رسالة من اردني شريف لأم فلسطينية ثكلى


يقول الله سبحانه وتعالى في سطور كتابه العزيز وهو اصدق القائلين: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) [الكهف : 46] .

فيا أمي الفلسطينية ويا أختي الفلسطينية ، لن ابالغ في زخرفة كلماتي لك ، وإن فعلت ذلك فانت تستحقين ما هو أعظم منها ، ولكني مؤمنٌ بأن لغة الاختصار بحضرتك يا ام الشهيد في كثير من الاحيان تصبح من اجمل الفنون على الاطلاق .

أمي وأختي الفلسطينية اسعد الله صباحك ،فأنا اكتب اليك وأنا في عجلة من امري ، فإن اصبت او اخطأت فليس ذلك ما يهمني ، بقدر ما اريد إيصاله اليك من قلب تجرّع الالم وذاق الحسرة والويلة اكثر من مرة.

فيا ايتها الفلسطينية الرابضة على ارضها ، والمتلحفة بثوب الشرف والكبرياء ، اناشدك بالمحافظة على اولادك ، فقسماً بمن اعّز محمد وأذل الكافرين، بأن ما يقوم به قادة فلسطين لا يتعدى المؤامرة ، لإبقاء وضعكم مشتعلاً لا حباً بتحرير فلسطين ، ولا عشقاً للشهادة ، بل لكي تبقى لهم الساحة والسيادة والريادة، فاشتعال فلسطين وقتل ابنائها ،لا يمثل عند هولاء اكثر من فرصة لارتفاع شعبياتهم لاكتساب المزيد من المصالح وجني الثروات على اكتاف الشهداء واوجاع وويلات الامهات الطاهرات .

اختي الفلسطينية دعيني أذكرّك بأنه وفلسطين تشتعل وتحترق وتنتفض ،ودموع الامهات تسيل على الخدين ، والاطفال يصرخون جوعاً ، كان ابناء قادتكم يسرحون ويمرحون في الملاهي في شتى الدول العربية والاجنبية، ومن منكم يستطيع أن يذكر لي اسماً لابن قائد فلسطيني قاتل واستشهد وجرح على ارض فلسطين.

نعم اختي الفلسطينية اكتب اليك عاشقاً لك، وحاسساً بوجعك اكثر من اولئك الذين اسموا انفسهم قادة لكم ، ولعل ما يجري في فلسطين الان قد ذكرني بوجع شباب فلسطين الثائرة في معارك بيروت عام 1975عندما كان الشباب يتوجعون ويتجوعون وقادتهم ينامون في نزل النعيم في ساحة البور قرب جسر الكولا، فقد حدثني غاضباً المرحوم ابو اسحاق احد اعضاء ثورة فتح الذي توفي وراتبه التقاعدي من المنظمة لم يتجاوز ال120 ديناراً، في حين بلغت ارصدة دحلان في دبي 250 مليون هذا إن لم يكن المبلغ ضعف ما ذكرت.

نعم يا اختي الفلسطينية انها مؤامرة عليك وعلى اولادك ، فلا تنجرفي أخيتي العزيزة وراء أفكار وثقافات ليس للجهاد وفلسطين أي رابط بها او صلة ، فما يفعله قادتكم في الظاهر لا يمت لحقيقتهم في الخفاء على الاطلاق ، فهم يسبحون في بحر لا نهاية له ، يأخذون من فلسطين ودماء شهداءها ما ينفعهم في دنياهم ودعيني اذكرك بما رواه ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : "لأعلمن أقوام من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا ، قلت :يا رسول الله صفهم لنا ،جلهم لنا، لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال :أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات