الامة تبحث عن ملهم يقيل عثرتها


يتلاشى حلم المواطن العربي بظهور شخصية عربية فريدة يقيل عثراتها، ويسطر لشعبوبها السبق بالتميز والعزة والحكم الرشيد وذلك لعدد من العوامل أهمها:-

1. ان لا يكون الزعيم المفكر مشروع لأحد, ولا فضل عليه سوى يقينه وفكره الإنساني، ويحق له أن يكون مناضلا بشهادة الشرق والغرب وطوائف شعبه, وأصحاب القرار في العالم, ومعهم يرضخ له مستعبدي الشعوب من القوى العالمية.

2. من حق الامة تبحث عن مفكر زعيم يوحد شعبه على المحبة ونسيان الماضي أسوة بقول رسولنا الكريم لأهل مكة 'اذهبوا فأنتم الطلقاء'.

3. وتبحث الامة عمن لا ينبهر بالحكم ومكتسباته فتاتي اليه الزعامة طائعة مبهرة طيعة, ليكتب له التميز في حياته والسبق الحضاري لقيادتها بعد وفاته.

4. ان يستعين بخصوم الماضي ومعارضي النهوج السابقة في إدارة وطنه, ويؤسس لمستقبل واعد للجميع, بطريقة لم يفعلها سوى أولي العزم من القادة الأفذاذ وفي فترة رئاسية واحدة, حيث ولا يوافق على الترشح لغيرها !

5. لان لا يتحيز لطائفته وملته ولا حتى لزوجته وان لا يخبو إحساسه بالعدالة كزعيم ورجل رقيب على الدستور والقانون حتى على نفسه وأسرته.

6. ان لا يدعي عليه أحد بالكسب غير المشروع كما لا يسجل له في اقراره المالي بوجود رصيد مالي في بنوك عالميه مشبوهه!

7. الانسجام مع الذات فيما يؤمن به من حرية للشعوب المقهورة حيث كان ويكون معها في السعي لنيلها للحرية كشعوب فلسطين والعراق وسوريا ومصر واليمن ... ومع ثورات الربيع العربي, ويقوم بنصح الثائرين العرب بالتسامح ونسيان الماضي لبناء مستقبل أفضل زاهر.

8. لا تنطلي عليه التمثيليات الثورية ولا مع من يلمع له صورته, او يتواطؤ مع الفاسدين, كما لا يكن حقودا ولا مرتجفا عندما يقرر, ولا يخيفه الجلاد, قبل رئاسته ولا بعدها.

9. لقد ادعى الكثير من زعماء العرب الثوريين الحكم الرشيد وقد روج له من البطانة الظالة المظللة، وقد غاب عن المشهد غير ماسوف عليه بسبب انقضاء الأجل أو اندلاع ثورات الربيع العربي- لكن شعوبهم بقيت تدينهم وتلومهم بسبب التصاقهم بالكراسي والتخطيط لتوريثها لأبنائهم وبسبب تعسر الديمقراطية في بلدانهم, وغياب العدل وعقم صناديق الاقتراع, المبرمجة على نتائج ما تستفتى فيه شعوبهم, وكذا من غياب تكافئ الفرص, والعجز عن تحقيق أي تنمية مستدامة أوبني تحتية تصمد في وجه العاتيات, وعن بناء مجتمع يفتقر لتفعيل قوانينه نصا وروحا وتخلف مؤسساته عن العصر !

وعليه, فالتراكم الثقافي المضخم لدى المواطن العربي, ببزوغ فجر عن وحدة تجمع أشلاء أمته قد أفل ! وتطلعه لنموذج عادل كالخليفة العادل عمر بن الخطاب أو الخليفة المجدد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما لن يأتي على أجيال تعودت على المكاسب ولم تتعلم القيام بالواجب, علاوة إن على إعجاب الجيل بالقادة التاريخيين كصلاح الدين وقطز ومحمد الفاتح كإعجابه بأبطال المسلسلات ليس إلا ! ناهيك عن الفخر بدهاء العرب وموروثاتهم وسيرهم وفروسيتهم التي دونت في كتبنا بمنطق التميز على غيرهم من الشعوب في محيطهم وكأن تلك الشعوب كما النعاج !

وبقي فهم الحاكم العربي للحكم وممارسته كما القرون الوسطى, الذي أنشاء حكومات خلطت بين سلطنات وممالك الأمس وجمهوريات العصر بالاسم, والحاشية المستنفعة لا تجد بدا من مدح الحاكم بكلمات ليست كالكلمات, حتى قيل من بعض علمائها بانه "لا يسئل عما يفعل وهم يسألون. وسبق أن قيل لأحد الحكام العرب من حاشيته 'سيادتك أعدل من عمر' وقد قال شاعر من العرب لحاكمه يوما 'ما شئت لا شاءت الأقدار...... فاحكم فأنت الواحد القهار'

ومثل ذلك الخطاب كثير وهو موروث عربي في العديد من بطون الكتب.

وقد اصبح هذا الخطاب لازمة عربية وتراث عربي نشاهده كل يوم في محطات إذاعة وتلفزيونات أمتنا الرسمية من الماء إلى الماء, وهذا لا ينتج منديلا عربي ولا ديغول عربي في الوقت المنظور, مع العلم أن كثير من الناشطين الدينيين والدنيويين وحتى الأفراد في أمتينا العربية والإسلامية يتوقع قرب ظهور المهدي عليه السلام أو الإمام الغائب قدس الله سره, ومنهم من قال أن المهدي قد ولد, ومنهم من يتوقع طلوع الشمس من المغرب والبعض يتوقع قدوم يأجوج ومأجوج ! ومنهم من يتوقع قيام القيامة, ولكن لم يتوقع أحد ظهور قائد عربي بحجم نيلسون مانديلا ! يلملم اشلاء الامة المبعثرة بين الموروث الديني والهرطقات واستعداء شعوب العالم والقوى العظمى عليها بحجة القتل غير المبرر في سبيل الله، وخلط الجهاد ذروة سنام الاسلام بقتل المسافرين ومتسوقي المولات والساهرين في المقاهي والمطاعم والفنادق والشوارع ... بمسوغاتهم فيدخلوا الجنة مع الداخلين وهكذا سوغ لهم من قبل منظماتهم ومدرسيهم ومريديهم. وهذا فكر قد انتشر على مساحة الامة والكوكب الارضي، ولا يقتل بالرصاص ولا يحارب بالطائرات وبصواريخ كروز وتوماهوك وانما بالفكر السليم والقويم الذي يكلف اقل بكثير من اثمان الاسلحة الحربية التي تنتشر في كل مكان للتصدي للفكر الظلامي الذي لن يوقفه العنف المضاد حتى لو استخمت فية الاسلحة النووية. وعليه فالامة تحتاج الى مفكر زعيم يقودها نحو الصلاح قبل ان تفكر باصلاح العالم، والقوى الكبرى الطاغية التي تبني قابل الايام على ابتزاز الضعفاء وقتلهم وتشريدهم ونهب ثرواتهم عليها ان تفكر جيدا وهي تعلم ان الفكر لا يقتل بالرصاص ومشتقاته الحربية والتكنولوجية !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات