حالة نفسيّة


قد نبرّر للقابضِ على منصبه حكمه , وللكاظمِ ظلمه دعْوته ,حين يَتوقّفُ ميزان الاستقرار الوطنيّ على حالة نفسية ترجح بها دفّة الامن على دفّة من صراعٍ اجتماعيٍّ وفوضى سياسيّة من العيار السلطويّ المالي...

لا شكّ أنّ قضيّة حادثة الموقر والتي تزامنت نسبياّ مع قصة جٌمانة و ثريّا السلطي قد لامست في نتائج تحقيقاتها أثر في نفوسٍ المُتابعين حين توحّدت تلك النتائج على أنّ الحالة النفسيّة كانت عاملاً مشتركاً ووازعا افضى الى نثرِ ضحايا ثار حولها الجَدل بين من حبست أنفاسه وبين صرخاتِ استغاثةٍ , وانْ ثَبت ذلك فهل يصح انْ نقول أنّ المواطن الاردني يعاني نفسياً , وبحاجةٍ ماسة وطارئة الى طِبابة حقيقية ام يستمر الميزان عادلا بلمسة أمنيّة...

الارْهابُ أيضاً يُعزَى الى الحالة نفسيّة , فالإرهابيّ في داخله صراع اجتماعيّ وفكري ودينيّ و ماليّ , والفَسَادُ على شاكلته ومن ذات الفصيلة , فالمتنفّذ الفاسد يَنضَمُّ ايضاً لِلرَكبِ فهو باردٌ دينيّاً و سيئ أخلاقيّاً وناقص اجتماعيّاً وهو ما أصنّفه شخصياً من أخطر المطلوبين المصابين...فعلى سبيل المثال ترتكز قاعدة الارهابي على تكفير من لا يؤمن بنظريته يشرّع فيها القتل والتفجير الانتحاري قانونا ومنهجا وسبيلا لتحقيق هدفه...أمّا الفاسد فمبدأه النفاق, تشريعه ليس فيه أرضٌ إلّا للتّجارة ولا وَطَنٌ إلّا للجنسية ولا عشيرةٌ إلا للّقب ولا أموالَ إلا للسّلب والنّهب والرّبا والايداع ,لا يتبع أحدا ويتبعه زمرته, وقاعدته الغاية تبرر الوسيلة , يَقتُل ,يَغْتال,يُصفّي, يَحْرق , يًدمّر في سبيل مصلحته وأنانيّته ,كيف لا ووطنهُ الأوحد هو رصيدهُ البنكيّ...

عندما يتحدّى الامن الوطنيّ عناوين كالإرْهاب والتّطرّف من جِهة والفساد والمخدّرات من جهة أخرى توزّع الواجبات كلٌ ضمن اختصاصه وفي غرفة عملياتٍ أمينَة وشفّافة وعادلة... أمّا اذا كان أمْن الوطنِ مرهونٌ بحادثة قتلٍ أو مُحاسبة فاسدٍ او اقالة مسئولٍ ضعيف فالأمنُ حالة سياسيّة آيلة للسقوط أكثر منها ركيزة دولة وإذا كان مُتوّقفٌ على تشريعِ قانون انتخاب عادل أو عتقِ اقتصاد محتكر فالأمن لن يتعدى واجب الحراسة الشخصيّة, أصبح الشّارع مدركٌ ومؤمنٌ أنّ أمْنَ الامّة ولادةٌ طبيعية لوجود العدل عدا ذلك يكونُ التصريح خيانةً ومهزلةً ومضيعة للوقت وتكون النتائج على جانبٍ ساذجة ,غير مقنعة ومصيرية على الجانب الاخر ...

ومن جُملة المصطلحات الرسْميّة المُتعلّقة بذاك الباب يخرُج علينا بين الفينة والأخرى عنوان اسمه هيبةُ الدّولة, شبّهه البعض بأنه الفيروس المحايد , يتفاعلُ مع جميع الاحداث ,سياسيّة واقتصاديّة وأمنيّة وتَصِلُ درجة تطوّره لانْ يأخذَ أشكالا سوسنيّة في الفقر والبطالة وحتى القضاء والجريمة..وتكمن ايجابيته في تقبله الاجتماعي في حين تظهر سلبياته حالات نفسية...

وتؤكد المعطيات أنّ وضْعَ عنوان هيبة الدّولة في الشّاردة والواردة يحيّد انْ لم ينتهك القانون, ويفقده جزءاً كبيراً من هالته انْ تفاعل بالزّمان والمكان الخاطئين... 

عندما تُفردُ الخيارات ويكونُ أحلاها مُرّاً يَقِفُ أمْنُ الوطنِ كما يقال على "كفّ عفريت" ! لنثق بعدها انّ مع كل هبّة ريح علينا انْ نغلق الابواب والنّوافذ على أنفسنا ,لنقبع بين خوفٍ أساسه الجوع وموت ينشد العدل هناك فقط معناً علمياً لحالة نفسية...

shnaikatt@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات