالتالي تستطيع جورجيا من خلال هذه القوة الديمغرافية ان تعكس مكتسبات الشعب الابخازي. بالطبع الخيار العسكري سيبقى مطروحاً على الطاولة في حال فشل المحاولات السياسية وفي حال حدوثه ستكون أبخازيا في هذه الحال منفردة امام القوة الجورجية وضغط وإرادة المجتمع الدولي.

حذر الرئيس الابخازي السابق( الكساندر أنكفاب) الابخاز في الشتات عدم الإنجرار وراء السياسة الجورجية في إستغلال القضية الشركسية في تصعيد العلاقات مع روسيا, وطالب الشتات بالتفاعل الايجابي مع أبخازيا ودعم أستقلالها من خلال تفعيل موضوع العودة الى أبخازيا والانخراط في التنمية الاقتصادية والسياسية . وحذر الرئيس الشتات قائلاً : ” … أن التصعيد الحاصل مصدره اعداء الامة الابخازية, أي جورجيا, والتي أستولت على بيوتكم واراضيكم بعد الهجرة, ومؤخرا قامت بقتل أطفالنا واخواننا. العدو لا يمكنه ان يكون عدواً وفي نفس الوقت يدعي أنه يريد الدفاع عن حقوقكم. وهذا لا بد من تذكره دائماً”. خطاب الرئيس الابخازي بالطبع موجهاً الى التيارات الشركسية (الابخاز والاديغة) في الشتات والتي تسعى الى خلق مواجهة مع روسيا وتصعيد العلاقات معها دون الاخذ بعين الإعتبار خصوصية الوضع الابخازي, ولكنه في نفس الوقت يعتبر مؤشراً الى فصل القضية الابخازية عن القضية الشركسية في حال إستمرار هذا التصعيد دون الاخذ بمكتسبات الشعب الابخازي كجزء من مكتسبات الشعب الشركسي.

هل نستطيع أن نلوم الابخاز على موقفهم هذا؟

بالطبع يمكننا القول أنه يجب على أبخازيا ان تتخذ موقفاً محدداً من روسيا تجاه القضايا الشركسية. و لكن لا يمكن إتهام أبخازيا بالتقصير تجاه القضية الشركسية, فلا زالت قضية التهجير والحرب الروسية – الشركسية ماثلة في الحس القومي الابخازي ولا زال الابخاز يعتبرون أنفسهم جزءاً من الشعب الشركسي. ولكن هل نستطيع أن نلوم أبخازيا على رفضها سياسة التصعيد مع روسيا والتي توجبها التخلي عن مكتسباتها. هل نستطيع ان نلوم أبخازيا على رفضها الإنجرار وراء تيارات قومية في المهجر لا تحمل مشروعاً قومياً متكاملاً ومتفقاً عليه, وليست لها القدرة على توفير ضمانات سواء دولية او أقليمية إزاء الرد الروسي على هذا التصعيد. هذه التيارات تفتقر الى الغطاء والحماية الدولية لشعب “الاديغة” وجمهورياته في الوطن الام, فكيف الحال في موضوع أبخازيا والذي موقف المجتمع الدولي فيه منحازا بشكل كامل لصالح جورجيا.

أحيانا يأخذنا حاضرنا في رحلة تأمل لماضينا, لا لأن نسقط الماضي على الحاضر فلكلٍ حيثياته, ولكن ما أشبه اليوم بالأمس. فقد ادركت الشعوب الشركسية واحدة تلو الاخرى عدم جدوى الحرب امام الألة العسكرية الروسية وضعف المجتمع الدولي في توفير الحماية والعون ضد الروس. وقد اثرت بعض النخب السياسية وقف النزيف الشركسي, ولكن هنالك نخب شركسية إستمرت في جهودها لمواصلة الحرب منقادة الى الوعود الدولية وجرت الامة الشركسية بأكملها اليها. واستمر هذا الحال الى ان سقطت أخر المقاومات الشركسية في العام 1864, وبسقوطها جرت الشعب الشركسي بأكمله الى الهاوية. أذا أدرك الابخاز ان قضيتهم ستحل بالتفاوض مع روسيا, ولا شك ان النخبة السياسية في الجمهوريات الشركسية تشاطر الابخاز نظرتهم إضافة الى الغالبية الشركسية في المهجر. فهل نريد للشتات الشركسي الذي يرى خيار المقاومة حلاً للقضية الشركسية أن يتابع المواجهة والتصعيد وان يجر الشعب الشركسي بأكمله الى نفس النتيجة التاريخية؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات