"وصفي التل " معذرة يا تاج عز الاردنيين وأحد مصدر كبريائهم ،اذا كنا نقارنك بغيرك من اوباش المراكز الحكومية ،ولكني هنا اجد بان من الفخر أن اقارن رئيس أورغواي الاسبق "خوسيه موخيكا" بك وبما عرفناه عن ماضيك ، فهذا الرجل كأنه قرأ من احداث التاريخ سفرك المجيد الذي خطه قولك ورسمه للأردنيين فعلك ، فكنت مع هزاع المجالي الوحيدين اللذين ترأسا حكوماتنا وربطتم افعالكم بأقوالكم، حتى ان ظروف موتكما قد تشابهت وإن اختلفت الذخيرة التي قتلتكما.
اكتب اليك يا وصفي قبيل ذكرى وفاتك بأيام مستبقاً الحدث ،والذي تعودت عليه مع الاردنيين الشرفاء ان نخوض في اعماقه ، لا للشهرة ولا لفتح الجراح ، بل لاكتساب ما ينفعنا لقادم الايام خاصة في زمن بات الرجال فيه ندرة، فأنت كنت بحياتك مدرسة وبعد موتك جامعة، من لا يتعلم فيها لا اقول لن ينجح بل سيفقد الشيء الكثير ،ليس من الاموال بل من الجاه والعزة والكرامة .
اكتب اليك يا وصفي لان هناك من غير بني جلدتنا من درس في مدرستك واستحق الاحترام ، وهنا لا بد من الاشارة الى رئيس الأوروغواي الاسبق" خوسيه موخيكا" ، الذي تسلم زعامة وطنه وغادرها كما غادرتها انت نظيف اليد شريف عفيف تترحم عليك الناس الى الان ، بل ويحلو ذكرك كلما حن شعبك لرؤية الرجال .
نعم بالامس استطاع رئيس أورغواي او كما يحلو لي تسميته "بوصفي تل" الأورغواي أن يسجل ويسطر اروع الامثلة في النزاهة والنظافة والاخلاص واحترام النفس التي كرمها الله ، حين تلقى دعوة من "حزب الشعب الجمهوري التركي" احد اكبر احزاب المعارضة في تركيا ، فلبى تلك الدعوة بشروط اهمها على الاطلاق ان ينام في فندق من الدرجة الثالثة، وان لا يركب سيارة فارهة والاقتصار على الفوكس فاجن القديمة التي عود نفسه عليها . فأي رجل بالله عليكم هذا الذي يستلم تلك المناصب ويرفض كل مغرياتها؟ ألا يستحق الاحترام يا كبار المسؤولين في وطني الحبيب والتوقف عنده للتعلم منه كيف تتم خدمة الوطن والمحافظة على المال العام؟.
اكتب عن هذا الرجل لكي أوجّه لزبانية المناصب وسراق قوت الشعب ولصوص الخزينة انصع رسالة وطنية لعلها تحرّك ضمائرهم وتعيدهم لجادة الصواب،فاين انتم من احتللتم مناصب الدولة من هذا الرجل في نظافته وعزة نفسه ونزاهته وعلو كعبه في الدنيا والاخرة ؟.