التعديل من زاويه غير أمنيه



يصادف اليوم ذكرى اليوم الأسود في حياة الاردنيين وهو ذكرى تفجيرات عمان والتي خطط لها الزرقاوي وأزلامه فكانت الفجيعه وقد طالت كل بيت أردني لرفضنا المطلق ان تستباح عمان وعلى ايدي القتله من المتطرفين وهي موئل العرب ووجهتهم للشعور بالأمن والأمان,, واليوم حدثت هناك في ميادين التدريب جريمة نكراء راح ضحيتها ضيوف لنا وأردنيون ايضاً لا اجد مبرراً لها سوى التطرف والخروج عن جادة الصواب,, ليس هكذا نحن ان نبدأ بالاساءه والقتل وعلى ارضنا في حق ضيوفنا..

اما التعديل فقد جاء طفيفاً وهذا ما يدعم خطى دولة الرئيس الذي انتظر الاردنيون ان يكون تغييراً على اعتبار تفاءلوا بالشيء تجدوه وقد اعتدنا على اكثر من ماءة تشكيل من عمر الاماره والمملكه على اعتبار ان هناك بوادر أمل في التغيير حتى اضحينا شعب من المتفائلين والمستوزرين(اصحاب الصالونات ومطلقي الاشاعات),, من هنا جاء التعديل كورقه رابحه وتأييد للرابع ان لا تغيير..

ونحن نعيش زحام الحياة وبؤر التوتر المحيطه وانقلاب الطاولة على رؤوس المتاجرين باوطانهم لقاء دراهم الدنيا ومتاعها, نحاول ان نرى في القريب السراب ليبعث الأمل في النفوس الضاله الباحثه عن رغد العيش ولو من خلال اصلاحات حقيقيه نستشعر منها حقيقة تطلعات الاردنيين شيباً وشباباً في دوله عصريه يحكمها القانون وتسودها العداله,, فقد بدأت تظهر على الدوله اعراض الشيخوخه بعدما نخرها الفساد والمفسدون يعيثون افساداً وفي وضح النهار,, فمؤسسات القطاع العام على شفا جرفٍ هارٍ بعدما اُغرقت بالموظفين الغير منتجين,, وانهارت الادارة امام مطالب جيوش الموظفين في تحسين اوضاعهم حتى باتت تتطاول الايدي على المال العام دون خوفٍ او وجل!! ناهيك عن الترهل الذي اصاب مفاصل الدوله ولم تعد قادره على ضخ الدماء الشابه على رأس مؤسساتها الهرمه لاحداث التغيير المنشود..

وزير الماليه المستقيل لربما اجتهد ولم يصيب وهو امام تحديات جسام منها ارتفاع منسوب المديونيه وفوائد الدين العام والاقتراض الذي لا ينتهي برغم تصريحات اصحاب الدوله من ان الوضع تحت السيطره ومنهم من قال انه في العنايه الحثيثه, ليس بمقدوره اجترار المعجزات فاقتصادنا مبتلى بالكثير من الأزمات ناهيك عن التعدي على مقدرات الوطن ضمن حقب ماضيه بدعوى الخصخصه حتى عرفنا انها كانت لصلصه,, القطاع الخاص بكل مكوناته يحتضر, فالسياحه اضحت على الرف وهناك من غربنا من يسوق اثارنا لصالحه,,والسياحة العلاجيه ايضاً كرافد للاقتصاد الوطني لم تعد قادره على تلبية تطلعات الوطن والعاملين فيها فقد شابها الفساد ونخرتها ايدي السماسره من اطباء(وليعذرني البعض من اصحاب الايدي البيضاء والنظيفه) واصحاب المستشفيات حتى غزاها اصحاب التاكسي والشقق المفروشه وغيرهم .. يزكون فلان لكثر اعطياته ويتهمون الناجح ويسوقونه على انه فاشل لتمنعه الانخراط في اللوبي الذي يديرون وعلى حساب الوطن وسمعته,,وقس على ذلك باقي القطاعات التي بدأت تنسحب من المشهد لصالح الفاسدين وتجار الاوطان..

لم يعد الأمن والأمان كافيان لتعليم الابناء او اطعامهم او..او.. وما اكثر تبعات ذلك,, فالكفاءات على اختلاف تخصصاتها بدأت تهجر الوطن وتبحث عن رغيف الخبز النظيف,,الحل يكمن في كلمه او اثنتين وهما اجتثاث الفساد واعادة ترميم بناء الوطن الذي اعتراه الكثير من النكوص والخذلان, فالمسؤول الذي لا يبذل كل ما في وسعه لينسحب من المشهد ويترك الدفه لمن هو أهل لها,, نريد عمان وباقي المدن الاردنيه جميله وحضاريه وتقدم خدمات فضلى لساكنيها,, نريد تبجيل المعلم واعادة الهيبه لمؤسسات التعليم لنستطيع استشراف المستقبل بجيل منتمي للوطن,,نريد الضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بالوطن,, لدينا تجربتان في دولتين مسلمتين,, الاولى ماليزيا والثانيه تركيا,,لم يكن بايديهم سيوف سحريه بل بالانتماء وتفعيل القوانين ومحاسبة المقصرين انتقلوا من دول ضعيفه مدينه لصندوق النكد الدولي لدول دائنه له..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات