قادة الفكر السياسي والاقتصادي في الميزان"


من المفارقات العجيبة التي يلمسها المواطن الاردني أن نفراً ممن يزعم انهم من قادة الفكر السياسي يظهرون بين الحين والاخر على صفة محاضرين منظرين او في ندوات موسعه يفتخرون بأمجادهم الوظيفية السياسية وينسبون لانفسهم الوطنية والمواطنه الصالحة وينشرون على مسامع المشاهدين والمستمعين انهم حرصوا في حقبة عملهم على المال العام ، والمصلحة العليا للامه والوطن ، وكانهم يخاطبون مواطناً ساذجاً لا يعرف تاريخ هؤلاء المنظرين يوم ان نهبوا وسلبوا المال العام ، وعاثوا فساداً، ومزقوا ثوب الامه الساتر ولم يبالوا بكشف عورات ابناء الوطن حتى سقطوا في شرك الفقر والبطالة والاستجداء، وبقيت الثعالب الماكره في أبراجها العاجية تقضم الاخضر واليابس دون احساس بأنين الجوعى، واستغاثة اليتامى ومن لا حول لهم ولا طول .

لقد منح الوطن والمواطن ثقته لثلة كبيرة من أنصاف سدنة السياسة والاقتصاد والثقافة والتربية لعل وعسى أن يكون على أيديهم الخلاص الجزئي من معاناة الأمة وأزماتها المتراكمة طوال فترة زمنية لها حسابها في عمر الأمة ،وكم كانت الفاجعة وخيبة الآمال عندما اكتشفت الخيانة العظمى للدين والأمة والوطن وكان روادها من نصبوا أنفسهم مدافعين عن المصالح العامة ،حيث أخفوا الوجه الكالح وأظهروا الوجه الباسم الأصفر ،وأوغلوا في تقسيم ما بقي من تركة الوطن والأمة حسب مخططاتهم كل من خلال موقعه ،دون مراعاة للدين العام والمديونية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء ،غير عابئين بأي معيار من معايير الشرف وكرامة الأمة ،ومما يستغرب أن نفراً من هؤلاء بعد أن تركوا مواقعهم وقفوا موقف المعارضة المنافقة وبدأوا ينتقدون قرارات من جاء بعدهم وما هم بصادقين ،إنهم من الراقصين على الحبال .

لا أخفي سراً إن قلت أن المواطن الأردني الواعي قد فقد الثقة بجميع أصحاب الصالونات والأطياف السياسية والاقتصادية المنظرة الذين باعوا الوطن بثمن بخس مقابل بقاء ورعاية مصالحهم الشخصية ،وهذا لا ينفي ان يكون ثلة من الشرفاء والاوفياء لامتهم ولكن تاثيرهم كان محدوداً، ولم يتمكنوا من مقاومة التيار العالي من اصحاب المصالح الضيقه، حيث اصبحت المراكز العليا القيادية في الدولة تشكل عبئاً باهضاً على المواطن لانّه تيقين أنّ مهنة السلب والنهب وهضم الحقوق والمقامره، اصبحت ديدن اصحاب المراكز العليا، فلا ثقة بالحكومة ولا ثقة بمجالس الامه الذين حرصوا بجشع على تحقيق المنافع والمكاسب لأنفسهم جهاراً نهاراً دون النظر لحجم المشاكل السياسية والاقتصادية التي تحتاج لمعالجة جادة سريعه من خلال تضافر الجهود المخلصه المؤمنه بالعداله الاجتماعية والانصاف المنشود.

اقول كفى جعجعة من اصحاب الحلوق المنتفخة، وعليهم ان يعلموا ان اوراقهم الصفراء قد سقطت حيث تعرت اجسادهم من كل ساتر، وغدا ثوب الرياء يشف عما تحته ، ولم تعد المتاجره بالاقوال الجوفاء مقنعة بعد ان سقطت ورقة التوت، لقد كذب دهاقنة السياسة والاقتصاد على الامه بما فيه الكفاية ، حيث استغلوا بساطه وطيبة المواطن الاردني، ليمرروا مخططاطهم الفاشلة وسياستهم المأفونة، فأوقعوا الوطن في متاهات كان حصادها مراً على مستقبل الامه نتيجة احتكارهم للقانون ، وتحكيم الفردية على الروح الجماعية، وبات في حكم المؤكد ان المواطن قد تحرر من القيود المكبله للحرية ، واصبح الوعي السياسي والاقتصادي ملحوظاً لدى العامه والخاصه.

ولم تعد حيل من اغرق الامه بالديون والمصائب تنطلي على الاحاد والجماعات، وحتى تبقى ذرة من كرامه لاولئك الذين تصدروا ساحة العمل السياسي والاقتصادي في مراحل متعدده من عمر الامه ان يعتزلوا لان نخبة من الصف التالي تربوا في زخم الاحداث على فهم ومعرفة الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي واصبحت عندهم القدره الفائقة على المعالجة الحكيمة وفن ادارة الازمات دون ان يقال اننا بحاجة الى حكمة وتجربة شيوخ السياسة والاقتصاد وقد تأكد فشلهم ، وفقدهم للثقة باجماع العامه والخاصه من ابناء الوطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات