بعد أن تشكلت الحكومة وتوزعت الغنائم ولم تصب أبو محمود وعائلته أي طرطوشة من حزمة الغنائم وهو الذي طالما كان يمني النفس منذ جده الأول وحتى يومنا بأي كرسي حتى لو كان بثلاثة أرجل في الدولة من أجل أن يضع اسم عائلته بين العائلات الكريمة التي تتوارث المناصب من حملة الجينات الحكومية غير المتوفرة في عائلته المحرومة كلياً من المناصب.

جمع أبو محمود أفراد أسرته وأخذ يتأملهم ويقلبهم فرداً فرداً دون أن يهمس ببنت شفة وهم في حالة اندهاش من تصرف والدهم هذا ولما أطال أبو محمود التأمل والتحديق دون كلام كمن أضاع شيئاً ويبحث عنه لم يصبر صغيره المدلل على هذا الحال فسأله عما تبحث؟! نظر أبو محمود إلى صغيره وربت على كتفه قليلاً لم يبق لنا أمل إلا أنت يا صغيري فأنا وإخوتك وجدك من قبل عجزنا عن تبوأ أي منصب بالرغم مما أنفقته فقد دفعت كل دخلي واستدنت من «طوب الأرض» حتى أحصل أنا وأبوك وأعمامك وأخوتك على أعلى الشهادات على أمل أن يأتي يوم ونظفر بمنصب مهم في الدولة وكل تشكيلة حكومة

وتغيير في المناصب العليا كنا نعيش على أعصابنا  ننتظر اليوم الموعود ونقول: اقترب الفرج ولكن على ما يبدو أن الفرج بعيد وأنا جمعتكم لأبحث عن سر النحس ولكني لم أجده بالرغم من مطابقتكم للمواصفات والمقاييس التي تصلح للمناصب كافة ومع هذا لم يتوقف القطار أمام محطة العائلة.. وقبل أن يكمل حديثه ضجّ الأبناء على كلام أبيهم وعلت الأصوات وجاء صوت الصغير أكثر علواً لا تعوّل عليّ بشيء فسأكون مثلكم والسبب فيك أنت وجدنا الأكبر من قبل حيث لم تجدوا الطريق الصحيح لتؤسسوا لنا موقعاً في الحكومة نرثه منكم ونتوسع فيه كما نشاء فهل الحق على جيناتنا

النبيلة أم على الطليان.

esmel68@yahoo.com