جراسا -

مرة أخرى عاد جلالة الملك عبدالله الثاني ليؤكد ضرورة منح الصحافة الحرية الكاملة من أجل ممارسة دورها الرقابي والارتقاء بالحياة الديمقراطية في الأردن.

وضمن جلالة الملك الحديث عن الحريات الصحافية وضرورة الارتقاء بالعمل الصحفي ومنح الصحافة كافة الحرية من أجل إتمام مسيرة الديمقراطية في الأردن معظم خطبة وأحاديثه الملكية في تأكيد واضح على أهمية الصحافة التي اعتبرها جلالته ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية.

وفي خطاب التكليف السامي الذي وجهه جلالة الملك إلى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سمير الرفاعي أكد جلالته على أهمية دور الصحافة وفسح المجال أمام الإعلام المهني الحر المستقل لممارسة دوره الرقابي في المجتمع.

كما دعا جلالته إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لضمان حرية التعبير وفسح المجال أمام الإعلام المهني الحر المستقل لممارسة دوره ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية

ولتأكيد دور الصحافة في تعزيز التنمية الوطنية طالب جلالة الملك بتطوير وتعديل التشريعات اللازمة وتبني السياسات الكفيلة بإيجاد البيئة المناسبة لتطور صناعة الإعلام المحترف الذي يتطلع إليه جلالته.

واعتبر متخصصون في مجال الصحافة والإعلام أن تضمين جلالته للحديث عن تعزيز الحريات الصحافية في الأردن يحمل مدى إيمان جلالته بالدور المناط بالصحافة المهنية في إيصال الصورة الحقيقية للمواطنين وهو ما يوجب على المؤسسات الصحافية تحمل مسؤولياتها بكل مهنية والابتعاد عن التصرفات اللامهنية.

وكان جلالته دائما المنحاز للوطن والمواطن فإنه دعا الحكومة إلى ضمان حق الحصول على المعلومة دون أي عوائق وهو ما يسهم في معرفة المواطنين بحقيقة الامرو رافضا جلالته أن يحول دونها أي عذر.

إلا أن جلالته أكد ضرورة حماية المجتمع من بعض وسائل الإعلام التي وصف جلالته بعض ممارساتها باللامهنية واللاأخلاقية من خلال تطوير التشريعات المختصة بها.

واعتبر متخصصون في مجال الصحافة والإعلام أن تأكيد جلالته على أهمية دعم الصحافة وتعزيز القوانين بما يوفر البيئة المناسبة لخلق أعلام حر يساهم في التنمية الوطنية ويكون شريكا في إحداث التنمية الشاملة في المجتمع الأردني.

وفي هذا الصدد قال الدكتور أمجد القاضي رئيس هيئة الأعلام المرئي والمسموع أن جلالة الملك تطرق في معظم خطاباته إلى قضايا الإعلام وتعزيز الحريات في المملكة وهو ما يدل على مدى الاهتمام الملكي بقضايا الإعلام.

وأشار القاضي أن نظرة جلالته نظرة واعية للواقع الإعلامي والتي تشير إلى أن جلالته يركز على تعزيز الحريات إلا أنه يشرطها بالحرية المسؤوله التي تخدم قضايا الوطن والأمة وتعمل بجدية واضعة المصلحة العامة نصب أعينها.

وأشار القاضي أن تدعيم جلالة الملك للإعلام يدل على أن الإعلام الأردني قطع شوطا طويلا في مجال الحريات خاصة أنه مدعوم برؤية إعلامية من أعلى مستوى سياسي في الأردن.

وبين أن هناك بعض الشوائب التي اعترت المسيرة الإعلامية في الأردن وهو ما تحدث عنها جلالته بصراحة مشيرا إلى أنها تحتاج لرؤية علمية مدروسة للقضاء عليها مشددا على ضرورة الارتقاء بالمهنية الاعلامية لتطوير الاعلام المرتكز الى الرسالة والمضمون والمهنية العالية.

وأضاف القاضي أن تطوير الكثير من التشريعات التي تهدف للخروج من الرؤية الضيقة باعتبار الاستثمار في الإعلام هو استثمار مادي والإيمان بأن الاستثمار بالإعلام هو قضية اجتماعية ووطنية وله أبعادة وتأثيراته الكبيرة أصبح ضرورة ملحة في المرحلة المقبلة.

وأشار أن تطرق جلالته للحديث عن الإعلام في كتاب التكليف السامي يحمل رسالة واضحة بضرورة التركيز على الرسالة والمضمون الإعلامي التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة.

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي خالد محادين أن جلالة الملك أعاد التأكيد على ضرورة صون حرية التعبير والمسؤولية النبيلة في ممارسة هذه الحرية.

وبين محادين أن جلالته مهتم بواقع الحريات وأن بتأكيده على ضرورة حق الحصول على المعلومة فإنه يرى أن القيود يجب أن لا تمنع وسائل الإعلام من خدمة الوطن بأمانة وشرف وأخلاق.
(الرأي - طارق الحميدي )