مغامر وحظ عاثر


بسم الله الرحمن الرحيم

بإيمان بالله الواحد الأحد وجدِّ ومثابرة وتنمية وعدالة كسب حزب العدالة والتنمية ثقة الشعب التركي، وما زال نجم اردوغان وحزبه الإسلامي صاعدا يحمل الراية لأربع سنوات قادمة قائدا لتركيا الإسلامية المعاصرة يصنع مجدها وعزّها.

ولقد جاء الفوز الساحق في الانتخابات الأخيرة خاتماً على مغلف الإزدهار الإقتصادي الذي حمل الرسالة التركية إلى طاولة الاتحاد الأوروبي الذي تناولها هذه المرة بسرور بعد خمسين عاما من التلكؤ.

يضيف البعض أمرين آخرين سببا لهذا السرور الأوروبي بطلب تركيا الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي هذه المرة على غير العادة.

الأول: الرصانة والرزانة والحزم في التعامل مع قفزات المغامر الجديد على الساحة العالمية، وقد حذّر اردوغان بوتين أكثر من مرة بضرورة احترام الطائرات الروسية للأجواء التركية وعندما تكرر عدم الاحترام شدد اردوغان على ضرورة الاعتذار الرسمي الروسي لتركيا عن هذه الخروقات وقد تم له ذلك لكنّ ارودغان نبّه بوتين الى أنه اذا تكرر هذا الأمر مرة أخرى فإن تركيا ستعمل بقواعد الاشتباك الدولية التي تنص على حق الدول في حماية حدودها وأجواءها.

لكن وبرغم هذا التنبيه الذي وصل لأسماع بوتين وتعداها جاءت طائرتان روسيتان فاخترقتا الأجواء التركية فطلعت لها الطائرات التركية بعد تحذيرها عشر مرات فاستجابت احداها وغادرت بسرعة أما الثانية فبقيت في الأجواء التركية غير آبهةِ بالتحذيرات فاستقطتها الطائرات التركية.

تطابقت صور الأقمار الصناعية مع صور لدى الأتراك قدموها إلى العالم لتؤكد دقة وصحة الرواية التركية وكذب الرواية الروسية حيث زعم بوتين أن الطائرات الروسية لم تدخل الأجواء التركية، وفقدت روسيا طائرتها الحربية "سوخوي 24" وقتل أحد طياريها وتحطمت طائرة مروحية جاءت لمحاولة انقاذ الطيارين وقتل فيها جندي روسي وأصيب أخرون.

كانت هذه ضربة موجعة للمغامر الجديد في شمال الشام سبقتها ضربة موجعة له في جنوب الشام بتفجير الطائرة الروسية المدنية التي كانت تقل أكثر من مئتي سائح روسي.

يبدو أن حكاية بوتين مع الشام حكاية عجيبة متعثرة أو حكاية طويلة يرافقها حظ عاثر فبعد أن ضيعت روسيا العراق في زمن غورباتشوف ثم يلتسن، ضيع بوتين أوكرانيا وفشل في استعادتها رغم تضحياته الكبيرة هناك ويلازمه الحظ العاثر اليوم في سوريا إذ يخشى أن تضيع منه أيضاً وقد فشل حتى الآن باستعادتها رغم تضحياته الكبيرة هناك أيضاً.

أنفعل المغامر الجديد لكنه وبسبب حكمة وذكاء وصدق وحزم الأتراك المسلمين لم يجد ما يأخذه عليهم إلا أن يعود للكذب والاتهام بأن تركيا تشتري النفط من داعش وأن الإيرانيين قد زودوه بصور تبين ذلك، لكن الله تبارك وتعالى كشف كذب المغامر الجديد وزيف الإيرانيين على لسان المسؤولين الأكراد الذين اعلنوا بالأمس أن هذه الصور هي لشاحنات كردية تزود تركيا بالنفط من كردستان العراق بموجب اتفاق تجاري بينهما، ليتبين فيما بعد أن بوتين هو الذي يشتري النفط عن طريق الوسطاء من داعش ليزود به قواعده باللاذقية.

وزاد المغامر الجديد من تسارع هذيانه وانفعاله وتخبطه ليقول بأن اردوغان يعمل على أسلمة تركيا، فكانت سقطةً أخرى لهذا المغامر الجديد.

أما الأمر الثاني الذي شجع الاوروبيين هذه المرة لقبول الطلب التركي بالانضمام للاتحاد الاوروبي فهو التوجه التركي نحو العرب وعقد تحالفات واتفاقات قوية جديدة مع قطر والسعودية وربما التوجة للقيام بعمل عسكري مشترك لمحاربة الميليشيات الارهابية الشيعية المرتزقة المدافعة عن نظام بشار الدموي على غرار قوات التحالف العربي التي تقوم الآن بمكافحة الارهاب الحوثي في اليمن.

إن صعود نجم تركيا اقتصاديا وسياسيا وتحجيمها للمغامر الجديد حيث كانت سببا حازما وحاسماً في كبح جماح هذا المغامر وكشف اكاذيبه أمام الملأ العالمي جعل تركيا اليوم أكثر قبولا واحتراما ليس على طاولة الاتحاد الاوروبي وحسب وإنما امام العالمين العربي والإسلامي وخاصة عند شعوبها التي تتمنى أن يكون لها قيادات وزعامات فذّة وقوية وحازمة مثل اردوغان وحزبه الإسلامي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات