برق خريف يرف رفيف يقش القوي مع الضعيف


فهم الواقع عبر دراسة التاريخ والتراث واخذ العبر والدروس من الاحداث السابقة والاجيال السالفة يعتبر من اساسيات البحث والتحليل في العلوم المعاصرة حيث لايمكن تجاهل البيئة المحيطة والثقافة ومراجعة الادبيات السايقة لاي مجال اونطاق عند البحث لاغراض التخطيط والتنفيذ.

وهذا مالا يفهمه ولايدركه مسئوليننا الحاليين عن قصد وعمدا لانهم يسعون لطمس ومحو معالم اثار السلف عبر تغيير المعالم واسمائها باسماء عابرة مارقة لاقيمة لها.

هذا مايقودنا للتطرق لما حل بعاصمتنا الحبيبة عمان جراء عاصفة رعدية مفاجئة غالبا ماتتشكل في مثل هذا الوقت وفوق المرتفعات الجبلية المميزة لمعالم عمان الرئيسية وجبالها السبع حيث لم يراعي المخططين عبر سنين البناء والتاسيس للبنية التحتية لمدينة عمان من حيث وقوعها على وادي كبير غالبا ماكان يذكر بكتب التاريخ والمؤرخين بانه نهر عمان وانه يتشكل من بداية راس العين مرورا بسيل الحوريات حتى عين غزال حيث يذكر الكثير من كبار السن من اهالي عمان السابقين بانها اي عمان عادة ماتكون عرضة للفيضانات وكثافة السيول من الجبال المحيطة بها وانتشار البرك التي تولد الحشرات المضرة المسببة لبعض الامراض ك (حبة عمان) اللشمانيا وهذا مامنع اهالي عمان الاصليين من عشائر البلقاء من السكن فيها وابتعادهم للضواحي ك ناعور ومرج الحمام ووادي السير وصويلح والقويسمة وابوعلندا وماركا وطبربور وخريبة السوق وسحاب.

ان طبغرافية مدينة عمان يتطلب مجاري تصريف مياه بحجم يتناسب والطبغرافية ونسبة الميل العالية والانخفاضات والاودية وهذا مالم يراعى من حيث انتشار البناء واستغلال كل متر للبناء دون مراعاة لمجاري تصريف المياه وكذلك الكراجات اللازمة لكثافة البناء والسكان وهذا مايعتبر عاملين اسايين مسببين لما حدث من مداهمة المياه للمباني والمتاجر.

لم يدرك موظفين عمان ولامخططيها لطبيعة وواقع عمان وكذلك لم يفهمو تاريخها وتراثها ولم يدرسوه واكاد اجزم انه لم يسمع احد منهم بالمثل الشعبي " برق خريف يرف رفيف يقش القوي مع الضعيف"" وهذا مايتداوله العمانيون في ادبياتهم الشعبية عندما يشبهون شتاء الخريف بهذا التشبيه الذي لم ياتي عن عبث بل جراء خبرىة طويلة ومعاناة مع الطبيعة وظروفها .

عدم الدراية بالواقع وعدم البحث والفهم للطبيعة حيث المكان الذي يعيش به الانسان لم ينفع احدث تكنلوجيا البناء والتصميم المستخدم في بناء الجسور والانفاق والطرق لانه لم يراعي البيئة المحيطة وهذا مادعى حسين خليل عطية لان يدافع عن طريق تنفيذ البناء للجسور والانفاق ليضع اللوم على التصميم الذي لم يراعي به المهندسون الطبيعة لانهم لم يفهمو الواقع فعاندوا الطبيعة كما قال الناطق الرسمي للدفاع المدني ومن يعاند الطبيعة سيتحمل النتائج.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات