صورة الاسلام صورة واضحة


إن الله حينما خلق الخلق أرسل لهم الرسل مبشرين ومنذرين ، وانزل معهم الآيات الدالة على صدق رسالاتهم ، ومن تلك الآيات المعجزات الخارقة لقدرة البشر ؛ حتى يدركوا أن هذا التأييد هو من عند من ليس كمثله شئ .

وحينما أرسل الله الرسل أرسلهم من طبيعة المرسلون إليهم في أنهم كمثلهم ، يجوعون ويعطشون ويتعبون وينامون ويتزوجون ويتناسلون وأنهم لابد لهم من البذل حتى يدركوا تلبية احتياجاتهم الأساسية والتي تتطلبها الحياة .

إن الرسل كانوا قادة وقدوة لأممهم ، فلا ينهونهم عن شئ ويأتون مثله ، فان أمروهم بالصدق كانوا الأصدق ، وان أمروهم بالأمانة كانوا أكثرهم أمانة ، وان أمروهم بالعفاف كانوا قدوة في العفة ، وفي كل مناحي الحياة كانوا نبراسا يهتدى بهم ، ولا يؤخذ عليهم اختراقا لما جاؤوا به .
إن المعلوم أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد عاش بين قومه أربعين عاما لا يعلم انه سيرسل له ، ولا قومه يعلمون انه سيكون مرسلا لهم ، ومع انتشار الضلال في أرجاء الجزيرة العربية إلا أن محمدا كان في طفولته الولد الخلوق ، وفي عنفوانه الرجل الصدوق ، لا يعرف بين قومه إلا بالصادق الأمين ، علاوة على الحكمة والريادة وحسن التصرف ، وكان موضع إعجاب الجميع ، ولم يعثروا على عثرة واحدة يدخلون بها عليه ، فكان من أسباب نجاحه القدوة الحسنة مع التأييد الرباني له

كان محمد الحليم على الجاهل ، والواصل للقاطع ، والبار للمجافي والمحسن للمسئ ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تعداد سجايا الرسول الأعظم ، فقد كان خلقه القران وطبائعه حسان ، كان أول المتقدمين إلى الخير ، وكان منقطعا عن الشر ، وقد أدرك قادة العالم آنذاك أن محمدا بما يتمتع به فلابد وان يأتي اليوم الذي يسود العالم وحصل ما تم توقعه ، ووصل لما أراد وكذا الخلفاء والصحابة والتابعين من بعده ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.

ومع انتهاء عهد الرسل واعتبار أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتمهم وان رسالة الإسلام هي آخر الرسالات ، وان محمدا بشرا ستنتهي حياته ويفضي إلى خالقه ، قال تعالى ( انك ميت وأنهم ميتون) وقال تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) إلا أن الرسالة التي أرسل بها ستبقى خالدة ، والمطلوب من البشرية إتباعها دونما إكراه قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام)وقال تعالى ( لا اكراه في الدين ) وينبغي على المسلمين أن يحملوا هذه الرسالة إلى أركان الأرض كافة .

وتمضي السنون وتنقضي الدهور ، ونصل إلى أيامنا هذه ، وبين أيدينا كتاب الله محفوظا ومصانا ، وتصل لنا سيرة الرسول العطرة ويشهد الشاهدون المسلم منهم وغير المسلم على عظمة وعبقرية محمد ولسنا عنه ببعيدين وهو القائل ( تركت فيكم ما أن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي عضوا عليها بالنواجذ )

إن الأمة هذه الأيام أحوج ما تكون لبيان القيم الإنسانية العظيمة التي أتى بها محمد وانتهج بنهجها ، قال تعالى ( ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) ينبغي على المسلمين في كل مكان أن يكونوا رسل محبة ، ونموذجا يحتذى ، وخاصة في الديار غير الإسلامية ، قدوة يستضاء بها ، وان يبتعدوا عن كل ما نهى عنه قدوتنا ، نعكس الصورة الواضحة لما أمرنا به ديننا الحنيف ، ولقد كان في تصرف الطفل جاك سوانسون الرؤية التي ينبغي أن تكون من الآخر للإسلام وكان في تصرف أهل مسجد تكساس تجسيدا لخلق الإسلام في مبادلة الود بالود ومثل هذه الشواهد هي التي تكرس العلاقة التي ينبغي أن تكون ، وقد سعى الساعون لتشويه صورة الإسلام الناصعة لمآربهم التي تريد أن تفتك بالدين وأهله ، وينبغي علينا نحن أهل هذه البلاد والمقيمين في ديار الإسلام أن نجسد المسلم الحقيقي علما وعملا ، فديننا دين الدعوة بالحسنى دونما تفريط في حقوقنا التي ندافع عنها ودونما إفراط ، قال تعالى عن سيدنا محمد ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )
إن الإسلام وأهله الحقيقيون ـ حملة الرسالة بالطاعة والسلوك ـ لابد لهم من أن يشكروا من قبل البشرية جمعاء على حسن ما أتوا به ، كيف لها وهي رسالة الخالق إلى المخلوقين ، وهم الحريصون على بني البشر من الانزلاق وراء الشهوات والملذات وزيف الطبائع والانحرافات ، يريدون قيادتهم إلى حيث الدنيا العامرة بالعدل والحق يدعون إلى أداء الحقوق والقيام بالواجبات ، ديدنهم عمارة الأرض خيرا ، ونبذ الشرور ، ولا يؤخذ على الإسلام وأهله أي تصرف أهوج يحسب على المسلمين جورا وظلما ، فلم يأتي الدين إلا ليهذب السلوك البشري ، ويؤطر العلاقات بإطار الألفة والتعاون واحترام الحرية الفردية واحترام الرأي الداعم للحق فلا ينبغي لأحد أن يشكك في رسالة الإسلام ومازال وسيبقى القران بين أيدينا محفوظا وسيرة المصطفى كذلك تشهد على قيم الإسلام السمحة ومن أراد الاستزادة فعليه بها .

ربنا الرب العظيم ، وقراننا حكيم ، ورسولنا أمين ، وسير الأوائل مشرفة للتاريخ ، وتعامل المسلمون مع غيرهم مثالا يحتذى في الإنسانية ، والشواهد الدالة على ذلك كثيرة ، ولن ندافع عن إسلامنا من منطق الضعف بل إن الإسلام وأهله هم القوة ، وكانوا خير عون لغيرهم تأليفا لقلوبهم وإضاءة لعقولهم ، وقد وجب علينا الإيمان بالله انه ناصرنا ، ومن كان الله بجانبه فلا خاذل له ، قال تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ولنعلم أننا كمسلمين كلفنا أن نكون مبشرين لا منفرين ، وميسرين لا معسرين .

اللهم واجعل لنا من لدنك سلطانا وليا ، وان يتغير الواقع الذي نعيش بحيث لا يقود علينا الجهلاء أمما متكالبة جامعة نفسها على قصعتنا وحتى نجنب أنفسنا والأمة المكروه ينبغي التعامل بحكمة ، وهي مسؤولية مشتركة بين المسلمين وخاصة ذوو العلم الشرعي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات