ماحصل كارثة


ما حدث في عمان يوم الخميس لا بد من الوقوف عليه طويلا, حيث انها وبالمفهوم العلمي كارثه حسب تعريف الكارثة من اصحاب الاختصاص. لذا كان من المفروض ان يكون لدى الجهات المسؤولة ادراك تام لمفهوم الجاهزية للكوارث. هذا وهي من النوع البسيط فكيف لا سمح الله لو حلت بنا كارثة كبرى حمانا الله وحمى هذا البلد من كل شر.
إنَّ الجاهزية للكوارث (Disaster preparedness) تعود إلى التدابير المتخذة للحد من آثار الكوارث. وهذا يشمل التنبؤ، وحيثما أمكن منع الكوارث والتخفيف من آثارها على الفئات الضعيفة من السكان، والاستجابة لها والتعامل بشكل فعال مع عواقبها.
الكارثة تعرف بأنها "أي حادثة يقع فيها وفيات وتحتاج لجهود تفوق قدرتة السلطات المحلية لمواجهتها " من خلال ما شاهدنا فأنَّ ما مر بنا يتوافق مع هذا التعريف. أي دولة يجب أن يكون لديها لجنة من أصحاب الإختصاص للتعامل مع الكوارث وهنا أقصد الكوارث بالمعنى الضيق ولا أقصد الازمات حيث أنه مفهوم أوسع من مفهوم الكوارث.
علمياً التعامل مع الكوارث يتكون من اربعة مراحل لكل مرحلة مفهومها الخاص وأليات للتعامل معها وهذه المفاهيم اسردها هنا على عجالة:
أولا: التخطيط ( (planning والتخطيط هنا ما قبل الكارثة وليس خلالها بحيث تُستقرأ الكوارث التي ممكن أن تقع في أي منطقة ويتم التخطيط لها من قبل عدة جهات وهي ؛ الامن العام, الدفاع المدني, البلدية, الاشغال العامة, المحافظة, وغيرها من الجهات التي لها علاقة. بحيث يجتمع أصاب الاخصاص لوضع خطة عمل لمواجهة كل نوع من الاخطار المحتملة وليست خاطة واحدة لكل الاخطار وتشمل هذه الخطة توزيع الادوار خلال الكارثة.
ثانياً: التلطيف (mitigation) ويعني هنا التلطيف اجراء التعديلات على اماكن الانهيارات والمباني واي شيء ممكن ان يتسبب بوقوع كارثة ثانية خلال الكارثة الواقعة وهذه النقطة مهمة جداً ولا مجال لشرحها ومن الامثلة عليها ازالة المباني التي من الممكن ان تنهار خلال الزلازل
ثالثاً: الاستجابة ( responding) وفي هذه المرحلة يتم التعامل مع الكارثة حسب الخطة الخاصة الموضوعة لها من قبل حيث تقوم كل جهة بالواجبات الموكولة لها بحسب الخطة الموضوعة لها كلٌ حسب دوره وليس بنظام الفزعة المعمول به حاليا. وقد اثبتت الدراسات العلمية والتجارب الواقعية نجاعة التعامل مع الكارثة حسب الخطة المرسومة لها.
رابعا: التعافي (recovery) وفي مرحلة التعافي يتم تنفيذ البرامج التي تتجاوز توفير الإغاثة الفورية لمساعدة أولئك الذين عانوا من التأثير الكامل للكارثة لإعادة بناء منازلهم وحياتهم والخدمات وتعزيز قدرتها على مواجهة الكوارث في المستقبل. بعد وقوع الكارثة، وتقديم المساعدة المنقذة للحياة هي الحاجة الأكثر إلحاحابالاضافة لسرعة تقديم الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية.
لست مهتماً هنا بتحديد من هو المسؤول عن ما جرى ولكنني اقصد التحضير لما هو آتي حيث أنه من المتعارف عليه علميا وعرفيا أن الكارثة عندما تأتي لا تنذر وليس لها وقت محدد, لذا يجدر بنا أن نتعامل مع هذه الظروف بجدية وعلى أساس علمي قبل وقوعها دون انتظارها للتعامل معها على أساس الفزعة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات